Al Jazirah NewsPaper Friday  10/08/2007 G Issue 12734
الريـاضيـة
الجمعة 27 رجب 1428   العدد  12734
الإعلام ونجومية عزيز
محمد الدويش

لست ممن يستعجلون إصدار الأحكام على اللاعبين أو المدربين، ولكنني فعلت ذلك مرة واحدة مع لاعب الهلال الدولي خالد عزيز عندما كنت أتحدث مع الأستاذ عادل البطي - مدير الكرة السابق بنادي الهلال - بعد خماسية الشارقة القاسية وغير المسبوقة في مرمى الهلال قبل أن تتبعها مباشرة خماسية أقسى من الأهلي. وقتها انتقدت مستوى اللاعب خالد عزيز و(حكمت) عليه بالفشل وبأنه اللاعب غير المناسب في المكان غير المناسب.

وفي المقابل كان الأستاذ عادل يرى عكس رؤيتي تماماً، فهو يرى أولاً أن اللاعب ليس سبباً في النتيجة القاسية التي يتحملها الجميع وليس لاعب واحد فقط، ووصف عزيز باللاعب المهم بالفريق وأنه يؤدي أدوارا لا يراها أحد، وتعدى ذلك إلى التأكيد على أنه سيكون اللاعب (الأهم) الذي لا يستغني عنه أي مدرب سواء على مستوى النادي أو المنتخب.

** بعد مرور ثلاثة مواسم أكد اللاعب عزيز خطئي في التسرع بالحكم عليه بالفشل وبعد نظر الأستاذ عادل البطي، فها هو كما توقع أبو فهد أصبح اللاعب الأهم لدى المدرب سواء في ناديه أو المنتخب ولا يزال مستواه في تصاعد، ففي البطولة كأس آسيا الأخيرة كان اللاعب الأبرز في نظر المحليين (الفاهمين) فنياً، ولو كان هؤلاء هم من يحق لهم ترشيح الأفضل (رسمياً) لما تعدى اللقب خالد عزيز دون منافس. ولكن لأن من تم اختيارهم لهذا الغرض لا يرون سوى من يسجل الأهداف جاء اختيارهم مجانباً للحقيقة.

** المدرب الوطني علي كميخ رأى أحقية اللاعب خالد عزيز بلقب أفضل لاعب في البطولة بدلاً من يونس محمود الذي منح اللقب مجاملة. وفي المباراة الختامية كان اللاعب خالد عزيز اللاعب الأبرز بين لاعبي الفريقين طوال المباراة، فبالرغم من السيطرة الواضحة للاعبي الفريق العراقي والأداء الذي وصل درجة العنف غير القانوني أو بمعنى أدق (الخشونة)، إلا أن عزيز كان اللاعب الأبرز في المباراة ووقف بقوة أمام الكثير من الهجمات العراقية وتنقل دفاعاً وهجوماً، ولو أنصفه الحكم لمنحه ضربة جزاء مستحقة بعد إعاقته الواضحة للجميع من قبل المدافع العراقي داخل منطقة الجزاء قبل نهاية المباراة بدقائق، لكن نجومية خالد وأحقيته بلقب الأفضلية ولو في المباراة النهائية (غيبت) أو (صودرت) بسبب تعاطف الإعلام والنقاد مع المنتخب العراقي وابتهاجهم بفوزه في المباراة واللقب.

** في كرة القدم دائما ما تذهب النجومية للمهاجمين الذين يسجلون الأهداف يليهم من يصنع الهدف، فالمهاجم يكفيه استثمار فرصة واحدة من عشر فرص ليحظى بلقب النجومية على عكس المدافع أو حارس المرمى اللذين قد يكون لهما حظ من النجومية متى أبدعا طوال المباراة ولكن ارتكاب أي منهما خطأ وحيدا قد يسفر عن هدف للفريق المنافس قد يفقدهما لقب النجومية على طريقة (غلطة الشاطر بعشر)!

أما من يلعب في مركز المحور فهو أقل اللاعبين حظاً بلقب النجومية لأن جهود من يلعب في هذا المركز لا يراها سوى المدربين أو من يتابعون المباراة ويقرأونها بطريقة فنية من النقاد وهم من المدربين أو بعض اللاعبين السابقين ممن يدركون جيداً أدوار أصحاب هذه المراكز.

** في بطولة آسيا الأخيرة لعب الحارثي دقائق لا تتعدى أصابع اليدين وبرز من خلال لقطتين الأولى: عندما أضاع فرصة سهلة جداً أمام كوريا وفي وقت قاتل، والثانية: عندما تعامل بنجاح مع فرصة أصعب للتسجيل أثمرت فوزا ثمينا للأخضر على المنتخب الإندونيسي، وخطف النجومية واستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام لعدة أيام، وهكذا هي نجومية كرة القدم وبريقها يذهبان لمن يسجل الأهداف.

mohd2100@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد