حقق منتخبنا الوطني الكثير من الأهداف المأمولة منه خلال بطولة الأمم الآسيوية الأخيرة.. كمنتخب شاب ومتجانس.. ومنتخب مستقبل.. ونواة لمنتخب واعد يتوافق وينسجم مع طموح بلد بحجم المملكة، وقد وفق كثيراً المسؤولون والجهازان الفني والإداري واللاعبون الشباب في النقلة النوعية التي تمت للمنتخب.. فقد كان واقعهم أكثر من طموحنا، ففي أمم آسيا 2004 خرج منتخبنا بنقطة واحدة، بينما المنتخب الشاب ها هو قد وصل القمة، وهذا أكثر مما توقعناه.
** نعم حقق منتخبنا الكثير مما كنا نأمله منه، فلم يكن الهدف تحقيق بطولة كيفما اتفق بل إن طموحنا كان يتعدى ذلك للمونديال القادم ولما بعده بإذن الله، حتى إن المسئولين قد أوضحوا هذا الأمر منذ البداية، ومع ذلك لا نود إيجاد مبررات لا تخدم المنتخب ولا تخدم سمعة الكرة السعودية وتوجهها السليم.
** خسارة المباراة النهائية ليست نهاية العالم، ولا نود أن نسمع مبررات مثل سوء التحكيم وخشونة المنتخب العراقي والتنقلات من بلد لآخر وغيرها من المبررات التي تحبط ولا تعالج.
** الأسباب الحقيقية تأتي من سوء إعداد المنتخب للنهائي بعد مباراتنا (الخرافية) أمام اليابان، فقد وضعنا الكأس في (جيوبنا) بعد تلك المباراة، حتى إننا قرأنا وسمعنا وعايشنا مبالغة الجميع في احتفالات ما بعد مباراة اليابان وكأن مباراتنا مع العراق ليست إلا تحصيل حاصل لنواصل الاحتفالات بالكأس الآسيوية الرابعة، على عكس ما فعله العراقيون من صمت مطبق ومن تجييش لكل مكامن القوى لديهم حتى قمة جاهزيتهم مع بدء النهائي فأصبحنا نحن الضحية.
** لقد كان من المفترض ترشيد تلك الاحتفالات ورفع حالة (التوتر) كما كانت قبيل مباراتنا والمنتخب الياباني، فنلعب النهائي بكل طاقتنا وحماسنا و(اندفاعنا) نحو تحقيق اللقب الذي كنا نحن أهلا له من خلال هذا المنتخب الشاب.
** من ناحية أخرى فقد كان واضحاً وجلياً أن هناك نقاط ضعف في بعض المراكز، فالذي يفهم في كرة القدم يعلم يقينا أن ظهيري الفريق يؤثران على خط الدفاع والوسط والهجوم، وقد كان واضحاً ضعف الظهيرين خصوصاً الظهير الأيمن اللاعب أحمد البحري الذي لم يمنع (رفعة) واحدة نحو منطقة الخطر السعودية طوال مباريات البطولة وإن كان قد أدى دوره الهجومي كما ينبغي ولكن ذلك كان على حساب دوره الدفاعي.. في حين كانت بقية خطوط المنتخب على قدر من الترابط والقوة بما يمكنها من أداء دورها في الذود والدفاع وكقوة ضاربة في الهجوم ممثلة في ياسر ومالك.
** يتبقى في جعبة التبرير اتهام الحكم وخشونة منتخب العراق وهذا غير صحيح فقد كان الحكم نجما من نجوم المباراة وإن غابت عنه ضبط بعض حالات الخشونة المتعمدة أما غيرها فهي أخطاء تحكيمية عادية ولا نستطيع القول إن الحكم قد تعمد خسارتنا إطلاقاً وهو أفضل كثيراً من تحكيم قد لا واجه لاعبينا في الدوري المحلي، كذلك الخشونة العراقية أقل بكثير جدا من خشونة بعض الفرق في الدوري المحلي، بما فيها من (انبراشات) و(أكواع) إلى آخر ما في كرة القدم من خشونة خارجة عن المعقول والمقبول، وقد يكون لفارق التكوين البدني دوره في ظهور لاعبي المنتخب العراقي بمظهر الفريق الخشن.
** والخشونة التي قد تكون ملفتة للنظر فعلاً هي ما قام به اللاعب العراقي نشأت أكرم من تعمد لإيذاء اللاعب ياسر القحطاني والتلفظ بكل السباب والشتائم الموجودة في قائمة البذاءة على اللاعبين السعوديين كما أفاد اللاعبون، وهذا إن صح فإنه يجب اتخاذ اجراء بمنعه من اللعب للأندية السعوية عامة كإجراء رادع لما تفوه به ذلك اللاعب مع احترامنا الكامل لكل الأشقاء في المنتخب العراقي، حتى لو ظهرت بعض حالات الخشونة فهي لا تخرج عن إطار الخشونة المعتادة، وفي ملاعبنا ما هو أشد وأنكى.
** آلية المكافآت ومضاعفتها من خلال مواقف انفعالية بعد تحقيق كل فهناك الكثير من الحوافر المالية التي ينتظرونها مع المباراة الختامية هي طريقة لا تليق بالتعامل مع منتخب وطني من المفترض أن تكون الحوافز الذاتية لدى اللاعبين تعبر عن عمق وقوة الانتماء لهذا الوطن وهي حوافز الوطنية التي لعب بها ولها المنتخب العراقي وحقق البطولة لذا يجب أن تكون هناك آلية تتدرج فيها المكافآت للاعبي المنتخب وتكون واضحة وجلية للاعبين بحيث تتنامى طرديا مع كل انتصار وتحجب في حال التعادل أو الهزيمة لا قدر الله.
** الإيجابية الكبيرة والملموسة هي تجانس اللاعبين بعضهم مع بعض وكأنهم يلعبون في فريق واحد منذ عدة سنوات، فقد انصهروا في بوتقة واحدة.. وهذا كان مفقودا في تشكيلات كثيرة، وهذا التجانس الايجابي الكبير هو بلا شك نتاج إشراف الأمير نواف بن فيصل المباشر على لاعبي المنتخب وهم على كل حال أبطال حققوا الكثير وهم في غنى تام عن إيجاد التبريرات!
نبضات!!
* مطالبة محطة art لنادي الاتحاد بمليون ونصف المليون يورو أي بما يعادل سبعة ونصف مليون ريال سعودي لهو دليل على جديد على (حسن) تعامل إدارة الاتحاد مع الآخرين في القضايا المالية التي أساءت للأندية السعودية لدى الفيفا ولدى الأطراف الأخرى ذات العلاقة كاللاعبين الأجانب والمدربين، ومع ذلك لا أجد التعاطف من محطة art فهي دفعت المبلغ الكبير على ضوء اتفاقيات هشة معروفة الأسباب مسبقاً وتصاريح لا تغني ولا تسمن من جوع في الوقت التي تحاصر فيه المواطن السعودي بالتشفير كلما أمكن لها ذلك حتى مباريات المنتخب الودية والاستعدادية حرمتنا منها!!
* المبالغة من بعض الأشقاء بالاحتفاء بالمنتخب العراقي الشقيق كان بعضه ليس حبا في معاوية بل كرها في علي، وعلى كل حال لا يضيرنا ذلك في شيء فالمنتخب العراقي يستحق ما تأهل له وحصل عليه!!
* بابا الفاتيكان لم يدع الفرصة تذهب، فقد هنأ المنتخب العراقي بالكأس الآسيوية عندما ظهر على التلفاز وقدم أجمل التهاني، وتعتبر هذه هي المرة التي يظهر فيها البابا مهنئاً نظرا لظروف العراق الصعبة وفي نفس الوقت تأكيداً لما لكرة القدم من أهمية بالغة على كل المستويات!!
نبضة
الرجل رفيع التهذيب المهندس طارق التويجري تعتبر استقالته خسارة للرياضة السعودية وليس لنادي الهلال فقط.. نأمل أن تكون الاستقالة محطة لالتقاط الأنفاس ليس إلا.. فأقسى أنواع الغياب هو ذلك الذي لا يعوض.. وغياب المهندس طارق عن الوسط الرياضي لا يعوض إطلاقاً!
نبضة بتصرف:
لا تأسفن على غدر الزمان فطالما
رقصت على جثث (الصقور) (صغار)
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الصقور صقور والصغار صغار
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم أرسلها إلى الكود 82244