(رويترز)
يجري تداول سعر النفط الخام حول مستوى 76 دولاراً للبرميل مقترباً من مستواه القياسي البالغ 78.77 دولاراً الذي سجله يوم الأربعاء الماضي بعد انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة.
استؤنفت تدفقات الاستثمارات من صناديق المعاشات وصناديق التحوط على السلع بما فيها النفط في الأشهر القليلة الماضية بعد توقف في وقت سابق هذا العام بسبب مخاوف تتعلق بسير الاقتصاد العالمي.
وازدهرت المضاربات في أسواق الطاقة في السنوات القليلة الماضية مع تطلع المستثمرين لتحقيق عائدات أعلى من التي يحققونها في أسواق الأسهم والسندات.
ولكن لجنة التعاملات الآجلة في السلع الأولية قالت إن المضاربين في بورصة نايمكس الأمريكية خفضوا في الأسبوع صافي حجم المراكز الدائنة مراهنين على أن الأسعار ستنخفض.
نفط أقل من أوبك
تضخ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المسؤولة عن ثلث النفط العالمي نفطاً أقل بالمقارنة بعام 2006 بعد أن قررت خفض إنتاجها. واتفقت أوبك على خفض امداداتها بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً أي بنحو ستة بالمئة العام الماضي على مرحلتين. وبدأت المرحلة الثانية من الخفض في الأول فبراير شباط من هذا العام.
والتزمت الدول الأعضاء بخفض نحو 890 ألف برميل يومياً من الحجم الذي تعهدوا به حسب تقديرات رويترز. ومن المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعها المقبل في سبتمبر أيلول لتحديد سياسة الإنتاج.
ودعت الدول المستهلكة أوبك لضخ المزيد من النفط الخام للمساعدة في الحد من ارتفاع الأسعار لكن وزراء أوبك يصرون على أن الامدادات كافية.
الطلب
في حين كانت الارتفاعات السابقة في الأسعار تنتج عن اضطرابات في الامدادات فإن الطلب من دول مثل الصين والولايات المتحدة هو المحرك الرئيسي للارتفاعات الراهنة.
وتباطأ نمو الطلب العالم بعد ارتفاعه في عام 2004 لكنه مستمر في الزيادة ولم يكن لارتفاع الأسعار حتى الآن أثر يذكر على النمو الاقتصادي. ويقول المحللون إن العالم يتكيف بشكل جيد مع ارتفاع الأسعار الاسمية لأنها تعتبر أقل من المستويات السائدة في أوقات ارتفاع سابقة للأسعار إذا أخذت أسعار الصرف والتضخم في الاعتبار.
نيجيريا
انخفضت امدادات الخام من نيجيريا ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم منذ فبراير شباط عام 2006 بسبب هجمات متشددين على قطاع النفط في البلاد. وأوردت الشركات تفاصيل وقف إنتاج نحو 547 ألف برميل يومياً من إنتاج نيجيريا بسبب الهجمات وعمليات تخريب. ويمثل ذلك نحو 18 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للبلاد البالغة ثلاثة ملايين برميل يومياً.
اختناقات في المصافي
مما زاد من المخاوف من نقص امدادات الخام النقص العالمي في الطاقة التكريرية. فالمصافي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبنزين في العام واجهت صعوبات بسبب توقفات غير متوقعة هذا العام مما زاد من السحب من المخزونات قبيل موسم الصيف ذروة استهلاك وقود السيارات في السفر.
وارتفعت مخزونات البنزين والمكثفات في الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج المصافي حسب تقرير حكومي أمريكي صدر يوم الأربعاء الماضي. ولكن المخزونات ظلت أقل من مستواها قبل عام. والطاقة التكريرية محدودة بالفعل بسبب نقص الاستثمارات على مدى سنوات. وتضرر قطاع النفط الأمريكي من موسم الأعاصير عام 2005. وتتوقع بعض هيئات الأرصاد موسم أعاصير قوي هذا العام.
إيران
يشعر مستهلكو النفط بالقلق بشأن تعطل الامدادات من إيران رابع أكبر مصدر له في العالم والمنخرطة في صراع مع الغرب بسبب برنامجها النووي. وتشتبه الحكومات الغربية في أن إيران تستخدم برنامجها النووي المدني كستار لتطوير سلاح نووي. وتنفي إيران ذلك قائلة أنها تريد الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.
العراق
يجاهد العراق لتنشيط قطاع النفط. واستقرت الصادرات عند مستوى نحو 1.5 مليون برميل يوميا بالمقارنة بنحو 1.7 مليون برميل أو أكثر في عهد صدام حسين. وكانت عقود من العقوبات والحروب والافتقار للاستثمارات عطلت العراق عن إخراج نفطه من باطن الأرض وطرحه في الأسواق العالمية. ولم تصل مستويات الإنتاج إلى ما كان مسؤولون بوزارة النفط هناك يأملون في تحقيقه. ولا يتمكن العراق كذلك من شحن النفط الخام بانتظام من حقوله الشمالية للتصدير من ميناء جيهان التركي بسبب هجمات على خطوط أنابيب إلى تركيا.