«الجزيرة» - حازم الشرقاوي
هناك توقعات بتغيرات كبيرة في قطاع الاتصالات السعودي في المرحلة المقبلة لا سيما بعد الترخيص لمشغل ثالث ودخوله إلى السوق في الربع الأول من العام القادم. فقد دفعت شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية MTC ما قدره 22.91 مليار ريال سعودي مقابل الحصول على الرخصة الثالثة في سوق تبلغ نسبة انتشار الخدمة فيه 82% بحلول نهاية عام 2006، و ربما 100% قبل نهاية هذا العام 2007. المبلغ كبير نسبياً إذا ما قورن ب 12.2 مليار ريال سعودي قيمة ما دفعته شركة اتحاد اتصالات عام 2004 على رخصة الهاتف المحمول الثانية، عندما كانت نسبة الانتشار قرابة 20% بحلول نهاية ذلك العام وقرابة 45% عندما أطلقت الشركة أعمالها في منتصف عام 2005. وفي الربع الثاني لهذا العام انخفض الدخل الصافي لشركة الاتصالات السعودية بمعدل 9% مقارنة بنتائج الربع الثاني للعام الماضي من 3.4 مليار ريال إلى 3.103 مليار ريال بينما انخفض الدخل الصافي لشركة الاتصالات المتنقلة 4% من 278.51 مليون دولار في الربع الثاني من العام الماضي إلى 268 مليون دولار في الربع الثاني لهذا العام 2007 بسبب انخفاض عمليات الشركة في نيجيريا والسودان وكينيا والأردن. أما أداء موبايلي المالي فقد كان مختلفا حيث حققت الشركة 37 مليون ريال أرباح صافية بعد مرور 7 أشهر فقط من بدء عملها في أسرع أرباح لشركة اتصالات في المنطقة وحققت ارتفاع متتالي في الأرباع الثلاثة الأخيرة.
واقع قطاع الاتصالات
ووفقا لآخر الإحصائيات المتوفرة عن السوق، هناك قرابة 22 مليون مشترك هاتف متحرك في المملكة يمثلون نسبة انتشار قدرها 82% على مستوى عدد السكان، وقد بلغ حجم الإنفاق على قطاع الاتصالات في المملكة أكثر من 10 مليار دولار (37.5 مليار ريال) خلال عام 2006 وكان أبرز المنفقين شركة الاتصالات السعودية وشركة موبايلي وشركة الاتصالات المتكاملة وشركة بيانات الأولى. ومن المتوقع أن يرتفع إلى 55 مليار ريال خلال عام 2010 مدعوم بدخول شركات جديدة منها ثلاثة شركات للهاتف الثابت تم الترخيص لها، ونمو في الاقتصاد السعودي وارتفاع في الناتج القومي (349 مليار دولار عام 2006)، وارتفاع دخل الفرد إضافة إلى وجود هامش كبير لتسويق خدمات الانترنت التي لا تتوفر بشكل كبير وتعاني من بطء شديد مقارنة بالدول المجاورة. وعلاوة على ذلك تعاني خدمات الهاتف الثابت من نقص شديد حيث تمثل المنازل التي تتوفر بها خدمة الهاتف الثابت نسبة 68% من إجمالي عدد الوحدات السكنية في عموم المملكة. مجموع الخطوط الثابتة في المملكة حتى نهاية 2006 حوالي 3.9 مليون خط ثابت بنسبة نفاذ تتعدى قليلا 16%. يبلغ متوسط انفاق الفرد في السعودية على خدمات الاتصالات بشكل عام حوالي 420 دولار شهريا بينما يبلغ عائد الشركات من الفرد حوالي 39 دولار شهريا لخط الهاتف الجوال.
شركة الاتصالات السعودية
في الربع الثاني من هذا العام انخفض الدخل الصافي للشركة بمعدل 9% مقارنة بنتائج الربع الثاني للعام الماضي من 3.4 مليار ريال إلى 3.103 مليار ريال سعودي لتعويض انخفاض قدره 12% من 2.719 مليار ريال سعودي في الربع الأول لهذا العام، بينما انخفضت الإيرادات التشغيلية بشكل لا يذكر من 8.458 مليار ريال سعودي في الربع الثاني لعام 2006 إلى 8.444 ريال سعودي للربع الماضي. قررت الشركة الدخول في استثمارات دولية
وبالفعل أعلنت شركة الاتصالات السعودية عن قيامها باستحواذ 25% من شركة ماكسيز الماليزية والتي تتملك شركات أخرى في الهند واندونيسيا باستثمار تجاوز العشرة مليار ريال والخبراء يعتقدون أن شركة الاتصالات السعودية لديها القدرة على استثمار أكثر من 15 مليار دولار في صفقات استحواذ أو شراء رخص أخرى.
(موبايلي)
ارتفع الدخل الصافي لشركة اتحاد اتصالات في الربع الثاني بمعدل 21% إلى 304 مليون ريال من 250 مليون ريال في الربع الأول، بينما قفزت بمعدل 162% إذا قارنا بين نتائج الربع الثاني لعام 2006 حينما حققت الشركة 116 مليون ريال ونتائج الربع الثاني لهذا العام. وكذلك الأمر بالنسبة لإيرادات موبايلي التي صعدت بمعدل 40% من 1.45 مليار ريال سعودي في الربع الثاني لعام 2006 إلى 2.03 مليار ريال سعودي لنفس الفترة لهذا العام، بينما ارتفعت بمعدل 8% إذا قارناها بنتائج الربع الأول لهذا العام، حينما حققت شركة اتحاد اتصالات إيرادات قدرها 1.876 مليار ريال سعودي. يعزى النمو المتزايد إلى إطلاق موبايلي لسلسة من الخدمات الجديدة منها خدمة النطاق العريض عن طريق الهاتف المتنقل وزيادة رقعة ح صتها السوقية وسرعة انتشارها في المدن الأخرى والقرى حيث تملك الشركة 3850 نقطة بيع مباشرة و غير مباشرة وتغطية 95% من مناطق السعودية المأهولة بالسكان. وأعلنت الشركة مؤخرا استثمار مليار ريال سعودي في توسيع خدمة النطاق العريض قبل نهاية عام 2007 واستثمرت الشركة العام الماضي حوالي 350 مليون ريال في إطار شراكة مع شركة الاتصالات المتكاملة وشركة بيانات الأولى لبناء شبكة ألياف بصرية تغطي جميع أنحاء المملكة تمكن موبايلي التخلص نهائيا من اعتمادها على شبكة الألياف التابعة لشركة الاتصالات السعودية.
الاتصالات المتنقلة
أما بالنسبة لشركة الاتصالات المتنقلة فقد انخفض الدخل الصافي للاتصالات المتنقلة 4% من 278.51 مليون دولار في الربع الثاني من العام الماضي إلى 268 مليون دولار في الربع الثاني لهذا العام، بينما أرتفع 9% بين الربعين الأول و الثاني لهذا العام. وهذا الانخفاض هو الأول منذ عامين على الأقل. انخفضت عمليات الشركة في نيجيريا والسودان وكينيا والأردن. وتمثل هذه الدول تقريبا نصف إيرادات الشركة. صعدت إيرادات شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية بمعدل 52% من 968.91 مليون دولار أمريكي في الربع الثاني للعام الماضي إلى 1.47 مليار دولار أمريكي لنفس الفترة من هذا العام. وأما نمو إيرادات الشركة بين الربعين الأول والثاني لهذا العام فبلغ 13%.
من المتوقع أن تبدأ شركة الاتصالات المتنقلة عملها في السعودية مطلع العام القادم 2008 حسب تصريح رئيسها الجديد في السعودية تحت مسمى شركة الاتصالات المتنقلة السعودية وتجاريا تحت اسم (زين) وهو الإسم الموحد للمجموعة. ما يمز شركة الاتصالات المتنقلة هو وجود الخبرة الطويلة في العمل في دول ذات ثقافات متنوعة وإمكانية توحيد شبكاتها وطرج أسعار موحدة لمشتركيها في 22 دولة وتقوم الشركة حاليا بمفاوضات مع المشغلين الحاليين في السعودية لاستئجار مواقع أبراج ومحطات اتصال لكن التفاصيل لم تعلن بعد. ذكرت الشركة أن التكلفة ارتفعت في نيجيريا أكبر الدول الإفريقية من حيث تعداد السكان مع ضخ الشركة استثمارات في الشبكة المحلية. وفي السودان انخفضت حصة الشركة من السوق إلى 52 في المائة في النصف الأول من 87 في المائة في الفترة ذاتها من العام الماضي مع اشتداد المنافسة بصفة خاصة في الخرطوم. وتراجعت الأرباح الأساسية بنسبة 20 في المائة في الربع الثاني. وفي الأردن تراجعت حصة الشركة في السوق في النصف الأول من العام إلى 46 في المائة من 70 في المائة مع بلوغ القطاع مرحلة النضج. وانخفضت الأرباح الأساسية في الربع الثاني بنسبة 19 في المائة. غير أن الأرباح القوية في الداخل وأسواق في الشرق الأوسط مثل البحرين والعراق أسهمت في تخفيف تأثير التباطؤ في بعض الأسواق الإفريقية.
وانخفضت أسهم الشركة وهي أكبر شركة كويتية من حيث القيمة السوقية بنسبة 6.3 في المائة منذ إعلان نتائجها في 13 (يوليو). وخفض بنك كريدي سويس توصيته بشان السهم بعد ثلاثة أيام من إعلان النتائج.
نمو الهاتف المتحرك
أنهت شركة الاتصالات السعودية عام 2006 بما يقارب 13 مليون مشترك هاتف محمول، مقابل 6.42 مشترك لدى شركة اتحاد اتصالات (موبايلي). أضافت الشركتان 1.253 مليون مشترك هاتف متحرك جديد في الربع الأول. وأرتفع نمو عدد المشتركين الجدد في الربع الثاني بمعدل 7% مقارنة بالربع الأول ليصل عدد المشتركين الجدد إلى 1.340 مليون، بلغت حصة الاتصالات السعودية قرابة 60%.
ظواهر في السوق:
هناك منافسة بين التقنيات لأول مرة في السوق السعودية ? بين ال ADSL والWiMAX والانترنت عن طريق المتحرك من ناحية وبين معدل الصرف على هذه الخدمات وخدمة الهاتف المتحرك من ناحية أخرى. كما أن دخول ما لا يقل عن مشغلين جديدين للهاتف الثابت سيخلق المزيد من الضغط على الاتصالات السعودية من ناحية وخدمة النطاق العريض عن طريق الموبايل من ناحية أخرى. فمن المتوقع طرح خدمات جديدة مدمجة تجمع بين خدمات الاتصالات والترفيه.
في غضون ذلك، مع أن مشغلي الهاتف المتنقل يتحفظون على التصريح، إلا أن هناك نمو ملحوظ ومستمر لمستخدمي الاشتراكات المسبقة الدفع أغلبيتهم من الشباب وباستطاعتهم التنقل بين مشغل وآخر. ويقول المحللون والعديد من بيوت الخبرة أن نسبة انتشار خدمة الهاتف المتحرك ما زالت منخفضة في المملكة مقارنة بدول الخليج العربي الأخرى. فالسعودية عدد سكانها قرابة 26.8 مليون ونسبة انتشار بها 82%، بينما نسبة نفاذ الخدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعدت نسبة الانتشار فيها المائة بالمائة قبل أعوام قليلة، وأما السوق السعودية فمن الواضح أنها ستصل الى نسبة النفاذ هذه قبل نهاية العام.