الرياض - محمد صديق

قال أمين عام جمعية مكافحة التدخين الأستاذ سليمان الصبي إن تحقيق شركات التبغ للمزيد من الأرباح خلال نتائجها السنوية والنصفية هو خبر (محزن) لمكافحي التبغ لأن ذلك مؤشر لتنامي أعداد المدخنين أو زيادة في كميات التبغ المستهلكة في المنطقة.

وأضاف الصبي: صحيح أن هذه الأخبار غير سارة ولكنها ستعطينا دافعاً أكبر لإشعال المزيد من الحرب ضد شركات التبغ. مشيراً في هذا الجانب إلى أنهم ينتظرون ما ستسفر عنه أول جلسات قضية وزارة الصحة ضد شركات التبغ في يوم 11 سبتمبر القادم، مؤكداً على أنها القضية التي تهم العاملين في مجال مكافحة التبغ في الوقت الراهن وينتظرون تفاصيلها على أحر من الجمر.

وكشف الصبي بأن هناك تنسيقاً بين الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين والجهات والجمعيات الأخرى في المملكة لإمداد وزارة الصحة بكل ما سيدعمها في هذه القضية نظراً للأضرار التي أحدثتها منتجات شركات التبغ على أفراد المجتمع مدخنين وغير مدخنين.

وأثنى الصبي على الجهود التي تقدمها الدولة في دعم برامج مكافحة التدخين التي كان آخرها قرار مجلس الوزراء الموقر الذي استشعر خطورة الأمر واتخذ قرار بإنشاء لجنة وطنية لمكافحة التبغ وطالب بأهمية الإسراع في إصدار نظام مكافحة التدخين الذي سيدعم هذه الجهود ويعالج الكثير من الإشكاليات المتعلقة بمكافحة التدخين.

وعلق الدكتور عبد الله السلمان عضو مجلس إدارة الجمعية بأن الجمعيات والجهات العاملة في مجال مكافحة التبغ وكذلك الجمعيات المعنية بالمحافظة على الصحة العامة والبيئة النقية تمثل الساعد الأيمن لوزارة الصحة في هذه القضة، لذلك فإن الخطوة لمقاضاة شركات التبغ التي سترفعها لا شك أنها ستجد كل المباركة من فئات المجتمع لأن قضية التدخين أصبحت قضية وطنية في المقام الأول وضحاياها الأوائل هم أفراد المجتمع السعودي.

وطالب السلمان جمعيات التدخين بالتحرك في هذا الوقت الذي تشهد فيه البلاد صحوة كبيرة في جانب مكافحة التبغ وذلك عبر إنشاء لجنة وطنية لمكافحته ورفع وزارة الصحة لقضية ضد الشركات المصنعة له.

وكانت الشركة الشرقية للدخان بمصر قد أعلنت في بيان نشر يوم 5-8-2007م - 22 رجب 1428هـ أن النتائج غير المدققة لأعمالها تظهر ارتفاع صافي أرباحها بنسبة (37%) إلى 695 مليون جنية مصري (123 مليون دولار) في السنة المالية (2006 - 2007م) المنتهية في يونيو.

وجاء في البيان الذي نشر على موقع البورصة المصرية على الإنترنت أن الشركة الشرقية للدخان وهي الشركة التي تحتكر صناعة السجائر في مصر حققت ربحاً صافية بلغ 508 ملايين جنيه في السنة المالية السابقة وتخوفت مصادر اجتماعية ودينية في مصر من تنامي أرباح شركات التبغ لأنه مؤشر قوي لزيادة مبيعاتها مما يعني وقوع المزيد من الناس في براثن التدخين ووصف مهتم في شؤون مكافحة التبغ أن هذه الأرباح ستعني المزيد من الخسائر والإنفاق على برامج علاج مرضى التدخين في مصر، مشيراً إلى أن أرباح شركات التبغ في الدول الإسلامية والعربية ستدفع ثمنها وزارات الصحة عبر مضاعفة الإنفاق على العلاج ويمثل هذا الجانب مخاوف من ارتفاع نسبة الأمراض التي يسببها التدخين لأفراد مجتمعات تلك الدول.

يشار إلى أن هناك العديد من شركات التبغ في المنطقة قد أعلنت عن أرباح جيدة تحققت خلال النصف الأول من 2007م.

وتنفق المملكة سنوياً على استيراد التبغ حسب الإحصائيات الرسمية أكثر من 1.5 مليار ريال كما تنفق وزارة الصحة 5 مليارات ريال على علاج مرضى التدخين وعن الخسائر التي تحدث بسبب الحرائق التي يكون التدخين سبباً مباشراً فيها بالمملكة فقد بلغت خلال 1426هـ أكثر من 2500 حادث حريق.