Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/08/2007 G Issue 12725
الريـاضيـة
الاربعاء 18 رجب 1428   العدد  12725
السهل الممتنع
حضر في البطولة وغاب في النهائي
صالح السليمان

أحداث نهائي أمم آسيا بين منتخبنا الكروي والمنتخب العراقي هي نسخة مكررة لما حدث في نهائيات كروية جرت مؤخراً.. سقوط الفريق المرشح بل واختفاؤه تماماً خلال دقائق المباراة.

في نهائي الدوري السعودي للموسم المنصرم كان الهلال الأكثر ترشيحاً للفوز باللقب.. ولم تكن المفاجأة سقوطه وخسارته فقط بل اختفى الفريق وضاع مستواه ولم يقدم شيئاً يذكر عقب تقدمه بهدف.

في نهائي (كوبا أمريكا) كان المنتخب الأرجنتيني مرشحاً قوياً للقب فكانت النتيجة على أرض الميدان برازيلية وقيل الأرجنتين الأفضل في البطولة والبرازيل الأجدر في النهائي.. وهذا ينطبق على ما حدث في النهائي الآسيوي السعودي كان الأفضل خلال البطولة والعراقي كان الأجدر في النهائي!.

أعتقد أن عوامل سقوط المنتخب كانت نفسية وذهنية وأيضاً تكتيكية.. ربما المبالغة في الأفراح أو كثرة الشحن النفسي.. النهائي دخله المنتخب السعودي وهو المرشح بعكس المباريات الأخرى في البطولة.. وهنا يبدو أن لاعبي المنتخب فقدوا توازنهم النفسي ما بين الثقة وبين الضغط النفسي كفريق مرشح ينتظر منه كسب اللقب بعيداً عن الاكتفاء بالحضور المشرف!

مدرب المنتخب نال الثقة من القيادة والجمهور وحتى الإعلام المحلي لكن لابد أن هناك أخطاء تكيتيكة وقع بها المنتخب.. خط الوسط هو خط العمليات ومنطقة التحضير، وإذا أردت السيطرة على مباراة فعليك بخط الوسط.

هذه المنطقة سيطر عليها المنتخب العراقي تماماً بخمسة لاعبين فعزل ثنائي الهجوم السعودي ياسر ومالك عن بقية أعضاء الفريق بسبب تراجع لاعبي الوسط السعودي المبالغ به إلى الخلف.. ومع هذا التحفظ الدفاعي للمنتخب لم تكن هناك ألعاب هجومية مضادة ونقل سريع للكرة للأمام.. الملاحظ أن لاعبينا يتوقفون ويتريثون إذا كانت هناك فرصة لعمل هجمة معاكسة ليفقد المنتخب أحد أهم أسلحته.. ويبدو أن هناك تعليمات من المدرب بالتحفظ واستنزاف المنتخب العراقي.. ولكن لا أظن المدرب منعهم من استغلال الاندفاع العراقي واستغلال المساحات الخالية في ملعبه لتستمر عزلة ثنائي الهجوم.

المنتخب أسقط وأخرج أخطر منتخبات البطولة والمرشح الأكبر للقب المنتخب الياباني وأزاح أيضاً منتخب أوزبكستان الخطير.. والمستفيد المنتخب العراقي الذي كان طريقه سهلاً وممهداً ووجد منتخباً سعودياً مستنزفاً ذهنياً وبدنياً ليلعب منتخبنا أسوأ مبارياته والمنتخب العراقي يلعب أفضل لقاءاته!

سمو الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس البعثة عندما وصف هذا المنتخب ب(منتخب الأحلام) يأتي هذا الوصف من باب التفاؤل والدعم المعنوي.. وهذا لا يعني عدم وجود ثغرات ونقاط ضعف!.

يكفي منها مثلاً أن المنتخب يعتمد على قلب دفاع كظهير.. إذن المنتخب بحاجة إلى مراجعة وتقييم ومعالجة نقاط الضعف وسد الثغرات وطبيعي أن أبواب المنتخب ستكون مفتوحة لكل لاعب يبرز ويبدع في الدوري المحلي ولن يوصد أبوابه أمام أي قدرة كروية وموهبة شابة سعودية مؤهلة لخدمة منتخب وطنها.

(بلاتر) أثر سلباً على حكم المباراة!

في النهائي الآسيوي الكبير لم يكن ذلك الشخص المسمى جوزيف بلاتر منصفاً ومحايداً بل تحيز بشكل أدهش المشاهدين في النهائي الآسيوي! كيف يقبل من شخص يترأس الأسرة الكروية العالمية (فيفا) يصافح ببرود لاعبي فريق ثم يصافح وبكل حرارة لاعبي الفريق الآخر ويعانق كابتن!! (ويطينها) بتصريح يتمنى فيه فوز العراق بالكأس.. وكأن الفريق الآخر قادم من المريخ!.

ماذا أبقيت يامستر بلاتر وهل كانت رسالة مبطنة للحكم الأسترالي! الذي غض النظر عن العنف والخشونة ضد لاعبي المنتخب السعودي؟! قد توجد اعتبارات للتعاطف كروياً مع العراق ولكن حرياً بك أن تحتفظ بها لنفسك لأن منصبك يحتم عليك الحياد والنظرة المتساوية لكل الفرق.. ذلك المنصب الهام الذي وصلته وقيل في هذا ما قيل!.

بلاتر شخصية عالمية ولكن له سقطات تثير الشفقة منها تصريحه الشهير عندما طالب بتصميم ملابس كروية أكثر إثارة وإغراء للاعبات كرة القدم لجذب الجماهير والإعلانات التجارية! ويأتي الآن من يتشدق فرحاً بخطاب مجاملة أو مصلحة من أمثال الشخص الذي فقد احترامه بعد هذا الموقف البائس ضد المنتخب السعودي!.

هذا (الآسيوي) الذي

تدافعون عنه!

عندما كنا نتحدث عن الاتحاد الآسيوي ورئيسه ونحذر من مواقفهم السلبية ضد الكرة السعودية ومن قرارات صدرت ربما يقصد منها الإضرار بالمنتخبات السعودية وفرقها.. كما حدث عندما صنف المنتخب السعودي الأولمبي في المستوى الثاني ليقع مع اليابان في مجموعة واحدة!.

عندما كنا نتحدث عن أمثال هذه الممارسات السلبية وآخرها جوائز الأفضلية كان الإعلام الأصفر يشن الهجوم علينا ويدافعون عن الآسيوي ويمتدحون رئيسه ويصفونه بالعالمي محمد بن همام العبدالله! فقط لأن هذا العالمي اتخذ موقفاً سلبياً تجاه نادٍ سعودي!.. وصاروا يكتبون المعلقات فيه ويشكرونه لأنه حرم فريق سعودي من لقب فريق القرن لتشذ القارة الآسيوية عن بقية قارات الدنيا في عدم تسمية فريق القرن لأن المستحق للقب فريق سعودي.

الآن وحتى بعد كل هذه الأخطاء التنظيمية التي حدثت خلال بطولة الأمم الآسيوية لايزال هؤلاء يدافعون عن ما سموه (اتحاد ابن همام) حتى وصفوا بعض محللي الإستوديو الرياضي بالصوت النشاز لمجرد انتقادهم لسوء تنظيم البطولة، وتضرر المنتخب السعودي بسبب كثرة الترحال والساعات التي أمضاها لاعبو المنتخب في الجو متنقلين بين الملاعب الآسيوية.

هؤلاء في انتهازية معتادة اتهموا الإعلام الوطني الحر أنه لا ينتقد الاتحاد الآسيوي وطالبوا بنقده بحجة تضرر المنتخب السعودي! (وكأنهم هم غير معنيين بالمنتخب)! وعندما تصدى بعض الإعلاميين لانتقاد الاتحاد الآسيوي ورئيسه وصفوا منتقديه بالصوت النشاز!.. والله مشكلة لا يريدون الدفاع عن منتخب بلدهم ولا يريدون ترك الآخرين يدافعون!.

نفض غبار

كلما أبدع لاعب خصوصاً مع المنتخب ولفت الأنظار وتحدث عنه الإعلام وكلما حقق لاعب إنجازاً كبيراً له شخصياً لو لمنتخب بلده أو سجل أهدافاً ثمينة أو إنجازاً مونديالياً طفق البعض إلى نبش الماضي وأعادوا الحديث عن نجوم سابقين.. وصارو يمدحون فيهم ويستعرضون ماضيهم وأنهم الأفضل! ليس هذا فقط بل يعتبرون أي حديث عن لاعب حالي والإشادة بإنجازه المقصود به تقليل من مكانة هذا النجم أو ذاك.. وأن القصد هو المقارنة بينهم! ليبدأوا في السخرية والتقليل من شأن اللاعب الآخر!.

ترى لماذا رد الفعل السلبي هذا وكأن اللاعب القديم ستهتز مكانته أو يتوارى بمجرد ظهور آخرين؟! لماذا لا توجد ثقة كبيرة باللاعب ومكانته وأنه لاعب كبير لا يؤثر فيه ظهور منافسين أو إبداعات آخرين وأن القمة تتسع للكثيرين، ولكل زمن رجاله فمن أخذ زمنه فلا يليق أن يستولي على زمن غيره اللاعب الواثق من نفسه لا يهمه بروز لاعبين جدد أو مبدعين آخرين وهذا ينطبق على جمهور هذا اللاعب إذا كان على ثقة تامة به ولكن من يشعر أن لاعبه هش هو من يقلقه بروز أساطير جديدة!

اللاعب المعتزل دييجو مارادونا سبق أن امتدح البرازيلي رونالدينهو وقال عنه إنه أبرز لاعب بالعالم بل قال رونالدينهو أفضل مني وأفضل لاعب بتاريخ الكرة! ودييجو لم يقل هذا إلا لعلمه أن الناس لن يصدقوه.. وهو بهذا يظهر ثقته المطلقة بقدراته الفنية وأنه لا يخشى على مكانته وشهرته من أي لاعب.

ضربات حرة

- عندما نقارن بين منتخب بطولة الصين عام 2004م وخروجه من الدور التمهيدي وبرصيد نقطة.. وبين منتخب البطولة الأخيرة ووصوله للنهائي يعتبر تقدماً وإنجازاً جيداً يشكر عليه الجهاز الإداري والتدريبي واللاعبون.

- مدافعو العراق استخدموا الخشونة واللعب العنيف والاستفزاز مع مهاجمي المننتخب السعودي!

- بشار عبدالله قال إن مدافع العراق تعمد مخاشنة ياسر القحطاني في أول ثلاثين ثانية لتخويفه أو تعطيله مستفيداً من كون الحكم عادة لا يرفع الأنذار في بداية المباراة!.

- المنتخب العراقي سعيد الحظ في النهائيات أمام المنتخب السعودي وفي ثلاثة مناسبات منها في بطولة الخليج التاسعة لإمقامة بالرياض عام 1408هـ لعب الفريقان المباراة الأخيرة بالدورة والفائز يتوج بطلاً للدورة ومن أشهر لاعبي المنتخب وقتها ماجد والنعيمة والهريفي وجازع وغيرهم وفاز العراق بهدفين نظيفين.

- برأيي إن الثنيان كان أحد أبرز محللي البطولة الآسيوية وسحب الأضواء بتعليقاته اللمحاة بعيداً عن الحشو والتكرار الممل والتحليل التقليدي وكان رزينا في محاوراته يتحدث بسلاسة فاجأت الكثيرين فضلاً عن سرعة بديهته في الرد على الأسئلة وتعليقاته الظريفة.

- إسناد تنظيم البطولة المقبلة في قطر.. سيمنح منتخبنا حظوظا جيدة للمنافسة كون الدوحة ميداناً لكثير من الإنجازات الكروية السعودية.

- ماجد عبدالله لاعب كبير وله تاريخه الحافل وليس في حاجة لمن يزور له الأهداف كما فعل المؤرخ الرياضي.

- نشأت أكرم الذي اشتهر من خلال الدوري السعودي مارس الاستفزاز والاحتكاك بلاعبي المنتخب وحاول القضاء على ياسر عندما تعمد الدعس على مفصل قدمه.

- معظم لاعبي المنتخب العراقي إن لم يكن كلهم محترفون خارج العراق خصوصاً في الدوريات الكروية الخليجية.

- تفاجأ الكثيرون عندما علموا أن أعلى رصيد للاعب سعودي خلال جميع البطولات الآسيوية لا يتجاوز الأربعة أهداف قبل أن يتصدر ياسر القائمة بستة أهداف.

- لأن الجمهور يقع دائماً ضحية للإعلام وخداعه ويخلط بين أهداف المنتخب الأول في البطولات الآسيوية وأهداف المنتخب الأولمبية في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس عام 84م.

- الطريف أن بشار عبدالله اندهش وقال (وكأنه يحدث نفسه) ولكن المنتخب السعودي في كل البطولات كان يلعب من أول البطولة لآخرها!! هو يستغرب هذا الرصيد التهديفي المتواضع!.

- المعلق الإماراتي فارس عوض من أبرز المعلقين العرب.. لكنه أخطأ في المباراة النهائية عندما قال (من يرسم لوحة العشاء الأخيرة؟) لأن ما ادعاه دفينشي أوهام وخرافات.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6210 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد