Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/08/2007 G Issue 12729
الريـاضيـة
الأحد 22 رجب 1428   العدد  12729
في الوقت الأصلي
أي دمعة حزن لا .. لا
محمد الشهري

من المؤكد أنّ دموع الرجال عزيزة وغالية جداً .. غير أنّ الأكثر تأكيداً هو أنّ الوطن أغلى وأغلى.

** وأنّ أيّة إضافة - من أي نوع - تصب في مصلحة الوطن .. لا شك في أنها تسعد أبناء الوطن، وتملأ أنفسهم غبطة وبهجة بقدر ما تحدثه الخسارة من حسرة ومرارة.

** والأكيد الأكيد .. أنّ من لا يتفاعل مع الحالتين، إنّما هو نكرة وفاقد لأدنى مقومات المواطنة .. بل هو ممن في قلوبهم مرض، وأي مرض، أيّاً كانت مبرّراته.

** ذلك أنّ مجموعة من اللقطات المؤثِّرة والمنشورة على الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، والتي تعبِّر بصدق عن حالة من (الحزن) العميق الظاهر على وجوه مجموعة من الشباب الذين آلمتهم وأجرت مدامعهم خسارة الأخضر للقب الآسيوي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تناوله .. ولكنها مشيئة الله.

** تلك اللقطات إنّما هي حالة من حالات التناغم والتفاعل الصادق والتلقائي مع الأحداث الوطنية بكل ما تحمله الكلمة والصورة من معنى.

** ولأولئك الأحبة وغيرهم من الأنقياء أقول: كفكفوا عبراتكم ولا تحزنوا ولا تيأسوا .. فأخضركم الشاب بقيادته المظفرة، قادر - بإذن الله تعالى - على إسعادكم وإسعاد الوطن، كل الوطن كما عوّدنا، خلال القادم من التظاهرات والاستحقاقات الرياضية بحول الله وقوّته.

** ولا عزاء للطابور الخامس بمن فيهم إعلام (التنابلة).

الأخضر وأنجوس ونقّاد (كل شيء بعشرة)؟!

** اعتقدت بأنّ الدروس البليغة والتلقائية التي تجسّدت جرّاء النهج الذي مارسه المدرب (أنجوس) بدءاً بعملية اختيار الأسماء، مروراً بفلسفته في إدارة الأمور، وبتعاطيه مع الشأن العام وليس الرياضي فحسب، وانتهاء بقناعاته التي عبّر عنها من خلال تصريحاته ومؤتمراته .. حيث أكد أكثر من مرة على فلسفته وقناعته المرتكزة على مبدأ العمل على أن تكون النجومية المطلقة للوطن أولاً وثانياً وعاشراً.

** أقول: اعتقدت بأنّ هذه الدروس ستؤتي ثمارها سريعاً على صعيد تناولاتنا وقراءاتنا لمجريات الأحداث، وحتى على صعيد تعاطينا معها بنظرة وروح مغايرة لما اعتدناه .. ولكن ...

** بطبيعة الحال أنجوس لم يحضر إلى هنا خصيصاً لكي يعطينا الدروس والعبر في كيفية التعامل مع شؤوننا الوطنية، بما فيها التعامل مع أبنائنا الذين يتشرفون بحمل مسؤولية تمثيل الوطن من خلال المنتخب، وإنّما جاء خصيصاً لتدريب هؤلاء الفتية وقيادتهم فنياً.

** ولكنه عندما اصطدم بحقيقة أنّ ثمة من يغرّد خارج السرب الوطني .. ممن يعبثون ويعملون جهاراً نهاراً على إحباط هؤلاء الفتية، وبخاصة نقّاد (كل شيء بعشرة)، وأنّ صوت ولون النادي المفضّل يستحوذ على بؤرة اهتمام هؤلاء .. عندها اضطر إلى إرسال بعض الإشارات الضرورية في المواطنة وفي كيفية التعاطي مع المنتخب ونجومه، بعيداً عن إفرازات (هوس) الأندية، وليته أفلح في هذا الجانب بقدر نجاحه في عمله الفني وفي (إخراس) عشاق الرقص على الجراح ومعهم غربان الشؤم والتشاؤم، إلاّ أنّه لم يفلح كثيراً في هذا الجانب تحديداً - مع الأسف - كون الشق أكبر من الرقعة (؟!!).

** خذوا على سبيل المثال: قبيل النهائي الآسيوي بـ(24) ساعة .. قام أحدهم بنشر ما أسماه (قراءة) على صفحة كاملة، وهذا الأحدهم بالمناسبة هو أحد الذين أرغمهم أنجوس على الارتكاس وتبديل الأقنعة والقناعات (؟!!).

** صاحبنا هذا (هدانا الله وإيّاه) ظلّ يمارس في قراءته تلك كل أنواع التناقضات بين السطر والسطر، وبين الموقف والموقف الآخر (؟!).

** ذلك أنه بعد أن أغدق على أنجوس بسيل من الثناء والإعجاب اللامحدود .. ليس لبراعته فنياً وميدانياً، وإنما لبراعته في تكوين توليفة نخبوية من اللاعبين الذين يتشابهون في تقاسم النجومية بالتساوي دون تمايزات .. ما يعني عدم استئثار هذا النجم أو ذاك بالإطراء دون المجموعة، بعد أن قضى أنجوس على ثقافة النجم الأوحد حسب تعبيره، ولا ندري حقيقة من وما المقصود بالنجم الأوحد اللهم إلاّ إذا كان يقصد حقبة ماجد (؟!!).

** غير أنّ الكاتب سرعان ما انقلب وتمرّد على قناعته تلك وعلى غزلياته بالنهج الأنجوسي .. إذ ظلّ يشيد بنجوم فريقه المفضّل وبالأسماء بين الجملة والجملة، وبين السطر والسطر الآخر في تركيز سمج وممل .. متجاهلاً عن عمد كل الأدوار البطولية والمشرفة لزملائهم (؟!!)

** هذا الطرح غير المسؤول شاهدنا جميعاً تأثيره السلبي الواضح على أداء النجوم الذين انتقاهم ناقد الغفلة بالاسم من خلال مجريات النهائي .. حيث كانوا أكثر العناصر اعتماداً على الفردية في أدائهم، على عكس ما تعوّدناه منهم خلال مجريات المباريات السابقة التي كانوا خلالها أكثر جماعية وأكثر تعاوناً مع زملائهم (؟!!).

** وقس على هذا الكثير من التناولات المماثلة في محتوياتها وفي أهدافها وأبعادها (؟!).

** من هذا يتضح بأنّ الإشادات بالأفكار والتوجُّهات الصائبة والسليمة، من قِبل هذا الصنف من أدعياء النقد .. ليس إلاّ من قبيل ذر الرماد في العيون لأنّ الطّبع يغلب التطبُّع .. وأنّ الحاجة ملحّة إلى إحضار (أنجوس) آخر لتعليم هؤلاء الكثير من الأدبيات الضرورية والأساسية في كيفية احترام الموقف والكلمة، والأهم احترام عقول القراء، كي يحترموا هم بدورهم ما نطرحه عوضاً عن تداول عبارة (كلام جرايد) السائدة، بفضل أدعياء النقد والكتّاب الأتباع.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد