عشرة أيام مضت نرقب خلالها أداء منتخبنا الوطني في كأس أمم آسيا الذي أقحم المنتخبات التي لعب معها فكان تعادله مع كوريا وفوزه على إندونيسيا والبحرين واليابان بمثابة الآمال التي جعلتنا جميعاً نشعر بالارتياح لملاقاة فريق العراق، ولم يكن يساورنا شك في أن كأس أمم آسيا أضحى (قاب قوسين أو أدنى) من رحيله عن جاكرتا إلى الرياض، ولكن الزخم الإعلامي والثقة المفرطة والآمال الكبيرة والأماني جعلت الكأس ترفض الانتقال إلى المملكة، ليتسلمه العراقيون الأشقاء وينتقل معهم طائعاً مختاراً إلى حيث العراق الشقيق، فهنيئاً لهم هذا الفوز الذي صنعوه من واقع عطائهم.. أما نحن فدعونا نتباكى على الخسارة التي ضاعت بفعل أنفسنا فقد جنينا على المنتخب بزخم إعلامي قتل روح العطاء وغرس في نفوس المنتخب ثقة مفرطة وتفريطا لا يقبله عاقل.. وإن كنا كسبنا أسماء شابة ووجوها جديدة في هذه الدورة فقد كسبنا أيضاً روحا عالية جعلتهم يقدمون عطاءً متميزاً خلال مباريات الدورة سوى المباراة الختامية؛ حيث انطفأ حماس المنتخب بفعل الثقة المفرطة والزخم غير المحدود من كل الأطراف.

أعلم أنني لامست الجرح، وأعرف أن إدارة المنتخب وفنييه ستغضبهم بعض كلماتي، لكنني أشعر بالوطنية والغيرة التي جعلتني ألامس الجرح.. فلتهنئي يا بلادي بشبابك ورجالك الذين سيعملون على إصلاح الخلل، وقد عرفوا الدرس واستوعبوه بقوة.

سليمان بن علي النهابي - عنيزة