إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية في ختام زيارتها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي على استعداد لمناقشة قضايا جوهرية متعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية وإن عُدّ أمراً إيجابياً، إلا أنه يحتاج إلى ما يشابه الغطاء الالتزامي من الجانب الإسرائيلي ذلك أن هذه القضايا والمسائل الجوهرية التي أبدى أيهود أولمرت استعداده لبحثها ومناقشتها مع الجانب الفلسطيني تعد من المحرمات نسبياً لدى العقل السياسي الإسرائيلي والمتطرف منه بالذات، إذ إن قضية القدس واللاجئين والاستيطان والحدود وغيرها من القضايا التي ترى إسرائيل أن حينها لم يأتِ بعد حسب تصريحات بعض ساسة تل أبيب، تعد من جوهريات الصراع، وتحتاج إلى الشجاعة السياسية والأدبية التي لا زال اللجوء السياسي الإسرائيلي يفتقر لها، ويحاول تغطية انعدامها لديه باللجوء والهرولة إلى ادعاءات الأمن والهوس بنظريات التعامل مع العدو.
لقد أسقطت المبادرة العربية للسلام التي حظيت بدعم واحترام عالمي قلَّ نظيره ورقةَ التوت عن جميع أطياف اللون السياسي الإسرائيلي من يمينه إلى يساره، وجعلت الجميع أمام مسؤولياتهم السياسية والإنسانية، وأصبح الإسرائيليون ذاتهم يعرفون أنهم بمماطلتهم تلك وتهربهم من مناقشة المسائل الجوهرية للقضية الفلسطينية كمن يلعق المِسَن، ويصر على متانة لسانه وقوته، من خلال إطالة أمد الصراع على الطرف الآخر، ومحاولة استهدافه باليأس والتعامل معه بعقلية الالتفاف والمناورة التي أضحت أسلوباً مكشوفاً للجميع.
وخسر منها المجتمع الإسرائيلي بقدر ما خسرت منها الأطراف الأخرى، ولعل ذلك ما حدا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال مؤتمره الصحفي مع رايس إلى القول: من المهم للفلسطينيين أن يعرفوا ما النتيجة وما نهاية اللعبة في محادثاتهم مع إسرائيل؟
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244