بكل المقاييس الرياضية عاد نجوم المستقبل من جاكرتا وهم مرفوعو الرأس، لأن عوامل النجاح تحققت في الأدوار التمهيدية أبرزها الثقة والروح والجماعية في أداء المنتخب رغم بعض الأخطاء ورغم قلة التجربة لدى البعض في حسم النهائيات، وكيفية التعامل معها بما فيهم (المدرب ومساعدوه) والجهاز الإداري ومساعدوه، إضافة إلى أن نجم البطولة رئيس البعثة الأمير الخلوق نواف بن فيصل ورغم جهوده الواضحة والملموسة لدى الجميع، إلا أنه تسرع كثيراً في إطلاق منتخب الأحلام عقب نهاية لقاء اليابان وهذا أقنع (الجميع) بنهاية المشوار قبل اللقاء الختامي السهل أمام العراق، ولو تم التعامل معه بحكمة (إدارية وفنية) الإدارية: عدم المبالغة في الفرح وتضخيم الفوز على اليابان وتقليل الإنجاز في نظر اللاعبين حتى يسعوا لكسب الكأس بأسلوب وطريقة مدروسة وفق معايير أصحاب الخبرة..؟ والفنية: إدارة المباراة بطريقة المفاجأة وتضليل العراقيين في هوية المنتخب على حساب النزعة الهجومية مع الحل المثالي العاجل بعد بداية اللقاء في تمويت اللعب وعدم التسرع وقتل الحماس العراقي خصوصاً بعد وضوح عدم التركيز لدى اللاعبين السعوديين.. لكن المستقبل هو الأهم في المرحلة القادمة بحيث يجب الاهتمام والعناية بأمور كثيرة أبرزها:
1- العناية الفائقة الطبية بلاعبي المنتخب، وعمل الفحوص اللازمة والمتكررة للاعبين، وعلاجهم سريعاً، وعدم الاعتماد على الأجهزة الطبية في الأندية حتى لا نخسر النجوم أمثال الشلهوب وعبد الغني وغيرهما في البطولات القادمة.
2- استغلال يوم الفيفا وعمل اللقاءات الدولية الودية القوية، والحرص على مشاركة التشكيل المثالي للبطولات القادمة بما فيها كأس العالم، وعدم الاستدعاء والإبعاد طوال المرحلة القادمة أسوةً بمنتخبات العالم.
3- الاعتذار عن المشاركة بالمنتخب الأول في البطولة العربية والاكتفاء بالمشاركة بالأولمبي وتطعيمه ببعض النجوم الصاعدة ومن يعول عليهم مستقبلاً بالفريق الأول.
4- الجهاز الفني للمنتخب الأول عليه الجلوس مع مدربي أندية الممتاز والأولى والثانية مرة في الشهر، وعمل ورشة عمل حيال ظروف الدوري وهبوط مستوى اللاعبين ونوعية التمارين والمتابعة الصحية إلخ.. ويوثق هذا الاجتماع ويتم في أغلب مناطق المملكة كناحية تطويرية للمرحلة القادمة، للوصول للأفضل في كأس العالم 2010م وليس التأهل فقط.
5- وضع لائحة مالية ذات قيمة لنجوم الدوري بكل فئاته، وعمل حفل لائق في نهاية الموسم بمشاركة الإعلام السعودي، إضافة إلى وضع حافز مادي لنجوم المنتخبات الوطنية معروف سلفاً في حال تحقيق إنجاز وطني على مستوى المنتخب، وتحديد الحافز في حال الوصول لمراحل متقدمة في كأس العالم القادمة.
6- الإعلام ورجاله المرئي والمقروء شركاء في العمل الرياضي طوال تاريخ الكرة السعودية، وما حدث من طرح من قبل اللاعبين والأجهزة الإدارية في مشاركة كأس آسيا 2007م يجب التوقف عنده وفتح صفحة ممتازة بين الكل، حتى لا تضيع الطاسة ويختلط الحابل بالنابل ما بين نقد وتشكيك خصوصاً أن أغلب اللاعبين ليس لديه الوعي الكافي في مثل هذه الأمور.
مدرب وطني