Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/08/2007 G Issue 12732
الريـاضيـة
الاربعاء 25 رجب 1428   العدد  12732
السهل الممتنع
الهلال إلى المجهول
صالح السليمان

حال الهلال ينطبق عليه تلك العبارة التي اشتهرت مؤخراً وابتذلت من كثرة استخدامها.. (المصائب لا تأتي فرادى)!!.. الهلال وهو يحاول القفز على العراقيل والعثرات التي يصنعها أبناؤه جهلاً أو يصنعها الآخرون حسداً.. لم يكن ينقصه أن يفقد أحد أركانه الإدارية وكفاءاته الشابة التي أسهمت بإثراء العمل الإداري والتنظيمي في النادي خلال الثلاثة أعوام المنصرمة.. المهندس طارق ومن يعرفه حق المعرفة يعلم كم هو كفاءة إدارية فذة ليس من السهولة تعويضها.. أسهم بدور رئيس في مضاعفة دخل النادي من الاستثمارات من خمسة ملايين إلى خمسة وثلاثين مليوناً أي سبعة أضعاف.. وكان ضمن الطاقم الإداري والفريق يحقق خمس بطولات خلال عامين متتاليين.

وجود الرئيس في الخارج واستقالة نائبه يجعل النادي مثل الطائرة التي تسير (بالمحرك الاحتياطي).. رئيس أي نادي لا تثريب عليه أن يبتعد مؤقتاً إذا كانت لديه ظروفه الاجتماعية القاهرة!! ولكن بشرطين مهمين تفويض الصلاحيات وتوفير ميزانية تسير شؤون النادي وغير ذلك هو إخلال بمسؤولياته.

الإخفاق الذي يلازم الهلال في إبرام الصفقات ترمي غالباً على تدخلات أطراف خارجية ومع اتفاقي مع هذا وثبوته رسمياً.. ولكن أجزم أن عدم القدرة النادي على حسم الصفقات يشجع التدخلات ويوفر البيئة لنمو الطفيليات.. ففي الهلال تأخذ المفاوضات مرحلتين مرحلة المفاوضات حتى الاتفاق.. وبعد الاتفاق يبدأ مرحلة توفير مبالغ الصفقة.. وهنا يحدث الفشل كما حدث في صفقة باسكال الأخيرة وصفقات كثيرة.. ولا تكون المفاوضات نموذجية وناجحة إلا بتزامن المرحلتين.

(عز الله خرفشت)!

هناك حكاية شعبية طريفة تروى في ذلك المجتمع البسيط قبل عشرات السنين.. أن أحدهم أراد الحج فأتاه المودعون من جماعته وكلما ودعه أحدهم طلب منه أن يأتيه من الحج ب(خرفشان)!!.. (وهو نوع من اللوز المجفف كما أظن يعطى للأطفال الصغار في الأعياد والمناسبات الاجتماعية)!.. والرجل يقول (يصير خير) ويصمت.. وأتاه أحدهم وصافحه وأعطاه ريالاً وقال (جب لي خرفشان) فرد الرجل سريعاً (عز الله خرفشت).. وهذه رسالة لمن يعقدون الصفقات بالأماني والأحلام.

الهلال بين الصفقات والصفعات

الهلال أكثر الأندية التي تتحدث عن صفقاتها وسائل الإعلام وفي المقابل هو أقل الأندية إبراماً وعقداً لها خصوصاً هذا الموسم!.. بل نسجت عروض وهمية أو خيالية مثل استعارة مالك معاذ لمدة نصف موسم مقابل مبلغ فلكي!!.. ما جعل أحدهم يقول إن هذا (هبال فاضي)!.. وقال ليس الغريب أن يقدم مثل هذا العرض بل الأغرب أن هناك من يرفضه!!..

مشكلة الهلال أنهم وبدلاً من أن يمنحوا الثقة للاعبيهم وقاعدتهم التحتية التي نهضت بالفريق وأهدته النجوم والرموز الكروية وزعامة الفرق صاروا ينظرون إلى ما في أيدي الآخرين ولاعبي الأندية الأخرى ليس فقط لسد الثغرات وترقيع نقاط الضعف بل للنهوض بالفريق رغم محدودية الخيارات فضلاً عن المزايدات وتضخم أسعار الصفقات وصولاً إلى الأزمة المادية في الهلال!.

ولو راجعنا الصفقات التي أبرمها الهلال خلال الثلاثة أعوام الماضية، ففي رأيي الشخصي أنها لو لم تبرم لما تضرر الهلال ولوفر الملايين فلم يكن لها مردود فني يذكر إذا استثنينا صفقة ياسر القحطاني والتي طارت لأرقام فلكية بسبب (أخصائي النجش).

الهلال المتخصص بتقديم الأظهرة.. وقدم في العقدين الأخيرين التخيفي والعشيوي وتركي الصويلح وصولاً للدخوي في اليمين ومن الحبشي إلى سلمان العمران إلى خالد الرشيد في اليسار.. من يصدق أنه يبرم ثلاث صفقات لترقيع منطقة الظهير الأيمن ولا زالوا يرونها مشكلة ويبحثون عن (صفعة رابعة).. ولا زال مركز الظهير الأيسر يمثل مشكلة بعد تقدم الخثران بالسن وبعد إبرام ثلاث صفقات فاشلة!!

وهم لو فكروا قليلاً لعلموا أن الكرة السعودية تعاني من أزمة في منطقة الظهيرين خصوصاً الجهة اليمنى بدليل أن الظهير الأيمن للمنتخب هو قلب دفاع!! ومعاناة الكرة السعودية والمنتخب من هذه المشكلة المزمنة طبيعي إذا كان ناد كالهلال يعتبر الداعم والممون الأول للمنتخب يتوقف عن الإنتاج ويبحث عن حل مشاكله من الأندية الأخرى!!.

شايع المظلوم وهدفه المنسي!!

عندما قدم الأستاذ عيسى الجوكم من خلال وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) تقريراً عن من سماهم اللاعبين المؤثرين في مسيرة المنتخب ومن منحوا الجمهور السعودي الفرحة. تجاهل اسم المدفعجي والمهاجم الدولي شايع النفيسة.. في استمرار للتهميش والأهمال الذي يجده هذا اللاعب الخلوق الذي لعب دوراً مفصلياً في مسيرة المنتخب السعودي وكانت له بصمة كبرى في دخول الكرة السعودية عالم الإنجازات والذهب.

عدم انتماء شايع لأحد الأصفرين وانتماؤه لنادي الكوكب الصغير في إمكاناته والكبير في طموحاته وصاحب صولات وجولات معروفة ليس أقلها تمكنه بقيادة (أبوموسى) من اجتياح النصر بالأربعة وعلى ملعبه وبحضور ماجد ومحيسن ومدربه العالمي زاجالو.. انتماء شايع لهذا الكوكب (الذي غار برحيله) جعله محلاً للإجحاف والتجاهل الإعلامي لمصلحة لاعبين لآخرين!!.

** واستمرار تهميشه ودفعه لزوايا النسيان هو امتداد لقتل هدفه النفيس والأثمن في تاريخ الكرة السعودية لمصلحة هدف آخر.. إذا كان الهدف الثاني كان هدف التأكيد فالهدف الأول أو القذيفة التي هدمت سور الصين يظل الهدف الأثمن والأكثر قيمة.. وإذا كانت الأهداف تستمد قيمتها فقط من طريقة تسجيلها فلابد من إعادة الهدف الخرافي لسعيد العويران في النهار والليل.. ولا بد من عرض هدف سامي الجابر في الحارس العالمي نكونو على طريقة (حبة صباح وحبة مساء) عقب أن تلاعب به يمنة ويسرة في مساحة متر مربع واحد.. أو حتى هدف الأولمبيك المغربي.. هذا الأهمال والتجاهل الإعلامي المتعمد جعل جماهير كروية لم تعاصر تلك الفترة الكروية لا يعرفون لاعباً اسمه شايع فضلاً عن أن يدركوا قيمة هدفه النفيس.. حتى أن هناك من يظن أن نهائي 84م انتهى بهدف وحيد.

وفضلاً عن هدفه الأثمن والتاريخي والذي لن تنساه ذاكرة الكرة السعودية فأبو موسى يتميز بإنجاز فريد على مستوى اللاعبين السعوديين قاطبة.. فلو تتبعنا النهائيات التي لعبها المنتخب السعودي سنجد في الخمسة نهائيات الأخيرة لم يكن للمنتخب السعودي أي مبادرة للتسجيل باستثناء نهائي 84م.. ومن كسر التعادل السلبي هو شايع بهدفه المأكول المذموم.. ليبقى اللاعب الوحيد الذي كسر السلبية وهز الشباك!!

العبوا بعيداً عن منتخبنا!!

إذا كنا ننتقد ونتذمر من الاحتفاء المبالغ به من وسائل الإعلام والقنوات العربية ومن مسئولين دوليين بفوز المنتخب العراقي وخسارة منتخبنا الوطني ونفسرها أنها تأتي من باب الكراهية وليس الحب!.. ماذا نقول إذن عن وسائل إعلامية محسوبة على الإعلام السعودي.. تطبل وتزمر للفوز العراقي وبأسلوب فيه تشفٍ بالطرف الآخر (أي المنتخب السعودي)!.. ماذا نقول عمن يزعمون أن الكرة انصفت المنتخب العراقي ليتربع على قمة القارة الآسيوية.. متجاهلين أفضلية المنتخب السعودي خلال مراحل البطولة وانتصاراته المدوية خصوصاً على اليابان أقوى المرشحين للقب.

ليس هذا فقط فهم لم يكتفوا بتجاهل الخشونة التي عانى منها لاعبونا ولم يغضوا الطرف عن الاستفزازات والأساليب غير المشروعة التي واجهها اللاعبون السعوديون حتى أتى قصي منير ليعتذر عما فعله زملاؤه.. لم يتحدثوا عن كل هذا ولو من باب ذر الرماد.. بل يتحدثون تصريحاً وتلميحاً للاتحاد الآسيوي بأمنياتهم بإيقاف هداف المنتخب الوطني.. متجاهلين أن ردة الفعل الخاطئة والمرفوضة هي نتاج ممارسات سيئة وقبيحة جُوبه بها لاعبونا!

حتى اتحاد ابن همام يقرعون من ينتقده ويصفونهم بالنشاز وأعداء النجاح متجاهلين رأي الهرم الرياضي ممثلاً بسمو نائب الرئيس العام الذي انتقد في تصريحات صحفية ومتلفزة ممارسات تضرر منها المنتخب الوطني.. وهؤلاء إذا كانت لهم حسابات معينة مع ابن همام وتخص ناديهم وبحثاً عن تحقيق مكاسب آسيوية في مسابقة الأندية القادمة.. فيجب أن لا يكون هذا على حساب منتخب الوطن والمتاجرة بمصالحه لأجل مصلحة نادٍ واحد.

ضربات حرة

* يقولون لو شارك (لاعبنا)! لما خسر المنتخب الكأس!.. (اللاعب) شارك في بطولة أمم آسيا بالصين وتذيل المنتخب مجموعته وخرج.. وربما لو شارك قد لا يصل المنتخب حتى للنهائي.

* عندما قدم ولأول مرة تسعة من نجوم التكديس تذيل المنتخب مجموعته الآسيوية وخرج بنقطة وحيدة.. وعندما قدم الفريق الكبير كعادته ثمانية من نجومه للمنتخب تأهل لكأس العالم ولعب على نهائي أمم آسيا.

* عندما ينشر في منتدى محسوب على نادٍ سعودي موضوع ضد المنتخب قد يبرر الموضوع أنه من مجهول.. لكن عندما يثبت هذا المنتدى المقال وهو بعنوان: (اللهم شماتة) ويشمت بخسارة المنتخب فهذا يعكس رأيهم الرسمي بوقوفهم ضد منتخب بلدهم وفرحتهم بخسارته في النهائي.

* عندما كان لاعبو الهلال الأكثرية في المنتخب ويحقق الإنجازات كانوا يحاربونه بحجة أنه منتخب الهلال.. الآن تقلص العدد إلى النصف واعتزل سامي ومع ذلك ما زالوا على مواقفهم السلبية ضد منتخب بلدهم!..

* انفض المحفل الآسيوي وعاد المنتخب وتفرق اللاعبون وما زلوا يتحدثون عن شارة القيادة!.

* كان على (جوال الزعيم) باعتباره (مصدراً رسمياً) أن يتريث في بث خبر تعاقد الهلال مع باسكال حتى تحسم الصفقة رسمياً!.. أو يوضح أن الصفقة لم تحسم بعد.. فما حدث سقطة محسوبة على الجوال!

* ليس هناك مقارنة بين دعوى التعاقد مع فيجو والتعاقد مع باسكال.. صحيح أن إدارة الهلال فشلت في التعاقد مع باسكال، لكنها لم تتخذ الصفقة طريقاً للشهرة والدعاية والفلاشات والتصوير.. بل لم يتحدث أي طرف رسمي عن مفاوضة الهلال للاعب حتى إعلان فشل الصفقة إذا استثنينا خبر (جوال الزعيم)!.

* عندما انتقد (الكابتن) مستوى منتخب خليجي تهكموا به وطالبوا بإبعاده عن الأستديو بحجة أنه يشوه سمعتنا عند الآخرين.. وعندما قال راياً لمصلحة لاعبهم امتدحوه واستشهدوا بأقواله وصار له قيمه ورأي يعتد به!.

* يا حليلكم (الكرة ضربت رجل مدافع إيران ودخلت المرمى) أكيد سامعين بالهدف!.. رجاء كفاية تزوير وتلاعب بالتاريخ.

* يقولون: نادينا يعسكر في أوروبا وجبال سويسرا مثل الأندية العالمية!.. سلموا لنا على جيرانكم العربي الكويتي والعين الإماراتي!.

* عندما انشغل بالبطولة الآسيوية تقلصت مساحة الدجل والإشاعات وعندما عاد ازدهر سوقها من جديد.. يحضر معلومة صحيحة ويبني عليها تسع كذبات.

* إحدى المجلات الفنية تصدّر غلافها الخارجي (مانشيت) عريض يقول: (شيك بدون رصيد يقود منصور البلوي للمحكمة).. وهذا عنوان يشوه سمعة الوسط الرياضي وعلى رئيس الاتحاد إذا كان الخبر غير صحيح مقاضاة المجلة بحجة القذف!.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6210 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد