«الجزيرة» - ماجدة السويِّح:
ما زالت ذكري البيعة الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الحكم تحمل المزيد من الأصداء والتفاعل من قبل أفراد المجتمع السعودي بشتي شرائحه، فها هي تكمل عامها الثاني بناءً على التقويم الميلادي، وتمر وهي حبلي بالمشروعات العملاقة، والإنجازات الاقتصادية المتلاحقة، فخلال عامين من تولي ملك القلوب الحكم، حققت المملكة نمواً اقتصادياً سريعاً، من خلال عدد من الإجراءات والتسهيلات والإصلاحات الاقتصادية، التي عززت من اندماج المملكة مع الاقتصاد العالمي، ومواكبة التطورات الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحويل البيئة المحلية لبيئة استثمارية جذابة.
وبمناسبة مرور عامين على البيعة المباركة، التقت الجزيرة عدداً من المسئولين ورجال الأعمال، واستطلعت آرائهم حول أبرز المنجزات الاقتصادية.
إرادة وطنية وإنجازات عالمية
يقول المهندس مبارك عبدالله الخفرة رئيس شركة التصنيع الوطنية: من الصعب قياس أعمار الأمم والدول بالسنوات، لكن قياسها الحقيقي بمنجزاتها ومقوماتها ومؤثراتها على الساحة الدولية. وهذا ينطبق علي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فبعد عامين على حكمه حفظه الله نرى وقفات مضيئة تجاوزت الحدود حتى لامست أطراف الكون، فمنذ أن كان ولياً للعهد كانت له مواقف وقرارات أثرت بشكل كبير على مسيرة هذا الوطن الذي أصبح بفضل الله ثم بعزيمة هذا الرجل من الدول المؤثرة في الساحة العربية والإسلامية والدولية، وأصبح محط أنظار كثير من ساسة دول العالم وشعوب دولهم. شخصية لعبت دوراً أساسياً في تشكيل كثير من المفاهيم والعلاقات الدولية.
وأضاف الخفرة: لقد كان للملك عبدالله دور بارز بانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وحصولها على العضوية المؤثرة رقم 149، بعد محادثات دامت 12 سنة من علاقاته الشخصية المميزة برؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وعدد كبير من رؤساء الدول المؤثرة في المنظمة كانت العامل الأول في نجاح الانضمام.
الريادة الإقليمية
ويضيف الأستاذ سلطان العماش المدير التنفيذي العام لشركة انترسيرش: (الذكرى الثانية للبيعة المباركة هي مناسبة عزيزة على كل مواطن أياً كان موقعه ودوره كونها مرتبطة بمليك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهد عهده تطورات اقتصادية ملموسة وقرارات جديرة بالاحترام جعلت من المملكة دولة ذات أهمية قصوى على خريطة العالم بعد أن تربعت على الريادة إقليمياً).
ويضيف: لقد أسهمت القرارات الخاصة بتحرير عدد من القطاعات بشكل كبير في نمو الاقتصاد من خلال استحداث الكثير من الشركات في مجالات التأمين والبنوك الاستثمارية وشركات الوساطة وغيرها والتي ضخت في السوق المحلي آلاف الوظائف للمواطنين.
كما أن الزيادة الكبيرة في حجم المشاريع وخصوصاً منها العملاقة في مجالات الطاقة والكهرباء والماء والبتروكيماويات أضافت زخماً كبيراً للاقتصاد لم تشهده المملكة العربية السعودية على مر تاريخها.
وأضاف العماش: إن توجهات ملك الإنسانية نحو التنمية الاقتصادية الشاملة من خلال إنشاء المشاريع الاقتصادية الكبيرة في جميع مناطق المملكة هي خطوة تحسب له كونه أعاد مفهوم رعاية الدولة لجميع أفراد المجتمع أينما كانوا، فهذه المدن الاقتصادية في رابغ وحائل وجيزان وتلك المشاريع الكبيرة في القصيم والحدود الشمالية وتبوك والجوف والمناطق الأخرى شاهد على ذلك.
جولات من أجل الرعية
رجل الأعمال عبدالعزيز الشويعر قال : إن ملك الإنسانية بدأ عمله الجليل بتفقد أحوال الرعية وزار الفقراء في أحيائهم ومنازلهم وأصدر توجيهاته الكريمة للجهات المسئولة بمعالجة هذه الظاهرة المؤلمة، وأمر باعتماد المبالغ اللازمة لذلك ضمن اعتمادات الميزانية العامة للدولة وكلفت لجان بمتابعة العمل في ذلك، كما أنشأ مؤسسة خيرية تحمل اسم (مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي) ووهبها من ماله الخاص بمبالغ طائلة تزيد على المليار وخمسمائة ألف ريال وجرى تشكيل جهاز خاص لإدارتها والإشراف على أعمالها، حيث باشرت المؤسسة فور تشكيلها بمباشرة أعمالها وتحديد الأماكن الأكثر حاجة للإسكان في مناطق مختلفة من أنحاء المملكة على أسس علمية ومدروسة.
وأضاف الشويعر: وعلى مدى أربع سنوات من استحداثها قامت المؤسسة بإنشاء ما يزيد على ألف وخمسمائة من الوحدات السكنية وتسليم ألف وحدة لمستحقيها و500 وحدة في طريقها للتسليم مؤثثة وجاهزة للسكن، وكل مشروع يحتوي على مركز صحي ومدارس للبنين والبنات ومركز اجتماعي وثقافي ومركز تدريب مهني لسكان الحي، وهناك مشاريع جديدة ومماثلة تحت الإنشاء ومستمرة حسب الاحتياج.
كما لا ننسي زياراته للعديد من مناطق المملكة في شمالها وشرقها وجنوبها وغربها للوقوف على أحوال المواطنين فيها ورصد احتياجاتهم من مستلزمات التنمية العلمية والصحية والاقتصادية، التي تمخض عنها إنشاء العديد من المدن الصناعية والتقنية والجامعات والمستشفيات ومثل هذه الزيارات وتلك الإنجازات سبق يسجل لخادم الحرمين الملك عبدالله -يرعاه الله- وسيحفظه التاريخ له وتتحدث به الأجيال تلو الأجيال، ويكفي شاهداً على هذه الجهود ما نراه من توجه للعديد من الشركات الأجنبية والعربية للاستثمار في المملكة في كل المجالات وهي جهود موفقة خلقت من هذه البلاد بيئة اقتصادية جاذبة وحركت الأنشطة في كل المجالات وفتحت أبواب فرص العمل للمواطنين في كل المناطق.