لا شك أن خسارتنا للقب الآسيوي هي خيبة أمل كبرى.. فقد قدم نجومنا في البطولة كل ما يمكن أن يجلب لنا اللقب.. قدمنا مباريات كبيرة وأداءً رائعاً وهزمنا حامل اللقب وبعبع القارة الآسيوية منتخب اليابان، وكنا ننتظر الذهب الآسيوي ليتوج الأداء السعودي الرائع منذ انطلاق البطولة وحتى الختام.
في المباراة النهائية اختلفت الأمور وظهر الإرهاق والتعب على لاعبينا، وقدم المنتخب العراقي أفضل مبارياته ليتوج باللقب بكل جدارة واستحقاق.
الخسارة السعودية كان يمكن تلافيها لو وفق المدرب البرازيلي آنجوس في قراءة أوضاع فريقه أولاً قبل أوضاع الخصم، فالأداء السعودي بعد نهاية الشوط الأول كشف للجميع عدم قدرة لاعبينا على مواجهة المنتخب العراقي الأفضل بدنياً ولياقياً وجماعياً وكان يمكن للسيد آنجوس في ظل هذا الوضع أن يكون أكثر واقعية وقد انكشف له مقدار الإرهاق والصعوبات التي يعانيها لاعبونا في المباراة ليعدل قليلاً في أسلوب اللعب ويقلل المجهود الكبير الذي يبذله اللاعبون دون جدوى.. فالسيد آنجوس لعب بنفس الأسلوب والطريقة التي لعب بها في كل المباريات والتي تعتمد على الحماس والمهارة والسرعة.. وهي غائبة في هذا اللقاء لقوة الخصم وإجهاد اللاعبين وغياب معظمهم عن مستوياتهم المعهودة.
وفي هذه الحالة كان يفترض أن يعمد إلى الاستحواذ على الكرة واللعب من لمسة واحدة دون الاعتماد على المهارة ومحاولة تجاوز اللاعب الخصم القوي والقادر على انتزاع الكرات المشتركة.. فحين تلعب مع فريق متفوق بدنياً يجب أن تحرك الكرة أكثر من حركة اللاعبين وأن تلعب في الأماكن الشاغرة واللاعب البعيد عن الرقابة.. وأن يتخلى اللاعبون عن استخدام مهاراتهم الفردية في كل الكرات لأن ثمن ذلك كان فقدان الكرة وعودتها للمنتخب العراقي مجدداً.
فلو أعاد آنجوس لاعبيه للوسط ومعهم المهاجمون ثم لعب على الأطراف مستخدماً الكرات الطويلة وركز على الدفاع لأمكن تقليل قوة المنتخب العراقي وربما جر اللقاء لضربات الترجيح.. فالأوضاع في الشوط الأول كشفت أن المنتخب السعودي ليس في وضعه المعتاد وغير قادر على المواجهة بنفس القوة والعنفوان العراقي..
لقد افتقد منتخبنا للخبرة والقدرة على تسيير المباراة حسب ظروفها.. حيث كنا نلعب بطريقة عفوية حماسية لا تنجح في كل المباريات. لكن العزاء أن المنتخب الفائز هو العراق الشقيق وأن اللقب ذهب لمن يستحقه ولمنتخب عربي عزيز.
بالتأكيد أن آنجوس نجح في بناء منتخب شاب بعناصر واعدة ونجوم رائعين.. لكن يحتاج لعمل فني كبير على صعيد التنظيم والتحرك الجماعي والأساليب الفنية المدروسة.. حيث كان سلاحنا في البطولة الحماس والمهارة، وهذه وحدها لا تكفي للفوز في كل المباريات.
شخصياً أعتقد أننا كسبنا منتخباً رائعاً كان يمكن أن يحقق اللقب بما أداه خلال البطولة لكنها إرادة الله وظروف المباراة وواقع كرة القدم التي لا تعترف سوى بالفوز والأهداف فقط، وهو ما فعله العراقيون.
آنجوس يملك نظرة صائبة في اختيار اللاعبين وتقييم أدائهم واكتشافهم.. لكنه ضعيف على الصعيد الفني والخططي.. حيث إن هيكل وتركيبة المنتخب السعودي كانت أقل من المطلوب وخصوصاً في الجانب الدفاعي الذي دائماً ما يكشف قدرة المدرب وإمكاناته، وهذه افتقدها آنجوس بكل تأكيد.. أمام العراق كنا بحاجة لمراقبة مفاتيح اللعب وإغلاق المنافذ أمام العراقيين.. لكننا شاهدنا كيف كانت المساحات مفتوحة أمام هوار ونشأت ويونس ومهدي كريم، أمام وقوف تام للسيد آنجوس وقلة حيلة في كيفية القضاء على مصادر الخطورة، هذه إضافة إلى تسرعه في استبدال عبدالرحمن القحطاني وعدم تحريك لاعبيه جيداً وسط الميدان وفقاً لطريقة لعب الخصم ومصادر قوته
عموماً نحن كسبنا نجوماً ومنتخباً أسعدنا في كل المباريات وأثبت أن الكرة السعودية منجم للمواهب والنجوم وإنه بمزيد من التنظيم والبرامج الجيدة يمكن أن نواصل المسيرة وأن نصنع متنخباً قوياً متى تم اتخاذ الأسس والأساليب العلمية في إعداده بالاستفادة من الخبرات والخبراء والمستشارين والعمل الجماعي الذي يصب في مصلحة المنتخب والكرة عموماً لأن العالم اليوم يعمل ويخطط ويجتهد بحثاً عن التطور بعيداً عن الاجتهاد والعمل اللحظي والوقتي الذي تسير عليه معظم الدول العربية.
لمسات
* خيبة أمل كبيرة أصابتنا بالخسارة حيث كان اللقب قريباً جداً.. وكان نجومنا يستحقون الذهب الآسيوي بعد هذه الملحمة الرائعة التي قدموها في شرق القارة.. لكنها إرادة الله.
***
* ياسر المسيليم كان نجماً كبيراً في النهائي ووقف لوحده أمام الهجمات العراقية بعد أن غاب الجميع بعد اليابان.
***
* تردد الهلاليين في إجراء عملية جراحية للنجم محمد الشلهوب ليس له ما يبرره.. فالمطلوب اتخاذ قرار سريع وعاجل لإنهاء معاناته لأن التقارير تؤكد وجود عظمة زائدة في المفصل تعود تارة وتختفي مع العلاج الطبيعي ما يعني استمرار المشكلة واحتمال عودتها في أي وقت. ولذلك يجب إزالتها فوراً على طريقة الباب اللي يجي منه ريح سده واستريح.
***
* نتمنى أن لا تؤثر الخسارة أمام العراق على نجومنا وعلى تقدير إنجازهم وتألقهم، فقد فعلوا كل شيء بإخلاص وتضحية وتألقوا وأسعدوا الملايين، فألف شكر لنجوم الأخضر.
***
* يقول الكابتن محمد فودة إن الحكم الأسترالي كان فاشلاً في قيادته للقاء النهائي لأمم آسيا.. في حين يرى الجميع أنه كان أحد نجوم المباراة وقادها بعدالة وكفاءة.. فأين الخلل؟!!
***
* أتمنى أن يتم تقييم أداء المنتخب في البطولة بشكل دقيق وبعيد عن العاطفة.. ومن قبل مختصين وفنيين.. وذلك حتى يكون حكمنا عادلاً على الجهاز الفني واللاعبين وأن تكون البداية الفعلية نحو منتخب قوي ينافس دولياً وليس قارياً فقط.
***
* الدور الكبير الذي قام به سمو الأمير نواف بن فيصل مع الفريق واللاعبين كان جلياً وواضحاً لكل المتابعين، فسموه كان كلمة السر الحقيقية في تفجير طاقات اللاعبين وظهورهم بهذه الروح العالية.. وكان سموه يستحق العودة بالكأس ولكن..
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم أرسلها إلى الكود 82244