Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/08/2007 G Issue 12731
رأي الجزيرة
الثلاثاء 24 رجب 1428   العدد  12731
السلام الممكن

في الأفق تبدو خطوات متسارعة للسلام، لكن على أرض الواقع ليس ثمة ما يدل سوى على استمرار السعي الإسرائيلي لالتهام أكبر قدر من الأرض الفلسطينية، ويتعين بدءا القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يهودا أولمرت الذي اجتمع أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير قادر على تقديم، أو بالأصح، إعادة الأرض التي يهيمن عليها جيشه في الضفة الغربية إلى الفلسطينيين، فهو أبعد ما يكون عن صانع للسلام، وخصوصاً أنه مكبل ومحاط بغلاة الصهاينة الذين يملكون بطاقة إسقاطه إذا تجرأ على مسروقاتهم من الأرض العربية، وهو إضافة إلى ذلك صاحب الهزيمة الكبرى في لبنان صيف العام الماضي، ومن ثم فإنه غير قادر على المناورة باتجاه التسوية مع افتقاره لأدواتها.

فالتسوية تستلزم تحديدا إقامة دولة فلسطينية، بينما أولمرت ومتشددوه لا يرون ثمة ما يدعوهم إلى التخلي عن الكيانات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، حتى وإن كانت الولايات المتحدة تحدثت عن دولة فلسطينية على قطاع غزة وعلى نسبة تفوق الـ 90 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، لكن التعهدات الأمريكية السابقة لإسرائيل تشجعها على الاحتفاظ بتلك الكيانات الكبرى.

ويتعين الانتظار لرؤية الكيفية التي تسير بها محادثات عباس أولمرت، لكن الشيء المتيقن أن لا «تنازلات» كبرى يمكن توقعها من أولمرت بالكيفية التي تفتح أفقا جديدا للسلام.

وفي الجانب الأمريكي فإن الدعوة التي أطلقها بوش منتصف الشهر المنصرم حول المؤتمر الدولي تجد زخما، وذلك من جهة أنها أشارت إلى قضايا المرحلة النهائية، وهنا أيضا يتعين رؤية الكيفية التي يستطيع بها الرئيس الأمريكي إنجاز هذه الأهداف في الفترة المتبقية له والمقدرة بـ 17 شهرا في البيت الأبيض، وتحكم تحركات بوش جملة أخرى من المصاعب على رأسها العراق والوضع المتوتر مع إيران، ومن ثم فإن مخرجاً من هذه الأزمات قد يتوفر من خلال اختراق ما بشأن القضية الفلسطينية، لكن ذلك يستلزم ضمن أشياء عديدة تحويراً كاملاً في العلاقة مع إسرائيل بحيث يسود نوع من الحيادية في التعاطي الأمريكي مع القضية الفلسطينية، بأن يكون السعي إلى السلام قائماً على الموضوعية وعلى الحل العادل والشامل بدلا من الانحياز الكلي لإسرائيل.

ولنا أن نتساءل عن مدى الإرادة المتوفرة أمريكياً لإحداث مثل هذا النوع من التحول، وإلا فإن تكرار المواقف المؤيدة السابقة سيكون بمثابة العودة إلى المزيد من الإحباطات وما يتلوها من تداعيات وخيمة على عملية السلام نفسها، بما في ذلك ازدياد عدم الثقة بين مختلف الأطراف.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد