أعتقد أننا فقدنا دورة الصداقة الدولية على كأس الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله.. حيث كانت الدورة توفر للأندية السعودية أفضل إعداد قبل انطلاق المسابقات المحلية.. وكانت فرصة جيدة لتغطية الضعف الإداري السعودي على مستوى الأندية في التخطيط والإعداد والعمل.. فبغياب الدورة ومنافساتها الرائعة شاهدنا الأندية السعودية أو معظمها تتخبط في الإعداد لفرقها وتفشل في توفير مباريات إعداد على مستوى جيد.. حيث توجه ستة أندية إلى تونس للإعداد للموسم الجديد، وشاهدنا كيف كان مستوى اللقاءات الإعدادية للفرق التي لم تتجاوز أندية الدرجة الأولى والثانية في بعض الأحيان.. فضلاً عن بعض اللقاءات مع أندية الوسط التونسية.
ولا شك أن ما تابعناه حتى الآن من لقاءات إعدادية لمعظم الفرق لا يتعدى المناورات الضعيفة واللقاءات التي لا معنى لها.. وجاءت دورة الart لتنقذ أندية الشباب والهلال والوحدة والحزم حين وفرت لها لقاءات تنافسية جيدة عوضت ضعف الأندية التونسية التي خاضت اللقاءات الودية السابقة.
ولو وجد أي نوع من العمل الإداري المنظم في الأندية السعودية لأمكن استثمار المنشآت الرياضية الجيدة في أبها وتنظيم دورة أو أكثر تضم أندية عربية وسعودية كانت ستحقق العديد من الفوائد في ظل الإمكانات المتاحة في أبها والتي قد تتفوق على ما وجدته الأندية السعودية في تونس وتتفوق عليها من حيث الأجواء الملائمة والتواجد الجماهيري.
ببساطة لا يوجد أي مبرر للتوجه الجماعي إلى تونس دون وجود المتطلبات الرئيسة لإعداد الفرق وأهمها المباريات القوية.
وفي تصوري أن الأهلي (على الأقل) هو الأفضل إعداداً بالنظر لقوة الفرق التي واجهها وسيواجهها وكذلك مشاركته في الدورة الودية في سويسرا. أما البقية فالمسألة لا تتعدى معسكراً داخلياً للإعداد اللياقي لكنه أقيم في تونس دون مبرر.. وللمعلومية فإن التوجه العالمي للإعداد يتجه نحو المباريات والدورات المجمعة القوية.
حيث تابعنا دورة أمستردام وروتردام وموسكو وشارك فيها عدد من أفضل الفرق الأوروبية.. وكنا نتمنى أن نحذو حذو هذا التوجه وننظم بعض الدورات في أبها بمشاركة فرق جيدة لكن يبدو أنه لا وقت لدى إدارات الأندية للعمل والتخطيط في ظل الإهمال التام للجانب الفني والتركيز على الفلاشات والمؤتمرات.
الهلال في مهب الريح!
** تبدو الأوضاع في الهلال مخيفة لجماهيره وفي ظل الفراغ الإداري والتخبط الذي يقود النادي نحو المجهول، فمنذ نهاية الموسم الماضي والهلال يغط في سبات عميق بسفر رئيسه وضعف إدارته وغياب التخطيط والعمل والإستراتيجية الواضحة لقيادة نادٍ بحجم الزعيم.
في الهلال لا وجود للعمل الفني سواء في الإعداد أو تقييم اللاعبين أو تدعيم صفوف الفريق أو حتى المتابعة والتواجد.. فراغ وفوضى إدارية وأموره تسير باجتهادات فردية دفعت نائب الرئيس للاستقالة والآخرين للابتعاد.
أهم وأصعب موسم للهلال يدخله الهلاليون بالابتعاد واللامبالاة والتخبط.. وجاءت صفقة الغيني باسكال لتكشف بالفعل مقدار التخبط الذي تعيشه الإدارة والضعف الكبير الذي يعتري كل خطواتها.
** شخصياً أعتقد أنه من حسن حظ الهلال والهلاليين فشل صفقة باسكال.. فمبلغ ال40 مليون الذي كان سيدفعه الهلاليون لهذا اللاعب يمكن توزيعه على أربعة أو خمسة لاعبين سعوديين يدعمون الفريق ويساهمون في تقويته.. فلاعب مثل ناصر الشمراني لا يكلف سوى 13 مليون ريال فقط لخمس سنوات.. ولاعب مثل طلال الجبيري ب1.5 مليون وغيرهم الكثير الذين يمكن الاستفادة منهم متى توفر هذا المبلغ.. لكن الهلال يدار بالمزاج والمزاج فقط.. والدليل ما نشاهده من تمسك بعناصر مستهلكة لم تجد من يحسن التعامل معها.. فالكشوفات الزرفاء مليئة بعناصر لا يمكن أن تبقى في كشوفات فريق مثل الهلال.. وعلى سبيل المثال فإن الحارس حسن العتيبي الذي منحه الهلاليون فرصاً لم تمنح لغيره من الشباب ما زال يقدم مستويات هزيلة ويرتكب كوارث في المرمى الهلالي، ومع ذلك فهو المفضل على حساب حارس شاب مثل فهد الشمري. والعتيبي في لقاء الشباب نهاية الدوري الماضي لعب مباراة ولو كان في الإدارة الهلالية من لديه إحساس وغيرة على الفريق لما بقي بعدها لحظة واحدة.. ومع ذلك تجده في مقدمة القائمة دائماً وأبداً.. في الوقت الذي لدى الهلال عناصر واعدة في الحراسة تعيش في الظل وتعاني الإهمال.. وغيره الكثير من اللاعبين الذين لا يملكون إمكانية الاستمرار، ومع ذلك هم المفضلون بينما يتم التخلي عن الأفضل وتوزيعهم على الأندية الأخرى.. فلاعب مثل أحمد عباس تم منحه للطائي الموسم الماضي فكان أفضل لاعبيه، وكذلك مازن الفرج الذي أعير أيضاً هذا الموسم للحزم وهو أفضل من كثيرين من الذين يعلق عليهم الهلاليون آمالاً وهم لا يملكون تحقيقها.. فلاعب مثل بدر الدوسري أو خالد شراحيلي (في المحور) لا يمكن الاعتماد عليه أو الاستفادة منه.. وقس على ذلك الكثير.
باختصار لا أدري من يقرر في الهلال وعلى أي أساس يتخذ القرار لأن الأمور تبدو ضائعة بالفعل، وكان الله في عون الجماهير أمام تخبط وضعف العمل الإداري الذي سيقود الزعيم نحو الهاوية!!
لمسات
** كلف الاتحاد الآسيوي الحكم اللبناني طلعت نجم لقيادة لقاء الهلال والوحدة الإماراتي.. نجم أوقف لأخطائه ضد منتخب الإمارات، وها هو يعاد ضد فريق إماراتي عله يعوض أخطاءه على حساب الهلال.. المطلوب تحرك هلالي عاجل ومبكر للاعتراض على هذا الحكم وعدم قبول قيادته للقاء.. هذا إذا كان هناك أحد في الهلال!!
* * *
** على من قبلوا استمرار محمد بن فيصل أن يتحملوا مسئولياتهم ويدعموه حتى لا يكون الهلال هو الضحية لمجاملاتهم!
* * *
** كشفت مباريات الهلال الإعدادية في تونس أن الفريق الأزرق أمامه مشوار طويل من الإعداد بعد أن تعرض في الموسمين الماضيين لعملية هدم كاملة قام بها البرازيليون على الصعيد الفني والتكتيكي والجماعي.. وأن أمام أولاريو عمل كبير وشاق لإعادة بنائه من جديد من نقطة الصفر.
* * *
** رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان أعد فريقين في ناديين مختلفين هما الشباب والحزم وجهزهما بشكل ممتاز بتعاقداته وتحركاته.. فجعل الشباب المرشح الأول للدوري ودعم صفوف الحزم ليكون أقوى وأقدر على مواجهة الأقوياء.. هكذا هي الإدارة الناجحة والصحيحة.
* * *
** النصر أضعف فرق الدوري إعداداً.. حيث لم يلعب الفريق أي مباراة قوية حتى الآن ولا ينافس النصر في سوء الإعداد سوى ضيفي الممتاز!
* * *
** أمل الهلاليون معلق بعودة نجومهم وقدرات مدربهم فقط.. لأن الأوضاع في الهلال أسوأ من السيئة.
* * *
** على الهلاليين وضع عناصر الفريق الأولمبي تحت تصرف أولاريو عله يجد فيهم بعض العناصر.. حيث إن الفريق يعاني كثيراً في عدد من خطوطه.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم أرسلها إلى الكود 82244