إلى ما قبل عام 1984 لم تسجل الكرة السعودية أي انجاز رسمي يستحق الذكر سواء على المستوى القاري أو الإقليمي، فحتى دورات الخليج استعصت كثيراً على الأخضر ولم يحقق أول ألقابها إلا في نسختها الثانية عشرة عام 1994م، حدث ذلك رغم أننا كنا نملك فريقاً مرصعاً بالنجوم ويقدم الكرة الجميلة، ولكن الكرة السعودية في ذلك العام عوضت سنواتها العجاف بتحقيق بطولة أمم آسيا الثامنة ومن أول تأهل للأخضر للنهائيات، وسجلت هذه البطولة كأول لقب رسمي للكرة السعودية، وإن كان سبقه في العام نفسه إنجاز لا يقل عنه أهمية وهو التأهل لنهائيات أولمبياد لوس انجلوس، وكلا الإنجازين تحققا بقيادة المدرب الوطني القدير خليل الزياني الذي عين خلفاً للمدرب (العالمي) زاجالو المقال بعد إخفاق الأخضر في كأس الخليج السابعة.
** منذ ذلك التاريخ نشأت علاقة وثيقة بين بطولة أمم آسيا والأخضر الذي تسيد الزعامة الآسيوية وكان الرقم الثابت والصعب في منافساتها، فهو الطرف الثابت في ست نهائيات لبطولة الأمم الآسيوية في النسخ السبع الأخيرة منها والفائز بلقبها ثلاث مرات، إضافة إلى تأهله لنهائيات المونديال أربع مرات متتالية.
وإذا كان الكثيرون يرون أن بطولة 1984م هي الأبرز للكرة السعودية فإن هناك من يرى أن بطولة 2007م لا تقل عنها وإن لم نحقق اللقب، لأننا كسبنا الأهم وهو منتخب المستقبل القادر على التعويض وتحقيق الانجازات مستقبلاً.
** بعد بطولة 1996م، عانت الكرة السعودية كثيراً، وتراجعت بشكل واضح بعد بطولة 2000 التي خسرناها وكنا الأقرب لتحقيقها من خلال تفوقنا داخل الملعب، وجاءت بطولة 2004م لتسجل المشاركة الأسوأ للأخضر آسيوياً، عندما خرج من الدور التمهيدي بنقطة واحدة فقط.
وفي بطولة 2007م كنا نطمح ببناء فريق جديد أكثر مما كنا نطمح في تحقيق اللقب، ولكن الفريق الشاب فاجأ الجميع بعروضه المتجددة ومستوياته المتصاعدة وروح لاعبيه العالية التي عوضت قلة الخبرة، فحقق نتائج إيجابية جعلت منه الأكثر ترشيحاً لتحقيق اللقب الأمر الذي أغرى نجوم الفريق في تحقيق الانجاز الذي بات قريباً منهم.
** في المباراة النهائية لم يظهر الأخضر كما ظهر في مبارياته السابقة، وقد يكون لذلك أسباب منها شعور اللاعبين بالضغط بعد أن اقتربوا من اللقب، ومنها الإرهاق الناتج من تتابع المباريات والحل والترحال المرهقان ذهنياً وبدنياً، وهناك من يرى بأن عامل الثقة قد يكون أحد أسباب تراجع مستوى أداء الفريق لا سيما وأن هناك من رأى بأن تجاوز المنتخب الياباني يعني سهولة الحصول على اللقب.
عموماً الوصافة آسيوياً جيدة جداً قياساً باخفاق بطولة 2004م، ولكن الأهم هو أننا كسبنا منتخباً شاباً يحمل الأمل باستعادة كرتنا لزعامتها القارية - بحول الله - شريطة أن يجد الدعم والتشجيع من الجميع، وأن يمضي القائمون عليه على تطويره ودعمه بعناصر شابة في بعض المراكز.
باختصار:
** من مكاسب البطولة الأخيرة أيضاً ذلك التلاحم الجماهيري الكبير مع المنتخب الشاب، حيث كان التفاعل كبيراً وإيجابياً بين الجماهير واللاعبين.
** الجمهور السعودي كان راقياً وهو يتعامل بكل روح رياضية مع الفوز العراقي في المباراة النهائية، فقد بارك للفريق الشقيق الفوز وأكد أحقيته بذلك، ولم ينس الإشادة بنجوم الأخضر في البطولة.
** قناتا أبو ظبي ودبي استحوذتا على اهتمام ومتابعة معظم الجماهير لتميزها بالنقل تعليقاً وحيادية واستقطابهم لأكثر المحليين تميزاً من الناحية الفنية وقبولاً لدى المشاهدين.
** قناتنا الرياضية غلب على القائمون عليها طابع المجاملة - غير المبررة - في اختيار فريق التغطية سواء في موقع الحدث أو في استوديوهاتها في الرياض، فلم ترقى لمستوى طموح المشاهد رغم الاجتهادات!.
mohd2100@hotmail.com