يعاني الكثير منَّا من عدم القدرة على إيصال أفكاره ومشاعره للآخرين، فقد تكون لدى أحدنا فكرة أو معلومة هامة ومميزة ولكن لا يستطيع إيصالها للطرف الآخر ويمكن أن تُفقد هذه المعلومة أو تأتي في وقت لا قيمة لها.
وتختلف القدرات البشرية في الاتصال من شخص إلى آخر بحسب معارفه المكتسبة أو خبراته أو المكتسب الوراثي له، وهكذا هو الحال في أجهزتنا ومنظماتنا الإدارية، فنجد هناك من لديه أفكار مميزة ومعلومات مفيدة لعمله ولكن ليس لديه القدرة على إيصال هذه المعلومة لمن هم بحاجتها سواء بسبب ضعف مهارات الاتصال لديه أو معوقات الاتصال في الجهاز الذي يعمل به، والنتيجة هدر في المعرفة ونقص في كفاءة اتخاذ القرار، يقول بيرنارد باروخ (إن القدرة على التعبير عن فكرة تكاد تكون بنفس الأهمية مثل الفكرة نفسها).
ومن هذا المنطلق أصبح جديراً بنا أن نهتم بالأفكار والتجارب التي يحملها العاملون في منظماتنا الحكومية والخاصة وذلك عن طريق تفعيل دور (إدارة المعرفة) التي تعتبر الإدارة المساندة للعاملين حيث يستطيعون من خلالها إيصال أفكارهم وتجاربهم للآخرين والحصول على دعم لقراراتهم وحلول لمشكلاتهم من خلال أفكار وتجارب غيرهم. والمتصفح لشبكة الإنترنت يعلم مدى أهمية وفائدة هذه التقنية المعرفية في الحصول على المعلومة بسهولة واختصار للوقت، فلا حاجة لنا للبحث وهدر الجهد والوقت وحشو عقولنا بالمعلومات غير الضرورية في ظل وجود إدارة للمعرفة. عندما سئل أنشتاين عن رقم هاتفه توجه إلى دليل الهاتف! فسئل ألا تحفظ رقم هاتفك؟ فأجاب (أنه لا يحشو ذهنه بأي معلومات يمكنه الحصول عليها من أي مصدر بسهولة).
د. عبدالله بن عطية الزهراني - دكتوراه إدارة أعمال
Neveer_2005@yahoo.com