تعد هذه الأيام عصيبة على خريجي وخريجات المرحلة الثانوية وأسرهم، فالجميع يترقب نتائج القبول في المعاهد والكليات والجامعات، وقد لا يضمن حصول طالب الثانوية على نسبة 95% تحقيق رغبته بالحصول على التخصص الذي يرغبه ولا حتى مقعد في الكلية أو الجامعة. ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو دعوة تلقيتها الأسبوع الماضي من أحد الزملاء بمناسبة قبول ابنه في كلية العلوم الإدارية (تخصص إدارة أعمال) وابنه قد حصل على نسبة 94% وتخصصه علوم طبيعية وكانت رغبته الأولى كلية الهندسة. تفاجأت من الدعوة فنحن اعتدنا على أن تكون مثل هذه الدعوات عند حصول الطالب على شهادة البكالوريوس أو الماجستير والدكتوراه. قلت في نفسي فعلا لقد تبدل الحال وتغير، فالمقعد الجامعي في السابق كان مضمونا للجميع حتى من نسبهم تقل عن 70% أما الآن فهي بمثابة (حلم)، بل والأمر من ذلك أن العدوى قد انتقلت من الكليات والجامعات الحكومية إلى الجامعات والكليات الأهلية التي تحصل على رسوم سنوية من الطلبة. لا نلوم الآباء والأبناء فمن حصل على قبول هذه الأيام يعد محظوظا فهناك الآلاف من المتخرجين وبنسب عالية لم يتم قبولهم بسبب عدم مقدرة الجامعات والكليات على استيعابهم حسب ما نسمع ونقرأ من المسؤولين، وبالتالي فإن التعبير عن الفرح بالقبول بإقامة الولائم يعادل الحصول على أعلى الشهادات. نحن أمام منعطف خطير في مسألة قبول طلبة الثانوية، هناك الآلاف من الخريجين الذين لم يحصلوا على قبول في الجامعات والكليات، ما هي الخيارات الأخرى المتاحة أمامهم؟ في الدول الأخرى يتم توجيه الخريجين إلى قنوات أخرى مثل بعض المجالات الفنية والتقنية بينما لدينا وللأسف حتى المعاهد والكليات الفنية والتقنية أغلقت الباب أمام الخريجين، وفرص العمل غير متوفرة لخريجي الثانوية. الموضوع بحاجة إلى حلول من الجهات ذات العلاقة، وأعتقد أن إتاحة الدراسة في الفترة المسائية قد تكون أحد الخيارات المتاحة أو زيادة الطاقة الاستيعابية للجامعات بما يتناسب مع مخرجات التعليم الثانوي وافتتاح مزيد من الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة، فبقاء الطلبة والطالبات المتخرجين بدون دراسة وعمل يمثل خطرا سينعكس سلباً عليهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع ككل ويساهم بكل تأكيد في تزايد معدل البطالة لدينا في المملكة. أعتقد أننا الآن في أمس الحاجة إلى إيجاد إستراتيجية وسياسة تعليمية وطنية واضحة ومحددة المعالم لما نريد عليه بلدنا أن تصبح بعد سنوات، ولنأخذ العبرة من بعض الدول التي سبقتنا في هذا المجال.
Fax2325320@yahoo.com