«الجزيرة» - بندر العنزي:
أوضح الدكتور جاسر بن سليمان الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة بمنطقة القصيم ان هيئة السياحة بالمنطقة تقوم حاليا بتنفيذ خطة تنمية السياحة بالقصيم التي بدورها تتوقع ان يصل عدد زوارها إلى حوالي 3145000 زائر سنويا وذلك بحلول عام 1447 هجرية الموافق 2050م. جاء ذلك في تصريح خاص بـ(الجزيرة) حيث أشار د. الحربش إلى ان خطة تنمية السياحة في منطقة القصيم تضمنت رؤية سياحية للمنطقة تؤكد على تطوير القطاع السياحة على نحو مستدام ومتوافق مع تقاليد المنطقة العريقة وما تملكه من عناصر جذب ثقافية، وطبيعية وفعاليات تستهدف أساساً أسواق السياحة المحلية. ولتنفيذ هذه الرؤية فقد تم اقتراح هذة المهمة (تطوير قطاع السياحة في منطقة القصيم ليصبح قطاعا مهما في اقتصاد المنطقة ويوفر فرصا وظيفية ودخلا للسكان المحليين مع الحفاظ على الهوية الحضارية للمنطقة وحماية بيئتها). وأضاف الحربش انه ليس سرا ان تعتمد دول بكاملها على السياحة كمورد أساسي يتفوق على بعض الموارد الطبيعية مشيرا إلى ان مبدأ (الاستدامة) والذي يؤكد على ان التنمية السياحية رافد مهم للتنمية المستدامة في المنطقة وهي التوجه الرئيس في رؤية القصيم السياحية الطموحة. وتابع الحربش: لنا ان نتخيل منتجا سياحيا كموقع تراثي يعكس تاريخ المنطقة فان التنمية المستدامة هنا كنموزج تعني وجود حركة دائمة شاملة لجميع فئات المجتمع للتعرف على هذا الموقع الذي ينبغي أن يتعرف زواره أكثر على معلومات قيمة تقدم لهم شفهيا عن طريق مرشدين سياحيين وتقدم لهم ورقيا عن طريق نشرات مفيدة المحتوى، وهذه التنمية المستدامة تمنح الفرصة لأصحاب الأعمال الصغيرة ان يستثمروا أولئك الزوار الدائمين. واعتقد الحربش ان الشواهد كثيرة على نجاح مثل هذه الطموحات مؤكدا على ان التنمية المستدامة تتجسد بشكل جزئي فيما تبدعه سواعد أبناء القصيم وبناتها في المهرجانات حيث أوضحت الإحصائيات إلى ان نسبة إشغال الشقق المفروشة تصل إلى 100% في المنطقة خلال فترة المهرجانات وهذا مؤشر اقتصادي يدل على ما يمكن ان تجلبه صناعة السياحة للمنطقة. وأشار الحربش إلى ان تطوير السياحة بشكل مستدام ومنظم وإيجاد المنافع الاقتصادية والاجتماعية والمتمثلة في زيادة الدخل وفرص الاستثمار والتوظيف وتحسين البنية التحتية هي من أولى سياسات التنمية السياحية بالمنطقة إضافة لإشراك المجتمعات المحلية في عمليات التنمية في مناطقهم ومحاولة التخفيف من حدة الموسمية وتطوير عناصر الجذب السياحي مع الحفاظ التراث الثقافي. كما ان الخطة تنتهج أساس الجمع بين التراث الثقافي، والمهرجانات، وزيارات المزارع، والرياضة الصحراوية والترفية، والمعالم السياحية المميزة في تطويرها للسياحة في المنطقة آخذة بعين الاعتبار تطوير سبل الوصول للمنطقة واعتماد الهيكل المؤسسي المناسب لتنمية السياحة والحد من الآثار السلبية على مختلف الأصعدة وتعزيز الآثار الايجابية. وحول استراتيجية التنمية السياحية في المنطقة بين الحربش ان تطوير عناصر الجذب التراثي الحضاري في مواقع مختلفة وإيقاف أعمال التخريب في تلك المواقع وتنمية السياحة الزراعية وتنمية الرياضة الصحراوية من المهام الأساسية التي يجب القيام بها إضافة لتطوير المشروعات السياحية والتنسيق الزمني العام للمهرجانات وتنظيم الرحلات السياحية المختلفة للمواقع السياحية مبيناً ان تطبيق تلك الإستراتيجية بشكل منظم وتطبيق هيكل تنظيمي سياحي فعال من أولويات خطة التنمية السياحية علاوة على اعتماد تطبيق التخطيط البيئي لكافة المشروعات السياحية وتنظيف المناطق الطبيعية والحفاظ على مستوى الجودة البيئية. وذكر الحربش ان منطقة القصيم تتميز بمقومات سياحية جمة حيث تأتي الموارد الطبيعية من مساحات شاسعة من الكثبان الرملية في طليعة هذة المقومات إضافة إلى تراث المنطقة العمراني والثقافي والمتمثل في المواقع التاريخية والأسواق الشعبية وتصاميم القرى والقصور كما تزخر المنطقة بالكثير من الحرف التقليدية كما ان الموقع الاستراتيجي للمنطقة يساهم بشكل كبير في تنمية السياحة وذلك لتميزها بالاتصال الميسر بالمدن ذات الأسواق السياحية الحالية مضيفا ان المهرجانات الصيفية والشتوية من العناصر السياحية المهمة في القصيم التي تعمل الهيئة على تطويرها وتحويلها من عمل تطوعي إلى عمل استثماري مؤسسي. وأثنى الحربش على جهود جامعة القصيم التي استطاعت من خلالها المنطقة تقديم نفسها كمركز محتمل للمؤتمرات الدولية مبينا ان الهيئة تعمل من خلال قطاع التسويق على تنفيذ جزء من إستراتيجية المعارض والمؤتمرات والمزايا MICE في القصيم مستثمرة الأرضية الجيدة للمشروع والبنية التحتية المعقولة.