Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/08/2007 G Issue 12725
الريـاضيـة
الاربعاء 18 رجب 1428   العدد  12725
سامحونا
بطل بدون كأس!
أحمد العلولا

قدر الله وما شاء فعل.. كان بودنا أن تكتمل مظاهر الفرحة بتحقيق منتخبنا اللقب الآسيوي للمرة الرابعة.. إلا أن هذا التعثر في المحطة الأخيرة والتي لم يكن الوصول لها مجرد حلم يراود الأقلية من الرياضيين في مختلف مدن المملكة ذات النظرة التفاؤلية منذ أن استهل منتخب الأحلام أولى مباريات مشواره الآسيوي!

خسرنا الكأس.. نعم.. نعم!

لكن في المقابل.. كسبنا الأهم من الكأس.. الظفر بمجموعة متناغمة متجانسة تلعب الكرة بروح جماعية.. لاعبون من أعمار سنية ناشئة يمكنها المساهمة في كتابة صفحات مشرفة من تاريخ الرياضة السعودية لسنوات قادمة.

.. كان منتخبنا حقيقة البطل غير المتوج منذ صدارته مجموعته وتجاوزه أوزبكستان.. وإطاحته بالمرشح الأول للفوز بالبطولة منتخب اليابان.

.. لقد أعجبتني مقولة لشاب التقيته بعد مباراة الكأس.. وهي.. خسر منتخبنا الحديث النشأة لخبرته المتواضعة في التعامل مع النهائيات بخلاف لاعبي العراق الأكثر خبرة احترافية في عدة دول!

.. علينا الاكتراث والحذر من ممارسة جلد الذات والقسوة على لاعبينا الأبطال الذين واجهتهم الظروف والصعاب ومقابلة الكبار وقد تخطوهم بكل جدارة واقتدار.. ولا يضيرهم عدم العودة للرياض بكأس البطولة..

.. نكرر القول مرات عدة.. إن من واجبنا المحافظة على هذا المنتخب ومعالجة بعض الثغرات وكما قال أمير الشباب وسمو نائبه فإنه من الأهم تجديد الثقة بالمدرب أنجوس الذي قدم عملا مرتبا منظما.. فائق الجهد والجودة.. وانتظروا المستقبل الباسم لمنتخب الأحلام.

وسامحونا!!

الفكر الرياضي بين المنتخب والأندية

تجربة جديدة برهنت على نجاحاتها في كأس أمم آسيا.. فالمنتخب وقبل فترة وجيزة من انطلاقة المسابقة.. تم اختيار عناصره الممثلة من أكثرية شابة ومغمورة حتى في أنديتها.. وبخلاف العادة.. فإن الأسماء التي تشارك المنتخب هي تلك المعروفة والرنانة وصاحبة الحضور الجماهيري والإعلامي وإن كان بعضها قد ابتعد عن مشاركة فريقه محليا.. فالاختيار لن يتجاوزه!!

هذا (السيناريو) كان بمثابة ماركة مسجلة.. غير قابلة للتغيير والتعديل.. ولكن جاء أنجوس بفكر مختلف ومتجدد شعاره البحث عن رؤية مستقبلية بدلا من التمسك ب- نجوم الصحافة - وكان قادرا على الدفاع عن أطروحاته داخل الملعب بما يقدمه من عمل ونتائج..

.. يذكرني أحد الأصدقاء بأن فكر أنجوس.. قد سبقه من قبل في التنفيذ على أرض الواقع مدرب الوحدة بوكير حيث أشرك مجموعة ناشئة بخلاف الفرق الأخرى التي دأبت في الاعتماد على الأسماء البراقة ذائعة الصيت والشهرة..

.. والمنتخب الذي يعتبر ثمرة ونتاج الأندية أصبح اليوم هو من قدم درسا مثاليا وأنموذجيا بخطوته في التجديد.. وهذه إحدى النتائج الإيجابية لمشاركة المنتخب في كأس أمم آسيا.

.. فهل تتحرك إدارات الأندية وتعمل وفق منهجية صحيحة بالاعتماد على مبادرة المنتخب في إتاحة الفرصة للمواهب الشابة ورعايتها لضمان تحقيق نتائج مستقبلية؟

ترشيد العاطفة الرياضية!

كما هو معمول به في ترشيد استهلاك الكهرباء والماء! وعطفا على حجم المشاعر وحقيقة العاطفة المتغيرة التي تتقلب ليس بين يوم وليلة وإنما في كل ثانية ودقيقة وبين ارتفاع وهبوط كحال سوق الأسهم.. كان المنتخب منذ إعلان اختيار المجموعة للمشاركة في كأس آسيا واختيار تركيا كمعسكر تدريبي.. كانت عاطفة الشارع الرياضي والتي تتأثر عادة بمن يحركها ويدغدغ مشاعرها.. لا تعرف طابع الاستقرار ولو بصفة مؤقتة.. فتارة تتجه إلى أقصى اليمين.. وفجأة تجدها على النقيض.. والكل يشير بأصابع الاتهام للصحافة الرياضية.. وتحديداً لجزئية متواضعة منها.. حيث سلكت منذ البداية منهجا خاطئا وقد قوبل بالصمت المطبق..

.. وبعد أن تحققت نتائج ايجابية للمنتخب واتضحت صورة العمل المنظم.. عادت المشاعر (المحطمة.. المحبطة) للارتقاء لمنطقة الشعور بالسعادة والارتياح والرضا عن أداء المنتخب.. ومن بعد تحطيم مالك ورفاقه لجهاز (الكمبيوتر) الياباني سجلت (العاطفة) السعودية أعلى مستوى لها منذ فترة طويلة.. وأصبحت في وضعية لا تقبل على الإطلاق بغير الكأس بديلا دون احترام لقدرات المنتخب العراقي.

.. تلك هي مسؤولية صحافة تحريك المشاعر واللعب على العواطف، فمن يحاسبها حتى لا تقع في الخطأ مرة ثانية؟

سامحونا.. بالتقسيط المريح

* أكثر الفرق شدت الرحال إلى تونس لإقامة معسكرات تدريبية لها بغية الاستعداد للموسم القادم.. من ينجح من بين تلك الفرق.

* نواف بن فيصل أضاف تواجده رئيسا للوفد السعودي في نهائيات آسيا مكسبا بحضوره الراقي وفي كيفية إدارته للمنتخب وتواصله مع الإعلام الرياضي الخارجي.. فقدم صورة مشرفة للمسؤول الرياضي السعودي.

* وأكرر القول مرات ومرات: منتخبنا كان البطل غير المتوج!

* تهنئة حارة للأشقاء أسود الرافدين.. المنتخب العراقي لمناسبة فوزه باللقب الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه..

.. فرحتنا كبيرة ونحن نرى عبارة (الله أكبر) تتصدر العلم العراقي.. والكأس لم يبتعد عن الوطن.. فالفوز العراقي فوز للسعودية!

* فوز ساحق لمعلقي قناة دبي وأبوظبي.. ومنتخبنا كان سر نجاحهما المتميز!

* بعد الكأس الآسيوية وعدم وجود مشاركات قادمة تتجه الأنظار من الآن لممثلنا الوحيد (الرسمي) الأزرق الهلالي على مستوى القارة.. نأمل له التوفيق في معسكره الإعدادي.. وكذلك الفوز بالبطولة الآسيوية.

** في بطولة آسيا لألعاب القوى لم يلفت نظري سوى اللاعب النجم القطري العداء الذي نال ذهبية سباق 5 آلاف متر.. وعليكم حفظ اسمه جيدا (فيليكس كيبوري).

وسامحونا!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد