Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/08/2007 G Issue 12725
رأي الجزيرة
الاربعاء 18 رجب 1428   العدد  12725
مسؤولية الاستقرار في العراق

وجدت حملة اللوبي الصهيوني وأنصار إسرائيل ضد المملكة ودول الخليج في الكونجرس تأييداً من سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده الذي زعم أن المملكة ودول الخليج لا تدعم جهود الاستقرار في العراق، وقد استعرت هذه الحملة مع ظهور أنباء عن صفقة أسلحة أمريكية لدول الخليج، حيث يحاول أنصار إسرائيل منع الصفقة بزعم أنها تذهب إلى من لا يستحقونها.

وباستمرار يحاول اللوبي اليهودي المتنفذ في الولايات المتحدة فرض توجهاته بصورة قسرية على السياسات الأمريكية تجاه المنطقة واضعاً نصب عينيه إعلاء مصلحة إسرائيل فوق أية مصلحة أخرى حتى الأمريكية ذاتها.

ويتعين التوقف هنا عند عدة نقاط لعل أولها تتمثل في أن دول الخليج بمن فيها المملكة تلتزم بسياسات تجاه العراق نابعة من الحرص على وحدة العراق في وجه الأخطار التي يتعرض لها حالياً، ومن أبرز ملامحها حالة من التمزق الشديد أعقبت الغزو الأمريكي له، ومن ثم فإن الدول العربية تنأى بنفسها أن تتطابق سياساتها مع سياسات الآخرين المسؤولة عن كثير من التشوهات في بنية العراق السياسية، حيث تشرذمت مختلف قواه الوطنية في شكل شيع وفرق تتقاتل فيما بينها، وهذا وضع لا يمكن أن ترضى به أية دولة عربية.

ومن حق الدول العربية في كل حين ووقت أن تسلك بالطريقة التي تحافظ بها على أمنها الجماعي؛ لأن أي تهديد لدولة عربية وأي انتقاص من وحدتها يعني تعرض الدول الأخرى لتهديدات مماثلة من خلال استباحة أراضيها وسيادتها.

لقد شاركت دول الخليج العربية في عدة لقاءات ضمتها مع العراق من أجل التصدي للعوامل التي قد تطيح بوحدته، وذلك من خلال اجتماعات دول الجوار مع العراق، وذلك حرصاً من هذه الدول على سلامة العراق وتجنيبه المزيد من الأزمات، وهي حريصة في تعاطيها مع الشأن العراقي على الالتزام بكل ما يمكن أن يعيد للشعب العراقي وحدته بعد أن أصبحت أرضه نهباً لصراعات دولية ومحلية بما في ذلك أطماع إسرائيلية وجدت فرصتها الذهبية للعمل تخريباً في العراق واستهداف أبنائه، وتحديداً علمائه المتميزين الذين ركزت المخابرات الإسرائيلية على تصفيتهم متحينة فرصة مظلة القوات الدولية.

إن هؤلاء الذين يقفون خلف السياسات الخاطئة المنحازة لإسرائيل هم الذين يحاولون فرض نظراتهم الأحادية التوجه في العراق واضعين العراقيل باتجاه أي عمل جماعي حقيقي يستهدف الوصول إلى عراق آمن وموحد، إذ إن المصلحة الإسرائيلية تطغى على جميع تحركاتهم وترسم ملامح سياستهم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب "9999" ثم إرسالها إلى الكود 82244 .


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد