Al Jazirah NewsPaper Monday  06/08/2007 G Issue 12730
رأي الجزيرة
الأثنين 23 رجب 1428   العدد  12730
الحل الذاتي في دارفور

الاختراق المرغوب في السودان هو أن تستطيع الحكومة وفصائل دارفور التقدم نحو إنقاذ ذلك الإقليم الموبوء بالفوضى وإخماد نيرانه بالقدرات الذاتية قبل أن يأتي الإطفائيون مما وراء البحار، خاصة أن هؤلاء يتأهبون للتحرك بموجب قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي بإرسال قوات من الأمم المتحدة فيما يعرف بالقوات الهجين التي تضم أيضاً وحدات إفريقية موجودة بالفعل على أرض دارفور.

العمل السريع هو المطلوب إذن، ولنقل إن سباقاً حقيقياً بين الحرب والسلام هو في أذهان الكثيرين، وقد بدأ الاجتماع يوم الجمعة الماضي في منتجع أروشا بتنزانيا بين فصائل دارفور؛ للوصول إلى توافق بين هذه الفصائل كي تتوحد رؤاها في محادثات قبل أن يصبح بالإمكان إجراء مفاوضات للسلام مع الحكومة السودانية.

وسيكون من شأن تحقيق نجاح في أروشا فتح الطريق أمام المحادثات التي قد تنعقد خلال شهرين من الآن. أما إذا أخفقت الجهود فإن ذلك يعني العودة إلى مربع التوتر؛ ومن ثم إفساح المجال أمام القوات الدولية المشتركة للعمل في ساحة مضطربة، بكل ما يمكن أن يحيط بمثل هذا الوجود العسكري الدولي من تعقيدات، ومن أجندة قد تنطوي على أهداف وأغراض تكون متضاربة مع المصلحة السودانية.

صحيح أن الخرطوم قبلت القوات الدولية، ولكن ذلك القبول الذي تحقق بعد أخذ وردّ يعبر عن عدم ارتياح واضح لمثل هذا الوجود الأجنبي الكبير الذي يمثله 26 ألف جندي؛ ما يحول دارفور إلى أرض مسلحة بالكامل وبامتياز. ومع وجود كل هذا السلاح فإن أي سوء تفاهم مآله في الغالب الاحتكام إلى السلاح.

ولذلك يبدو من المهم أن تحرص الجهات السودانية - من حكومة وحركات مسلحة في الإقليم - على أن تكون الكلمة العليا هي للطرف السوداني بحكومته ومعارضته، ولن يتأتى ذلك في ظل تباعد الرؤى بين الجانبين، وفي ظل تعدد المواقف، حتى بين فصائل الصف المناوئ للحكومة، والتي تتجاوز عشر حركات مسلحة.

فالتقدم نحو السلام بجسارة وبمسؤولية من شأنه تجنيب دارفور، والسودان بعامة، إفرازات التعقيدات المرتبطة بهذا الوجود الأجنبي الكبير، وذلك على الرغم من أن الكثيرين في جانب المعارضة يرون أهمية وجود القوات الدولية، لكن ذلك قائم بسبب انعدام الثقة بين الجانبين، وهو أمر يمكن تجاوزه في حال إظهار الرغبة الحقيقية في السلام، وفي حال تقدمت جهود السلام إلى الأمام.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد