الاجتماع المزمع عقده خلال الأسبوع الحالي بين أضلاع مثلث الحدث في العراق ونعني بهم الأمريكيين والإيرانيين والحكومة العراقية الذي من شأنه أن يبحث تشكيل لجنة أمنية ثلاثية تحدد صلاحياتها من قبل خبراء الأطراف الثلاثة، يرجى منه لكونه يضم الأطراف المؤثرون في القضية العراقية أن ينطلق إلى جادة البحث السليم عن مخرج للأزمة المعيشية والأمنية التي يعيشها العراقيون منذ سقوط البلاد تحت وطأة الاحتلال الأمريكي وفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية التي أصبح بعضها يأتي في ضوء النهار وتحت ذرائع وحجج أمنية كما تفعل تركيا في الشمال مما حدا بالأحزاب الكردية إلى الطلب من رئيس الوزراء العراقي تحذير تركيا من التدخل في الشؤون الداخلية بالعراق خلال زيارته المزمعة لها، وكما هي الحال مع تركيا فان الأمر نفسه ينطبق على الإيرانيين الذين بات وجودهم الميداني والاستخباراتي واضحاً للعيان مع غيره من الأطراف الدولية الأخرى التي أضحت الساحة العراقية مرتعاً لها وكوادرها الاستخبارتية, مما ساعد في اتساع الفجوة الأهلية بين أبناء الشعب العراقي الذين وقعوا بين سندان التدخلات الخارجية ومطرقة التقوقع الطائفي فلم يعد أمام الكثير منهم من حل في ظل الظروف الراهنة إلى الهروب إليه والاحتماء بعباءته.
إن أكثر ما يحتاج إليه العراقيون في هذه الظروف الحالكة سواء من قبل لجنة الخبراء الثلاثية أو غيرها هو الهرولة إلى المصالحة الوطنية واعتماد مخارج ونتائج الحوار المرضي لجميع الأطراف كحل وحيد للتوافق مع حتميات الموقف السياسي والاجتماعي الذي أصيب بحالة احتقان مزمن لا يمكن التعامل معها بالمسكنات الدعائية، كما لم تُجدِ معها الحلول العسكرية التي لم يجنِ منها العراقيون إلا ترسيخاً أكثر لثقافات الإقصاء والتهميش وانتشار ظاهرة البندقية الضالة المعتمدة على أسس التمذهب الطائفي المقيت.
وهو الأمر الذي يجعل صانع القرار المتعامل مع المأزق في العراق أمام مهام صعبة إن كان أولها القضاء على ظاهرة الميليشيات وانتشار ثقافة السلاح فإن ثانيها وأصعبها يتمثل في كبح جماح التدخلات الخارجية وتنقية الساحة العراقية من أحصنة طروادة التي تعمل لحساب الخارج وتنتمي إليه.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244