Al Jazirah NewsPaper Friday  03/08/2007 G Issue 12727
الاقتصادية
الجمعة 20 رجب 1428   العدد  12727
تماسك المؤشر للأسبوع الثالث على التوالي فوق 7500 نقطة
إعمار وكيان والمملكة ... جيل جديد من استثماريات ما بعد التصحيح

د. حسن الشقطي

أغلق مؤشر السوق هذا الأسبوع على مستوى 7538.94 نقطة أي خاسرا حوالي 95 نقطة، ورغم هذه الخسارة إلا أن المؤشر ظهر متماسكا ليس هذا الأسبوع، ولكن على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة ... الأمر أظهر ارتياحا لدى المتداولين لتراجع حدة مخاوفهم في حدوث تراجعات جديدة. ورغم هذا الارتياح إلا ان خيبة كبيرة أصابت الكثير من هؤلاء المتداولين نتيجة لفشل توقعاتهم في وصول سهم المملكة القابضة إلى مستويات سعرية عالية، فالسهم لم يحقق الـ 25 ريالا المتوقعة ولا حتى الـ 20 ريالا، بل إنه فشل في الوصول إلى أي قمة تزيد عن 13 ريالا، حتى إنه أغلق عند 12.25 ريالا في اليوم الأول، فهل أصبحت هذه التحركات هي منتهى الطفرات المتوقعة لأي سهم يمكن أن يقال عليه قياديا؟ ولماذا الأسهم الأخرى الخفيفة تعتبر خارج هذه القاعدة؟

ومن جانب آخر فقد ظهر مع إدراج المملكة القابضة أن الأمر لا يبدو عشوائيا في ضعف التحرك السعري في الأيام الأولى لإدراج أسهم معينة ومعروفة في السوق.. فبداية من ينساب إلى إعمار إلى كيان إلى المملكة ... اتضح جليا الآن أنه يوجد ما يشبه التخطيط في عدم تضخيم أسعار هذه الأسهم.. بل يثار الآن أن مستوياتها السعرية الحالية هي المستويات المخططة لها.. فكيف ولماذا؟ وهل جيل استثمار ما بعد التصحيح لابد أن يكون كذلك؟

كالعادة ... إغلاق

إيجابي مفتعل

لا جديد عندما نرى أن الإغلاق الأسبوعي هو على اخضرار.. فالمؤشر كل يوم أربعاء من كل أسبوع يناهض ويفزع ويحتج ويأبى إلا أن يغلق على صعود ولو حتى بنحو خمس نقاط، كما حدث هذا الأسبوع، فقد بدأ المؤشر هذا الأسبوع بإغلاق على هبوط يوم السبت ليخسر 85 نقطة، ثم ارتد يوم الأحد ليربح 45 نقطة، ثم يوم الاثنين خسر 87 نقطة، ثم يوم الثلاثاء أغلق على صعود رابحا 28 نقطة، وأخيرا يوم الاربعاء ربح المؤشر 5 نقاط. ورغم أن الجميع يدركون أن هذا الإغلاق هو إغلاق مفتعل إلا انه في الواقع يترك أثرا نفسيا إيجابيا في نفوس المتداولين ودائما يعطيهم أملا في الأسبوع المقبل. بالتحديد خسر المؤشر بإغلاقه هذا الأسبوع عند 7539 نقطة خسر حوالي 95 نقطة أو ما يعادل 1.24%.

ينساب وإعمار وكيان والقابضة... وجيل استثمار ما بعد التصحيح

من الأمور المحيرة في السوق أن هناك أربعة أسهم بات هناك تشابه في سلوكها السعري بشكل كبير، هي ينساب وإعمار وكيان والمملكة القابضة. ينجم هذا التشابه السعري في السلوك الإدراجي تقريبا، حيث إن حجم تحركاتها سواء في اليوم الأول أو خلال فترة ما بعد الإدراج مباشرة تعتبر إلى حد ما ضعيفة، تتسم هذه الشركات بكبر الحجم السوقي، ووجود سيطرة مؤسسية في الملكية، أي أنها مؤهلة لاحتلال دور قيادي في السوق، هذه الشركات اتسم التحرك السعري لها بالمعاملة الحذرة في ضمان عدم وجود أي طفرات تعيق أداء الدور القيادي منها. إن هذه الأسهم قبل إدراجها في السوق من الواضح أنه روعي أنها تشكل الجيل الجديد المخطط للأسهم الاستثمارية لفترة ما بعد التصحيح.

المملكة القابضة

والصانع المالك

المملكة القابضة منذ لحظة الإعلان الأول عن الاكتتاب فيها وجدل مستمر مثار حولها ... هذا الجدل لم ينجم عن فراغ ولكنه نتيجة طبيعية لكون مالك الشركة من صناع السوق الذين لم يلبث أن كان له دور رائد في السوق، وبخاصة خلال فترة التصحيح على مدى العام الأخير (كما جاء في تصريحات رسمية). إلا ان دور المالك كأحد صناع السوق هو نفسه يعتبر العامل الرئيس وراء خيبة الأمل التي أصابت المتداولين في توقع تحركات سعر السهم، فالجميع توقعوا أن السهم سيتحرك في مضمار صانعه، وأن صانعه لن يتخلى عنه، وأن أسعار مثل 20 و30 ريالا تبدو مضمونة للسهم مع بدء إدراجه. إلا ان إغلاق السهم على سعر 12.25 ريالا في يومه الأول (يوم النسبة المفتوحة) جاء مخيبا للآمال، بل إن تداول كمية 77 مليون سهم فقط في هذا اليوم ليعطي إشارة صريحة إلى أن شيئا مما توقعه هؤلاء المتداولون سيحدث. إن التفسير المنطقي للضعف السعري الذي أصاب السهم ليدلل جليا على أن المضاربين لم يتجهوا إلى السهم كما يحدث مع كل سهم جديد نتيجة توقعهم تدخل الصانع، وبالتالي تركوا الساحة للا شيء. هذا ورغم أن المملكة حققت في اليوم الثاني لتداولها انخفاضا بنسبة 4.08% ثم انخفاضا آخر بنسبة 2.13%، فهل يعني ذلك أن السهم ليس سهما قياديا في السوق؟

المملكة القابضة أصبحت من القياديات المؤثرة

رغم أن المملكة القابضة لم تحقق الطفرة السعرية المتوقعة، إلا ان السهم بالفعل قاد المؤشر صعودا وهبوطا، ويمكن القول: إنه من المؤثرات القوية في المؤشر على مدى الفترة منذ بدء إدراجه. وعليه، فقد أصبح بالفعل يمتلك تأثيرا قياديا على المؤشر، ولكن كيف سيكون تأثيره خلال الفترة المقبلة؟ ... هل سيقود المؤشر ناحية الصعود أم سيتجه به إلى مزيد من هبوط؟

استمرار تراجع قيمة رسملة السوق رغم الضخ المستمر للأسهم الجديدة

أشار التقرير الشهري لتداول عن شهر أغسطس إلى أن القيمة السوقية لإجمالي الأسهم في السوق بلغت نحو 1.281 تريليون ريال وهذه القيمة تعتبر متدنية جدا عن المستوى الضخم الذي بلغه السوق خلال أيام من أيام العام الماضي.. بل إن الأمر الذي يثير الجدل حقا أن هذه القيمة لا تزال تتراجع من شهر لآخر رغم أن عدد أسهم السوق وصلت إلى 100 سهم أي أن السوق لا يمر أسبوع أو أسبوعان وإلا هناك وافدان جدد من الأطروحات الجديدة. إن التراجع المستمر في قيمة رسملة السوق ليؤكد أن التصحيح لا يزال ساريا، وأن هناك تآكل في القيمة السوقية لأسهم معينة تختفي وراء ستار تحرك المؤشر القوي في سياق الأسهم الجديدة.

ركود قطاعات البنوك والأسمنت والاتصالات

من الأمور اللافتة للنظر في التقرير الشهري الأخير لتداول أن القطاعات الاستثمارية الرئيسية في السوق لم تتجاوز مساهمتها في القيمة المتداولة على مدى شهر يوليو 4.9%، حيث لم تتجاوز القيمة الشهرية المتداولة 8.2 مليارات ريال من إجمالي 170.8 مليار ريال. فماذا حدث؟ هل أصبحت هذه القطاعات الاستثمارية غير مرغوبة؟ أم أنها أصبحت فجأة غير استثمارية؟ في المقابل بلغت مساهمة قطاع التأمين وحده حوالي 17.9%. أي أن القطاعات التي كان يشار إليها بعدم الاستثمارية سابقا.. انضم إليها قطاع جديد وساخن مضاربيا هو التأمين لتصل مساهمة القطاعات الثلاث (الزراعة والخدمات والتأمين) إلى حوالي 62.7%.

الباحة تحتل ما يزيد على 3% من إجمالي القيمة المتداولة الأسبوعية وأيضا الشهرية

الكثير من المحللين يعولون على أن عمليات المضاربة قد انتقلت من قطاعات الزراعة والخدمات إلى قطاعات أخرى مثل التأمين، إلا ان أسهم المضاربة الشهيرة لا يزال الإقبال عليها مستمرا حتى هذه اللحظة، فسهم الباحة وحده احتل على المستويين الأسبوعي وأيضا الشهري ما يزيد عن 3% من إجمالي السيولة المتداولة، وذلك رغم أن عدد الأسهم المصدرة للباحة لا تتجاوز 15 مليون سهم.

محلل اقتصادي ومالي

Hassan14369@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد