يظل إبراهيم الجابر رمزاً من رموز التعليق السعودي بل والعربي لما يتمتع به من موهبة فطرية جعلته من أوائل المبدعين بتعليقاته الجميلة والرائعة.
وفي بطولة أمم آسيا الأخيرة أثبت الجابر أنه نجم بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى.
وما جعلني أكتب هذا المقال هو الحملة اللا منطقية التي تعرض لها في الفترة الأخيرة إبان مشاركته في التعليق والوصف للبطولة وما بعدها.
إنه أمر محير فعلاً فبدل أن يقال له أحسنت نجد العكس.
فكل نجاح نرى وراءه أعداء، وهؤلاء هم أعداء النجاح ووصل بهم الحال أن يتصلوا بالقنوات الفضائية الأخرى للنيل من إبداعاته، وما يثلج الصدر فعلاً هو رد المذيع بقوله إن إبراهيم الجابر أحد نجوم التعليق العربي وما كان على أخينا في الله إلا إقفال الخط، وبقولهم إنهم لا يريدونه ويفضلون المعلقين الآخرين وكأنه هو الذي فرض نفسه للمشاركة، وهو بالفعل من فرض نفسه فعلاً بالجد والمثابرة والخبرة التي تقارب العقدين من الزمن، لذلك حظي بثقة المسؤولين، ولذلك اختير للتعليق وهو المعلق السعودي الوحيد المرافق لبعثة منتخبنا في هذا المحفل الآسيوي وهذا ما جعلهم يتذمرون.
نحن لسنا ضد النقد لكن النقد الهادف المفيد الذي يرجع بالنفع أولاً على صاحبه، لا النقد الجارح الذي يدار بأقلام معروفة، والحق أن غالبية ما كتب يوحي للقارئ أن وراء الأكمة ما وراءها، نعم لأنه من غير المنطقي أن يكون النقد بهذه الطريقة.
إذا كان المعنيون لا يريدونه ولا تعليقه فما السر الذي يجبرهم على متابعته؟!.
إن ما قدمه في هذه البطولة من وصف وتعليق يصعب على أي معلق أن يقدمه فالتعليق تطور ليس كما هو في السابق، الكرة مع اللاعب الفلاني ويلعبها اللاعب الفلاني فمشاهدو القناة الرياضية السعودية إضافة إلى القنوات العربية الأخرى ملايين في هذه الحالة يجب على المعلق أن يعطي لو جزءاً بسيطاً من المعلومات عن وطنه كما فعل معلقنا الكبير.
ومن الكلام الجميل الذي قاله الجابر: (وطن يحكمه ملك الإنسانية الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز ونائبه سلطان الخير صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبدالعزيز لا بد أن يصل إلى المحافل الدولية وهذه حقيقة).
وأيضاً يقدم بعض المعلومات الثقافية التي تفيد المشاهد كحديثه عن الصحة ونسبة التعليم كما فعل في مباراة السعودية واليابان ونسبة المتعلمين في البلد الآخر، وذكر كل هذه الأشياء أثناء تعليقه باستغلال خروج الكرة أو توقف اللعب.
إضافة إلى بعض التعليقات الطريفة كالحلم الذي حلمه في ليلة مباراة إندونيسيا.
حينما أبدع في هذا المحفل الآسيوي أخذوا يكيلون بمكيالين لا لشيء ولكن لأغراض شخصية.
نحن لا نشك بوطنية من انتقده أو انتمائه بل نجزم أن هناك شيئاً وأقلاماً مغلفة بكلمة نقد وحسب اعتقادي أنه (حقد) لا لشيء بل لأغراض شخصية.
نشكر صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن فهد بن عبدالعزيز على هذا المنتخب الرائع الذي قدمه لنا في هذه البطولة، ونشكر صاحب السمو الملكي الأمير/ نواف بن فيصل بن فهد بتقديمه منتخب الأحلام الذي إن شاء الله سوف يسير للعالمية بخطى ثابتة.
ونشكر معلقنا الكبير الأستاذ/ إبراهيم الجابر على تعليقاته ووصفه للمباريات إضافة إلى جهوده لاستضافته كل مساء أثناء البطولة لأحد النقاد أو الكتاب، وأشير إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتعرض لما تعرض إليه فلن يزيدك ذمهم إلا تقدماً وإبداعاً كما عودتنا وأتمنى لك كل خير وتوفيق.
هشام بن ناصر السعيد - الرياض