Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/08/2007 G Issue 12728
الاقتصادية
السبت 21 رجب 1428   العدد  12728
رئيس مجلس إدارة مسك للكابلات.. عبدالعزيز النملة لـ «الجزيرة»:
البيروقراطية أكبر تحدّ يواجه القطاع الصناعي في المملكة

الرياض - حازم الشرقاوي

أكد عبدالعزيز النملة رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة (مسك) أن البيروقراطية هي أهم تحدّ يواجه القطاع الصناعي في المملكة، معللاً ذلك بطول الفترة الزمنية للحصول على الترخيص الصناعي التي قد تصل إلى ثلاثة أشهر مقابل أسبوع في بعض الدول المجاورة.

وقال في حديث خاص ل(الجزيرة): إن شركته تستحوذ على 70% من سوق الكابلات المتخصصة في المملكة وهي الأولى على مستوى الشرق الأوسط. وتوقع النملة أن تتجاوز المبيعات الإجمالية لمجموعة مسك في العام الجاري مليار ريال، متطلعاً إلى بلوغها 1.5 مليار ريال في العام المقبل، مضيفاً - من ناحية أخرى - أن الألياف البصرية لن تقضي على الكابلات التقليدية، مبرراً ذلك باقتصار استخدامها على قطاع الاتصالات فقط. وتناول النملة عدداً من الموضوعات والقضايا الأخرى في الحوار التالي:

* كيف كانت البداية وما أهم نشاطات الشركة؟ وكم يبلغ حجم رأسمالها؟

- في عام 1993 كانت البداية حينما كانت فكرة إنشاء شركة تقوم بتزويد السوق بكابلات متخصصة، وبالفعل أنشأنا شركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة (مسك) باستراتيجية وأهداف واضحة بأن تصبح الشركة الرائدة في توريد الكابلات إلى متعاقدي المشاريع الضخمة EPC في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ثمّ بدأت آلاتها تدور عام 1994 وبدأت عمليات البيع العام التالي، وبالفعل حققت (مسك) أهدافها وتسعى إلى تحقيق طموحاتها المتزايدة. أما بالنسبة لنشاطات الشركة فهي متخصصة في تصنيع الكابلات والأسلاك بمختلف أنواعها بما في ذلك أسلاك وكابلات محورية وأسلاك وكابلات مطاطية وأسلاك وكابلات كهربائية وتلفزيون وأسلاك وكابلات هاتفية للتمديدات الداخلية وأسلاك وكابلات حاسب آلي (كمبيوتر) وأسلاك وكابلات خاصة بمكافحة الحريق ومأمونة وكابلات نقل المعلومات والتحكم والكابلات المغلفة بالرصاص، وحول رأس مال الشركة فقد كان 8.5 ملايين ريال عام 1993 ثم نما حتى وصل 320 مليون ريال الآن.

* كيف تطورت الشركة حتى وصلتم إلى هذا المستوى من الأداء في السوقين المحلي والعالمي؟

- بدأنا - كما ذكرت - في التسعينيات بصناعة الكابلات المتخصصة، بينما كانت بقية المصانع في البلاد متخصصة في إنتاج كابلات الطاقة ثم بدأنا ننتج الكابلات التخصصية التي تحتاج إلى نوع محدد من التصميم الذي يتطلب جهداً ووقتاً أطول مقارنة بالكابلات العادية؛ حتى أصبحنا نغطي 70% من إجمالي سوق الكابلات المتخصصة في المملكة، كما نمت مبيعاتنا وتضاعفت عشرات المرات صاحبها تضاعف في الأرباح. ولا يفوتني أن أشير إلى أن الشركة حصلت على شهادة الجودة آيزو 2001:1994 في عام 1995 أي بعد عام واحد من تأسيسها، كما قامت خلال السنوات اللاحقة بتنفيذ عدد من الخطط التوسعية في المصنع، وتصدير المنتجات إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط، وافتتاح مكتب إقليمي في دبي بالإمارات العربية المتحدة، والدخول إلى الأسواق العالمية، وبناء مركز التدريب والتطوير لتأهيل العمالةالفنية السعودية.

* كيف استطعتم الوصول إلى هذه المكانة في الأسواق المحلية والعالمية؟

- إن منتجات الشركة تتميز بالتنوع، والكفاءة، والجودة، والتكلفة الأقل، والسرعة. هذه العوامل، إضافة إلى حصول الشركة على شهادات الآيزو، ساهمت في جعل الشركة اسماً رائداً في صناعة الكابلات في الشرق الأوسط. كما أن المنتجات تصنع وفقاً لمعايير وأسس عالمية مثل: الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، UL بالولايات المتحدة، BSI بالمملكة المتحدة، IMQ بإيطاليا، VDE بألمانيا، CSA بكندا، KEMA بهولندا، 3P بالدنمارك، وأرينغتون للأبحاث بالمملكة المتحدة، ومؤسسة معامل تقنية الكابلات بالولايات المتحدة، كما أن منتجاتها لا تقتصر فقط على موافقة ورضا شركات النفط والغاز في المنطقة كشركة أرامكو السعودية، سابك، STC، SEC (في السعودية)، شركة النفط الكويتية KOC وKNPC (في الكويت)، شركة النفط القطرية، MEW (في قطر)، ADCO ،GASCO AD NOC في الإمارات)، بل يتعدى ذلك إلى العديد من الشركات العالمية الكبرى.

* أعلنتم عن قيام تكتل سعودي - ياباني - أردني في صناعة كابلات الطاقة ذات الجهد المتوسط، فما هي طبيعة هذا التكتل؟

- لو نظرنا إلى صناعة الكابلات في العالم لوجدنا أنها نجحت نتيجة إقامة التحالفات بين الشركات، وسياستنا بدأت مع الأردن والتوجه إلى الشرق الأقصى وإفريقيا وأوروبا. إننا في شركة مسك أقمنا تحالفاً مع شركة فوجيكورا المحدودة اليابانية وشركة كابلات جي إن سي الأردنية من خلال تأسيس شركة جديدة تحمل اسم شركة مسك - فوجيكورا كيبل، كشركة سعودية - يابانية - أردنية مشتركة لصناعة الكابلات باستثمار يبلغ نحو 200 مليون ريال. وستقوم هذه الشركة الجديدة بإنتاج كابلات الطاقة الكهربائية ذات الجهدين المنخفض والمتوسط. إن الهدف الذي أنشئت من أجله شركة مسك - فوجيكورا كيبل هو مواجهة الطلب المتزايد على كابلات الجهد المتوسط في مناطق الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونتوقع أن يتعدّى الدخل السنوي لشركة مسك فوجيكورا كيبل مبلغ 345 مليون ريال سعودي خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المنتظر أن يبدأ إنتاج الشركة بكميات تجارية في الربع الثالث من عام 2008. إن شركة مسك ? فوجيكورا كيبل من شأنها أن تعزّز المركز القوي أصلاً للشركات الثلاث ووجودها الكثيف في دول مختلفة بامتداد أوسع وأشمل ليس في هذه الدول فقط، بل في كل دول الشرق الأوسط أيضاً إلى ما وراءها.

* ماذا عن الاتفاقيات والعقود الخارجية التي تبرمها الشركة من وقت لآخر؟

- إن شركة مسك تقود - ولله الحمد - صناعة الكابلات السعودية إلى العالمية من خلال وصولها إلى كبرى الدول والشركات العالمية؛ فقد أبرمت الشركة مؤخراً عقدين بنحو 57 مليون ريال لتوريد كابلات متخصصة سعودية المنشأة لشركتي (سنامبروجيتي) الإيطالية و(سينويك) الصينية من شنغهاي، وهما من شركات الإنشاءات الرائدة في العالم. ويأتي هذان العقدان ضمن مشروعين عملاقين أولهما مشروع خريص لصالح شركة أرامكو السعودية والآخر مشروع معمل البوليثيلين في ينبع لصالح شركة ينساب.

* ما موقع (مسك) على خريطة سوق الكابلات في المملكة والمنطقة؟

- إن مبيعاتنا - ولله الحمد - تضاعفت عشرات المرات، وأصبحنا أول شركة في مبيعات الكابلات المتخصصة على مستوى الشرق الأوسط، ونستحوذ على ما بين 60- 70% من سوق هذا النوع من الكابلات بشكل عام في المملكة ومنتجاتنا متوفرة، إضافة إلى السعودية، في كل من: دول الخليج، اليمن، العراق، الأردن، مصر، ليبيا، سوريا، لبنان، الجزائر، الهند، أمريكا، سويسرا، هولندا، ألمانيا، وبعض الدول الأوروبية الأخرى.

* هل لديكم آليات محددة لعملية التسويق في الشركة؟

- نحن لدينا آلية تسويق جيدة تتعلق باحتياجات الأسواق المحلية والعالمية، ونقدم لكل مشروع احتياجاته من تصاميم الكابلات المناسبة، ونحن نعمل مع أهم الشركات العالمية.

* من هم أبرز عملائكم داخل السوق السعودي؟

- عملاؤنا سابك وأرامكو السعودية وشركة الكهرباء وشركة الاتصالات والمؤسسة العامة لتحلية المياه... وغيرها من الشركات الكبرى.

* الحصول على المواد الخام يؤرق الشركات؛ فما مصادر اعتمادكم على المواد الخام؟

- صناعتنا تعتمد على 80% من المواد الخام المحلية.

* هل تنوون التوسع داخلياً من خلال إقامة مصانع أخرى في بعض مناطق المملكة؟

- توسعات المصنع تكون في الغالب في نفس الموقع الجغرافي بسبب الاحتياجات الفنية؛ فالتوسعات عادة ما تكون تكاملية ويعتمد بعضها على بعض؛ لذا فمن غير المجدي أن تكون في مواقع جغرافية متباعدة. وقد شهد المصنع خلال السنوات القليلة الماضية 7 توسعات رئيسية، كما أننا ندرس بجدية إقامة مشاريع متخصصة في الأسواق الرئيسية للشركة.

* ما طموحاتكم تجاه شركة مسك للكابلات؟

- من أهم طموحاتنا أن تكون الشركة دولية من خلال استحواذها على شركات أخرى عالمية قائمة. وأنا من مؤيدي إقامة تحالفات مع شركات محلية وعالمية.

* السعودة من القضايا المهمة التي تشغل بال الجميع... فأين تقع الموارد البشرية الوطنية من العمالة الأجنبية؟

- لدينا الآن ما يزيد على مائة وخمسين موظفاً سعودياً، يمثلون نحو 30% من إجمالي موظفي الشركة - بعضهم كانوا مع كوادر الرواد منذ أكثر من عشر سنوات - يعملون في الإنتاج والمبيعات والقطاع الإداري والمالي، وتعمل الشركة منذ سنوات على تدريب الدفعة تلو الأخرى من خريجي الثانوية الصناعية والمعهد التقني في (مركز التدريب والتطوير) الذي أنشأته الشركة قبل سنوات بتوجيه من أصحاب الشركة ليكون أساساً لإمداد طاقم الإنتاج بالمزيد من الشباب السعودي، ونحن نسعى إلى رفع هذه النسبة في السنوات المقبلة.

* كيف تنظر إلى قضية السعودة؟

- قد أختلف مع بعض رجال الأعمال؛ فأنا مؤيد لبرنامج السعودة، وأعتبره واجباً وطنياً، كما أنه تأمين للمستقبل ويجب تطبيقه بآليات وطرق أكثر تأثيراً تساعد الشاب السعودي وقطاع الصناعة في الوقت نفسه. ومن المهم تقديم الحوافز للتدريب.

* لديكم مركز تدريب داخل المصنع.. هل هو رسالة للمصانع الأخرى لإقامة مراكز مماثلة؟

- هو ليس رسالة للمصانع الأخرى، وإن كنا نؤيد وجود المراكز التدريبية من قبل جهات ومدربين متخصصين كلاً في مجاله، وتجربتنا - ولله الحمد - كانت ناجحة جداً، وقد تم تقدير المركز عدة مرات من الجهات المعنية بسبب إسهامه الإيجابي في تطوير وتهيئة الشباب السعودي للعمل؛ فاليوم خريجو مركز التدريب بمسك مطلوبون في العديد من المصانع الأخرى.

* كم يقدر حجم سوق الكابلات في المملكة؟

- إن حجم سوق الكابلات يقدر بنحو 3.5 مليار، وهذا يؤكد التطور الصناعي الكبير الذي تشهده المملكة؛ مما يساهم بصورة فعالة في التنمية الاقتصادية الشاملة بالبلاد.

* لكل عمل تحديات... فماذا عن أهم التحديات والمعوقات التي تواجه صناعة الكابلات في المملكة؟

- ما زالت البيروقراطية أهم تحدّ يواجه هذا القطاع، رغم وجود رغبة شديدة من الحكومة للحد منها من خلال تطوير بعض أدواتها ونحن نطمح إلى المزيد من الإجراءات للقضاء تماماً على البيروقراطية.

* كيف تنظر إلى مستقبل هذه الصناعة في ظل دخول تقنية الويرلس (العمل اللاسلكي)؟

- تقنية الويرلس محدودة الاستخدامات ولا تناسب الاستخدامات الصناعية المتطورة والمكثفة. هذه التقنية تناسب فقط خدمات الاتصالات، وحتى هذه لا يمكنها الاستغناء عن الكابلات المتخصصة؛ فالويرلس طاقتها الاستيعابية محدودة، كما أنها تتأثر بشكل كبير جداً بعوامل الجو والمناخ والتشويش الصناعي؛ فعلى سبيل المثال جميع أبراج الهاتف المتنقل تعمل عبر كابلات تربطها بعضها ببعض. شبكات الاتصالات تعتمد بشكل أساسي على الكابلات المتخصصة، ولا يمكنها الاستغناء عنها، أما تقنية الويرلس فتكون في الغالب لخدمة الأطراف التي تخدم المستخدم النهائي، أما الشبكة الرئيسية فإن الكابلات المتخصصة تعتبر كالشرايين والأوردة التي لا يمكن الاستغناء عنها. أنا أقول هذا الكلام رغم امتلاكي مصنعاً متخصصاً في الألياف البصرية وتقديم حلول الويرلس.

* ذكرتم أن لديكم مصنعاً متخصصاً في الألياف البصرية... فهل من نبذة عن هذا المصنع؟

- لدينا مصنع يحمل اسم مصنع الشرق الأوسط للألياف البصرية وهو استثمار مشترك سعودي - أمريكي بدأ عام 1996 وسيدخل فيه قريباً مستثمرون من اليابان من خلال امتلاك نسبة 20% ومبيعاته السنوية تتراوح بين40 -45 مليوناً، ونعمل حالياً على مضاعفة هذه المبيعات، وهذا المصنع ينتج الألياف البصرية وهو الأكبر على مستوى الشرق الأوسط.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد