على الصعيد الإعلامي .. ثمة فوارق جوهرية بين التمسُّك بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، وبين البحث عن المنافع والمصالح الخاصة من خلال التملُّق والمداهنة وتزوير المشاعر على حساب الضمير والمبدأ (!!).
** وكون جريدة (الجزيرة) قد التزمت (ذاتياً) - ومنذ الأزل - بالعمل على وضع القارئ الكريم أمام الحقائق المجرّدة دون زيف أو رتوش، احتراماً لمبادئها أولاً، ثم احتراماً له ثانياً .. فإنما هي تمارس حقها الطبيعي والطليعي في أن تظل في منأى عن الرضوخ لأي محاولة يُراد بها فرض أي نوع من الوصاية عليها .. لذلك احتفظت بموقعها في الطليعة دون منازع.
** فعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً .. لم تفتأ خلالها المحاولات الواحدة تلو الأخرى بغية احتوائها ومن ثم العمل على (كتم) صوتها الجهوري الذي التزمت - كما أسلفت - على أن يظل يصدع بالحقيقة والصدق دون أيّة اعتبارات أخرى.
** ولأنّ الحق يعلو ولا يُعلى عليه .. لذلك فشلت كل المحاولات، وبقيت (الجزيرة) عصيّة على كل المحاولات .. فكانت ومازالت وستظل إن شاء الله منبراً حُرّاً نزيهاً يطرح الرأي والرأي الآخر لا تأخذها في الحق لومة لائم.
** هذه المقدمة الطويلة نوعاً ما .. كان لا بدّ منها قبل الإشارة إلى حديث الرئيس الهلالي الأمير محمد بن فيصل المنشور هنا يوم الأربعاء، والذي اتهم من خلاله جريدة الجزيرة بأنّها لا تفضل وجوده في الهلال، وأنّها تكتب عنه بشكل قاس جداً، وأن الكُتّاب الهلاليين في الجزيرة يكتبون بقسوة كبيرة جداً - على حد وصف سموه - وأنا أتعجّب حقيقة من هذا القول القاسي والمجحف بحق الجزيرة وكُتّابها على حدٍّ سواء (!!).
** ولا أعلم هل اطلع سموه على مجمل ما تم طرحه في الجزيرة وغيرها حول قضية استقالته وعدوله عن الاستقالة (؟!).
** ذلك أنّ جريدة الجزيرة وكعادتها، لم تحجر على أي رأي سواء مع أو ضد .. على اعتبار أنّ ذلك حق مشاع ومكفول للجميع بحكم نزاهتها واستقلاليتها وحرصها على خدمة المصلحة العامة.
** وكوني أحد الذين وقفوا مع سموه قلباً وقالباً، وأحد الذين كتبوا في الجزيرة بصدق للترحيب بعدول سموه عن الاستقالة، وعودته لإكمال المسيرة .. لكن يبدو أنّ الكُتّاب (درجات) عند سموه .. لذلك لم يركِّز أو يكترث إلاّ ببعض الملاحظات المحددة لبعض الزملاء الذين أبدوها بدافع الحرص على مصلحة الكيان الهلالي الكبير، وليس بدافع عدم الرغبة في بقاء سموه على رأس الهرم الإداري الهلالي من عدمه (؟!!).
** أيضاً ثمة ملاحظة هامة جداً لا أعلم كيف أنّ سموه لم يأخذها بالحسبان .. ألا وهي عدم الالتفات لممتهني الاصطياد في المياه العكرة من كذابي الزفة الذين لا تظهر إشاداتهم وتطبيلهم لرؤساء الهلال إلاّ حينما تحدث الإخفاقات وتتراكم .. بقصد الاصطياد والتخريب، والأمثلة على ذلك عديدة جداً (!!).
للعلم فقط
** أنا هنا لست بصدد الدفاع عن جريدة الجزيرة .. ذلك أنّ ثباتها على مواقفها المبدئية النزيهة هو من ينصفها أمام أي تجاوز من أي نوع ومن أي طرف .. بدليل صمودها واحتفاظها بموقعها الطليعي، رغم محاولات زحزحتها عن موقعها وموقفها بشتى الطرق والوسائل (؟!).
** ولكنني فقط أردت إيضاح بعض الحقائق على سبيل التذكير ليس إلاّ.
** وما دام الشيء بالشيء يُذكر، أرى أنه لا بأس من التذكير بواحدة من هلاميات (إعلام التنابلة) التي مارسوها خلال الموسم قبل المنصرم والموسم الذي سبقه .. ذلك أنه عندما كان الزعيم بقيادة رئيسه الشاب، يكوِّش على كل البطولات والألقاب، ويجندل الفرق الواحد تلو الآخر .. كان ذلك الإعلام يهاجم هذه الجريدة بشدة بحجة عدم انتقادها للعمل الإداري الهلالي برئاسة الأمير محمد بن فيصل، وكنا هنا في الجريدة ومعنا الأسوياء نسخر كثيراً من هذا المنطق العجيب الذي يحرّض على تقريع الأعمال المتميزة (؟!!).
** والآن عندما استدعى الموقف إبداء المخاوف .. لا أستبعد أن يكون الإعلام إيّاه قد انقلب على نفسه بمعدّل (180) درجة على اعتبار أنها فرصة سانحة لتسويق بضاعته الفاسدة والمتمثلة في الكذب وزرع الفتنة والدس بين خلق الله .. أقول لا أستبعد حدوث ذلك لأنني (والله) لا يشرفني مطالعة ما يكتبون وينشرون من عبث، وبالتالي لا علم لي على أنغام أيٍّ من الأطراف (يرقصون) (؟!!).
الخلاصة
** إذا كان ثمة من الهلاليين من يختلف اليوم حول العمل الإداري في ناديهم خلال هذه المرحلة بالتحديد .. فإنهم يجمعون على أنّ الأمير محمد بن فيصل .. قد قدّم نفسه كأحد أفضل وأبرز الرؤساء إنْ لم يكن أبرزهم وأفضلهم على الإطلاق، ليس على مستوى نادي الهلال فحسب، وإنما على مستوى المملكة والخليج وربما أبعد.
** إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من التعبير عن مخاوفهم على أوضاع ناديهم بصرف النظر عمن يكون الرئيس، وهنا تكمن الفوارق بين أنصار وأنصار، وبين إعلام وإعلام آخر.
بيت القصيد
صديقك من صدقك لا من صدّقك