Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/07/2007 G Issue 12724
الريـاضيـة
الثلاثاء 17 رجب 1428   العدد  12724
صادق الحرز
وخسر الأخضر اللقب

من يعتقد أننا لم نحزن لخسارة المنتخب السعودي الشاب لمباراة النهائي للبطولة الآسيوية أمام المنتخب العراقي فهو مخطئ.. فقد تمنينا أن يكون اللقب سعودياً حتى وإن كان أمام منتخب شقيق وهو المنتخب العراقي، فخسارة نهائي بحجم نهائي أكبر قارات العالم يمثل انتكاسة لم تكن متوقعة، خصوصاً بعد المستويات الكبيرة التي قدمها الأخضر الشاب قبيل النهائي وترشيحات الأغلبية له بأن يقدم مباراة العمر ويعود بالكأس للرياض، ولكن هي كرة القدم لا تدوم على حال. فالمنتخب السعودي لم يخسر اللقب فقط في النهائي ولكنه خسر معه المستوى المميز الذي كان يقدمه حتى قبل هذه المباراة، حيث اتضح فارق الخبرة بين لاعبي المنتخب السعودي والمقابل له الفريق العراقي حيث سيطر العراقيون بخبرتهم ولعبوا بكل الطرق، وأثروا نفسياً في لاعبينا في بداية اللقاء محاولين أن يفقدوا بعض اللاعبين أعصابهم، وتحقق لهم ما أرادوا في أحايين كثيرة، ولكن عزاءنا الوحيد هو أن هذا المنتخب الذي مثلنا في النهائي أمامه كل المستقبل فخسارة لقب ليس هو النهاية ولكن سيكون البداية لمسيرة إنجازات قادمة إذا ما استطاع لاعبونا كسب المزيد من الخبرة والمزيد من الإصرار في القادم من المشاركات.. فهاردلك يا الأخضر.. وهاردلك يا السعودي.. فمشاركتنا في البداية لم تكن من أجل اللقب.. ولكن بعد المستويات المميزة التي قدمها نجومنا الشباب حلمنا بتحقيق هذا اللقب وكان حلماً مشروعاً عطفاً على ما قدموه من مستوى أشاد به القاصي والداني.. هذا المستوى الذي جعلنا نتغنى بمستوى قدمه نجومنا لم نشاهده منذ فترة طويلة.. فألف مبروك ما تحقق لنا حتى الآن وفي انتظار إنجازات هؤلاء النجوم في القادم من المشاركات..

مثل ما نخطط من أجل أن نكسب وأن نحقق الإنجازات فغيرنا أيضاً يخطط ويحلم مثل أحلامنا فالمنافسة الشريفة من أجل إحراز اللقب الآسيوي هي ما جمعنا بالمنتخب العراقي في نهائي البطولة الآسيوية ويخطئ من يعتقد أن المباراة النهائية هي مباراة اللاعبين فقط داخل الملعب، فالمباراة بدأت قبل صافرة حكم اللقاء الأسترالي بأيام فكانت هناك استراتيجية في التصريحات وهناك استراتيجية في تهيئة اللاعبين وهناك استراتيجية من أجل استغلال الخبرة من أجل الكسب وهناك استراتيجية بتخدير الطرف الآخر بالعزف على وتر أفضليته وهناك.. وهناك.. وهناك.. ولكن نحن نطالب من هم داخل الميدان دوماً بترجمة تلك الاستراتيجيات ولكن كان العراقيون على الموعد وكسبوا الأفضلية في كل شيء في النهائي الآسيوي فمن حقهم أن يفرحوا بإنجازهم الأول.. ولكن يجب علينا هنا أن نعرف لماذا خسرنا ثالث نهائي آسيوي وصل إليه صقورنا الخضر فالصقور لا يزال لديهم الكثير ليقدموا فما بدأنا وضحينا من أجله يجب أن نصبر عليه حتى نجني ثمار تلك النجوم التي تلألأت وعزاؤنا الوحيد أن من كسب النهائي الآسيوي هو فريق يفوق لاعبينا خبرة ولعب في يومه واختفى نجوم الأخضر تحت مظلة النهائي الآسيوي ..

من فترة طويلة والجماهير الرياضية تصبغ مشاركات المنتخب ولاعبيه بصبغة ألوان فانيلات الأندية ولكن ما ميز المشاركة الأخيرة للأخضر أن كل ألوان الأندية تلاشت وأصبح الجميع يهتف للأخضر السعودي بعيداً عن التعصب لهذا اللاعب كونه من النادي الفلاني وذاك اللاعب كونه من النادي العلاني..

تمنياتنا أن تتجلى الروح الوطنية وتتغلب على المصالح الشخصية ومصالح الأندية، فالوطن أكبر وهو يحتوي الجميع ويضمهم تحت مظلته.

salhirz@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد