إعداد - سامي اليوسف:
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم خالد الشنيف.. المحلّل والمدرب الوطني فماذا قال..
الضيف رسام الكاريكاتور المبدع .. رشيد السليم
* في فترة وجيزة تفوقت على من سبقوك، وأصبحت رسوماتك وتعليقاتك محط اهتمام شريحة كبيرة في المجتمع الرياضي، كيف اختصرت مسافة النجاح بهذه السرعة يارشيد؟
- الحقيقة أن المسافة ليست بالوجيزة أخي سامي، فالبدايات كانت في عام 1403هـ في نادي الكاريكاتير للهواة في صحيفة الجزيرة، ثم كانت انطلاقتي الفعلية رسام كاريكاتير متعاون في صحيفة الرياض1412هـ ثم إلى الجزيرة رسام كاريكاتير رياضي عام 1419هـ، عاصرت حقبة من أصحاب الخبرات في بلاط صاحبة الجلالة، اكتسبت من خلالها كثيرا من الخبرات التي منحتني القدرة- ولله الحمد- على صناعة كاريكاتير مؤثر.
* هل تعمدت الدخول للمجال الرياضي حبا بالشهرة واختصار الزمن أم لعشقك للمجال الرياضي وكرة القدم الخاصة؟
- دخولي للكاريكاتير الرياضي ينبع من قناعتي أن الرياضة هي الوسط الذي يجمع كل الطبقات العمرية المختلفة وجميع الشرائح الثقافية إضافة لأني أرى في الرياضة بيئة خصبة للكاريكاتير لما تحتويه من أحداث ومتغيرات، تستفزني لأعبر عنها بلوحات مختلفة، ولا يكتمل هذا العمل إلا بحب الرياضة طبعاً، فلا أعتقد أنني مثلاً يمكن أن أنجح في رسم كاريكاتير اقتصادي بشكل يومي وأنا لا ارتبط بعلاقة حب مع الأجواء الاقتصادية حتى لو أخذت (دورة تدريبية) لدى راشد الفوزان، فنجاح الإنسان في عمله هو نابع من حبه له.
* من شجعك في بداياتك؟
- التشجيع والدعم جاء من أستاذي محمد العبدي أبو مشعل فهو صاحب الفضل في فتح المجال لي في الكاريكاتير الرياضي في وقت كانت جميع الصحف تعج بالكاريكاتير العام، وكانت خطوة جريئة من ابومشعل وأعتقد أنني كنت تلميذا مثابرا في مدرسته، وأنا أعتبر (أبو مشعل) هو الرائد الحقيقي للكاريكاتير الرياضي بل رائد الكاريكاتير المتخصص في صحافة المنطقة.
* كيف تصنع فكرة الكاريكاتور، هل تجتمع وتستمع الى بعض الأصدقاء؟ أم تملى عليك الافكار وأنت تنفذها؟
- صناعة الفكرة تحتاج لهدوء وتركيز واختيار الموضوع الأكثر سخونة، وتحويل الموضوع إلى (سيناريو) وهي المرحلة الأصعب حيث تحتاج لاختزال الموضوع بدون أن تشتت القارئ وهي مهمة ليست بالسهلة، كما يعتقد الكثير بعكس مسألة الرسم، ومن الذي سوف يمنحك كل يوم ساعة أو ساعتين لصناعة فكره على مدى سنوات. اعتمد على متابعتي للأحداث والقضايا فلدي من الخبرة ما يمكنني من صناعة كاريكاتير يومي، ولا يمكن أن تملى علي الأفكار، لأن في النهاية لدي أسلوبي الخاص في تناول الأفكار.
* أي الرسومات التي رفضت لك وندمت على عدم نشرها؟ وأيها التي أحدثت صدى واسعا دون أن تتوقعه في الموسم الفائت؟
- لايوجد كاريكاتير رفض وندمت على عدم نشره، لإيماني المطلق بدور الرقيب الواعي، أما التي احدثت صدى فكثير ولا يوجد كاريكاتير يمكن أن أميزه عن الآخر.
* من خلال أعمالك يلحظ المتلقي لها حدة انتقادك لرئيس الاتحاد منصور البلوي ومجاملة بعض الأندية بقلة انتقادها كالهلال مثلا، هل لميولك دور في ذلك؟
- أنا رسام كاريكاتير دوري يحتم علي رصد المواقف والأحداث، ومن خلال هذا المنطلق فأنا أبحث عن الحدث ( الدسم) اينما كان وبغض النظر عن بطله وعن النادي الذي يصدر منه، فأنا لا أتعامل مع أسماء، ولا ألوان إنما مع أحداث وقضايا تهم وتثير الشارع الرياضي، وأنا لا أجامل الهلال ولا غيره، وعندما أعرض ظاهرة ما فإنني أعرضها بالتعميم دون التخصيص.
* رسوماتك خلقت أزمة بين (الجزيرة) وإدارة نادي النصر الحالية والرئيس الهلالي السابق الأمير عبدالله بن مساعد، لماذا أشعلت الشرارة يارشيد؟ هل كانت عفوية أم متعمدة أم أنك دفعت دفعا ل(شعللتها)؟ ابحث عن إجابة تفصيلية أيها الفنان..
- لا يمكن أن نسميها شرارة يا أخ سامي، لأن الكاريكاتير دوماً وعلى المستوى العالمي يخلق جوا من الاختلاف والنقاش والحدة على مستوى دول وسياسات فكيف على مستوى الأندية!! طبيعة الكاريكاتير هكذا، أنا لست شاعر قبيلة مهمتي التلميع، عندما يكون هناك موضوع ساخن في ناد ما فلا أستطيع أن أتركه بدون طرح ( كاريكاتوري)، أقوم برسمه وتعميمه، لاعلاقة لي بالشخوص الحقيقيين لأني لا أتناولهم وليسوا هم الهدف من الكاريكاتير لكن هناك اشخاص يحاولون قراءة الكاريكاتير من زوايا خاصة لأغراض معينة في محاولة للوقيعة بين الأطراف! ومع هذا فأنا اؤكد لك ان الأمير عبد الله أو الأمير فيصل لديهما من الوعي والتحضر مايجعلهما على مستوى عال من الفهم لطبيعة الكاريكاتير ودوره وأنه ليس موجها لشخصهما، وسبق ان قابلت الأمير عبد الله بن مساعد وأشاد بالأعمال، وأجزم أن الأمير فيصل لديه نفس الروح.
* هل تتابع كل الصحف المحلية ورسامي الكاريكاتور فيها؟ أم أنك تكتفي بقراءات بعيدة عن الصحافة؟ ومن يعجبك من زملائك الرسامين في الوسط الصحافي حالياً؟
- المتابعة مستمرة ولاتنقطع عن الأجواء الصحفية وخاصة في وجود الإنترنيت، وكثير من الزملاء يعجبني في طرحه في صحف منوعة، فالزميل عبد الله صايل والزميل سعود الماضي والزميل عبد السلام الهليل.. أسماء كثيرة .
* متى تسلم رسوماتك هل يوميا بيوم، أم أنك تسلم مجموعة من الأعمال بالدفعة على فترات متقطعة؟
- الكاريكاتير الرياضي يجب أن يكون طازجا! وإذا فقد هذه الميزة يعتبر بلا قيمة، وهذا مايجعل الكاريكاتير الرياضي فيه صعوبة، عكس الكاريكاتير الاجتماعي أو العام، أنا أقوم بتسليم لوحتين بداية الأسبوع وثلاث لوحات نهاية الأسبوع، حتى أكون دائما قريبا من الحدث.
* ماهي أدوات رسام الكاريكاتور الناجح برأيك؟
- رسام الكاريكاتير هو عبارة عن روحين في جسد واحد، روح الصحفي الناقد وروح الرسام المعبر، وأنا أشدد على أهمية الخلفية الثقافية والعلمية والمعرفية للرسام لأنها هي الأرض الصلبة التي يمكن أن ينطلق منها الفنان، برؤية إبداعية تصل إلى الناس.
* هل جربت كتابة المقال؟ وهل أنت مؤمن بأن الكاريكاتور قد يغني عن مقالة طويلة بملء الصفحة أو نصفها؟
- حقيقة لم أجرب كتابة المقال إلى الآن مع إيماني بأن الكاريكاتير يمكن وبكل سهولة ان يختصر صفحات وأعمدة من الكتابة في لوحة واحدة معبرة.
* برأيك من هو الكاتب الصحافي الذي يطرح آراء تصلح لأن تكون رسومات كاريكاتورية؟
- بدون منازع زميلنا المتألق أحمد الرشيد لديه إحساس ساخر و مركز.
* بصراحة .. هل تتعرض لمضايقات عدة بسبب رسوماتك وحدتها أحيانا في النقد لبعض الأندية؟
- العمل الصحفي الذي لايؤثر بالناس هو عمل ناقص وهزيل، وطبيعة الكاريكاتير تفرض قراءة مختلفة ومن هنا يكون القبول أو الرفض،، ولدي من المناعة ما يجعلني أتجاوز النقد غير المحسوب!! لأني مؤمن بعملي ورسالتي.
* مازالت رياضة وكرة المنطقة الشرقية بعيدة عن ريشة رشيد السليم لماذا؟
- أنا أبحث عن الحدث ولا أختار ولا أنتقي الأندية!! فلا يمكن أن أشاهد إداريا يصور مع نجم عالمي بحجة أنه سوف يوقع مع فريقه!! وأقوم في اليوم التالي برسم كاريكاتير عن فريق القادسية!!
* لكل رسام كاريكاتور شخصية ثابتة أو رمز معين، لكنك لا تركز على هذا الأمر أو تعتمده في رسوماتك لماذا؟
- أرى ان اختيار شخصية ثابتة يمكن أن تحد من تنوع الأفكار وتجعل الرسام يدور حول محور واحد، ومقيد الإبداع لذا تجدني أحاول دائماً التنويع في الكاريكاتير بين الصامت وغير الصامت .
* يقول ماريو فارجاس الأديب والصحافي البيروفي الشهير (الصحافي بحاجة للتدريب على الأبعاد التاريخية والمدنية والأخلاقية لمهنته).. هل هذا يحدث في واقع صحافتنا تحديدا الرياضية منها؟
- هذا إذا كانت مهنته حقا !!مشكلة مجتمعنا أن كثيرا من أفراده يعتقد أنه يفهمون كل شيء في أي شيء!! ومسألة التخصص هي مسألة هامشية لديهم!
وهم يرون الصحافة بشكل عام والصحافة الرياضية بشكل خاص لاتحتاج لتخصص لعلم ومعرفه، وهذا الشيء انتقل الى الجماهير الرياضية، فمجموع سكان المملكة يصل إلى 22 مليونا ونسبة الذين يمارسون التحليل الرياضي 30 مليونا!!
* يصف المحلل والكاتب الاقتصادي راشد الفوزان عبر (السلطة الرابعة) اللاعب السعودي بأنه عبثي, عشوائي, مهمل, غير جاد قليل الثقافة, ويعشق السهر والمعسل.. إلى أي مدى توافقه في وصف؟
- أعتقد ان هذه الصفات التي ذكرها الأستاذ (راشد يمكن ان تمتد الى أبعد من اللاعب السعودي، فيشترك في تلك الصفات ايضا بعض الإداريين في بعض الأندية.
* يؤكد عبد الله العجلان الكاتب الرياضي في (الجزيرة) في إحصائية قام بها أن هنالك 125 صفحة رياضية على الأقل تطبع يوميا في صحفنا السعودية المختلفة.. هل هذا الرقم يعد ظاهرة صحية أم سلبية ؟ ولماذا؟
- عندما يكون هذا الرقم يعبر عن صفحات رياضية تصدر من مؤسسات صحفية لديها من الضوابط والمهنية والخبرة فبكل تأكيد أن مثل هذا الرقم هو ظاهرة صحية إيجابية، وأما إذا كان الرقم يعبر عن صفحات اشبه ما تكون ببعض المنتديات حيث تفتقر للخبرة الصحفية وتسيرها رغبات وميول وتتستر خلف أسماء وألقاب وهمية فهنا نقول: إن الرقم الذي ذكره كاتبنا الكبير يعد كارثة رياضية.
* ما رأيك في المنتخب السعودي الحالي من وجهة نظرك ؟ ولماذا خسر النهائي أمام العراق؟
- أولا أود أن أشيد بالسياسة الشجاعة للقيادة الرياضية في تغيير الدماء لأفراد المنتخب السعودي الذي أثبت للجميع من الداخل والخارج ما تزخر به ملاعبنا من مواهب واعدة تنظر الفرصة، وأرجو أن تنتقل هذه السياسة إلى إدارات الأندية!
أما خسارة المنتخب في ظني تعود لانطفاء جانب التعزيز المناسب والمحفز القوي في تجاوز العراق، كما حدث مع منتخب اليابان،، كنا نتغنى بالأناشيد و(أنه لاخاسر في لقاء اليوم! منتخبين شقيقين)!، كلها عوامل اثرت على روح الفريق , في المقابل كانت ثورة اللاعبين العراقيين جامحة في تحقيق النصر، في ظل تحكيم لم يكن على مستوى من الحزم!
* هل تؤيد اعتزال النجم سامي الجابر أم تطالبه بالاستمرار حتى نهاية مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا؟
- سامي الجابر يمتلك من الفهم والإدراك مايجعله قادرا على اختيار الوقت المناسب لاعتزاله ولا أعتقد أنه ينتظر تاريخا مميزا ليكون موعد اعتزاله.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- دعونا أولاً نطالب بممارسة الرياضة البدنية للبنين!!، لأنني لا أرى وجود رياضة بدنية للبنين، فخروج الطلاب في حصة الرياضة (الوحيدة) وجريهم خلف كرة في ملعب ترابي تفوح منه الغبار، ومرمى عبارة عن (حصاتين )! وفي أحسن الظروف (بلكتين)!! لايمت بالرياضة البدنية بصلة هذا خلاف إنه لا يراعي للطالب مبدأ الفروق الفردية في اختيار اللعبة المناسبة ولا تشبع ميوله ورغباته.. ولا تحترم آدميته!
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- انتهينا من مشكلة تقسيم المدرجات بين الجماهير الرياضية 30% 60% (وبندخل) تقسيم المدرجات بين النساء!!
* ماذا تقول لهؤلاء:
* محمد الخنيفر:
رائد ومجدد فن الكاريكاتير السعودي، كل لوحة له هي مدرسة في فن الصياغة و تصميم الشخوص افتقدناك.
* عبدالسلام الهليل:
زميل وصديق جمعتني به جريدة الرياض في فترة سابقة وحب الكاريكاتير اقول متى نشاهدك بالألوان؟
* منصور البلوي:
نقلت الرياضة إلى أجواء المال والأعمال! بكل مافي الإجواء من غيوم وغبار!!
* الأمير محمد بن فيصل:
تبني الطاقات الإدارية ودعمها هي الممول الحقيقي للبطولات.
* صالح الطريقي:
ماشاء الله عليه ابو ابراهيم لاعب كرة يد ومحلل كرة قدم! وكاتب رياضي! خبير في علم النفس!.
* كلمة أخيرة ؟
- أشكرك أخي سامي على إتاحة الفرصة لي في التواصل مع قراء صحيفة الجزيرة من خلال زاوية السلطة الرابعة التي آمل ان أكون ضيفا خفيفا على السادة القراء وعلى الحب والخير نلتقي.