(مبروك لنا).. لا أقولها تهكماً، بل أقولها واقعاً وحقيقةً. نعم.. خسرنا اللقب، وليس بجديد أن نفوز به أو أن نخسره، لكن المكسب الحقيقي (فريق الأحلام) أو الأخضر الجديد.
خسر منتخبنا بشرف من شقيقه العراقي بهدف دون ردّ؛ لأن العراقي كان الأفضل والأحسن تنظيماً وانضباطاً وإصراراً على الفوز، وقبل ذلك كان أجدر وحافزه أكبر.
(انتهت المغامرة يا أنجوس؛ فقد تخلى عنك الحظ في هذه المرة، وأين؟.. في النهائي الحلم بالنسبة لك). أخطأ أنجوس في التكتيك والتغيير، وتأخر في إشراك الثنائي عبده عطيف وسعد الحارثي، واستعجل بإخراج عبدالرحمن القحطاني بين شوطي المباراة، وافتقد ثنائي أو متوسطي الدفاع لخبرة المباريات الكبيرة والنهائية.
أعيدها وأكررها: مبروك لنا، وللعراقيين؛ للعراق الكأس، ولنا فريق الأحلام.. سلطان ونواف حافظا بربكما على هذا الفريق، واسقياه الدعم والاهتمام.
وأنت أيها الإعلامي السعودي الحر.. النزيه.. ادعم بقلمك وقلبك هذا المنتخب حتى 2010م.
شكراً للصقور الخضر، وشكراً للأمير نواف بن فيصل (قلب الأسد) شجاعته وثقته وحرصه وقربه من الأخضر..
شكراً لياسر والبحري وكريري والمسيليم ومالك ورفاقهم (بيضتوا الوجه، الله يبيض وجيهكم).. سوف نستقبلكم بالورود والابتسامة والدعاء الصادق والقلب السعيد بلقيا أبنائه الرجال الذين شرفوه..
التحكيم واللاعبون
- أدار المباراة طاقم تحكيم بقيادة الأسترالي مارك شيلد (قاد مباراة الأخضر وكوريا الجنوبية 1-1)، ولأول مرة يدير حكم أسترالي نهائي كأس آسيا في تاريخ البطولة، وساعده حكماً رابعاً الكويتي سعد كميل.
- بدأ الأخضر باللاعبين: ياسر المسيليم، وليد عبد ربه، أسامة هوساوي، كامل الموسى، أحمد البحري، سعود كريري، خالد عزيز، تيسير الجاسم، عبدالرحمن القحطاني، مالك معاذ، وياسر القحطاني. وطبق (المغامر) أنجوس طريقة لعب 4-4-2.
- بدأ العراق باللاعبين: نور صبري (أفضل حارس في البطولة)، جاسم غلام، علي حسين رحيمة، باسل عباس، حيدر عبد الأمير، قصي منير، نشأت أكرم، مهدي كريم، هوار ملا، جاسم كرار، ويونس محمود. ولعب فييرا بطريقة 4-5-1.
- قبل البداية يؤكد النقاد أن المواجهة ستكون بين أقوى هجوم سعودي ضد أقوى دفاع عراقي.
الشوط الأول
لعب المنتخب العراقي ضربة البداية، وبدأ ضاغطاً منذ الوهلة الأولى، وحصل على ركلة حرة مباشرة من خطأ على تيسير الجاسم، تحولت إلى ركلة زاوية من رأسية ياسر لم يحسن تنفيذها نشأت أكرم، وخرجت مباشرة ركلة مرمى للأخضر. وفي الدقيقة السادسة يسدّد قصي منير كرة قوية بيساره مرت إلى جوار القائم الأيمن للمسيليم. وقبل ذلك صعد لأول مرة البحري للأمام، ولكن هوار أبطل مخططه.
وحضرت الدقيقة الثامنة مع أخطر كرة عراقية من قدم يونس محمود مع تواصل الضغط العراقي بعد تحويلة من مهدي داخل منطقة الجزاء السعودية، ولعبها يونس (باك ورد) مرت (سلامات) على المرمى السعودي. وحاول عبدالرحمن القحطاني الرد على كرة يونس، لكن الحارس صبري كان لمحاولته بالمرصاد.
الضغط العراقي
بدأ العراق المباراة بهجوم ضاغط، وبخاصة من على الأطراف، وفي ربع الساعة الأولى ظهر الأخضر العراقي أفضل حالاً من نظيره السعودي، بتضييق المساحات على السعوديين، والضغط على حامل الكرة، والضغط من الأطراف لمنع البحري وموسى من الصعود، وتجريب التسديدات المباشرة مع اللعب الرجولي الذي يشوبه العنف نوعاً ما، وتحويل الكرات العرضية أو العكسية إلى رأس الحربة الخطر يونس محمود. وأخطأ المسيليم في كرة، لكن عبد ربه تدخل لتخليصها وإبعاد الخطر. وأول ركلة زاوية حصل عليها الأخضر السعودي كانت في الدقيقة 14 وتصدى لها القحطاني ولكن أبعدها صبري.
الإنذار للمحورين
خلال ربع الساعة الأولى كان من المفارقات حصول محوري المنتخبين قصي منير وسعود كريري على بطاقتين صفراويين بسبب مخاشنتهما في دائرة المنتصف. ولعب الدفاع السعودي متأخراً، وهذه مشكلة، على عكس دفاع العراق الذي لعب متقدماً. وأرسل عبدالرحمن القحطاني كرة سهلة نحو المرمى العراقي مستغلاً خطأ (تجلية) من هوار في الدقيقة 18
حتى الدقيقة 20 طغى الشدّ العصبي على أداء العراقيين بشكل ملحوظ. وفي الدقيقة 22 خطف يونس محمود كرة من أمام هوساوي الذي تباطأ في تخليص الكرة، وساعد سوء أرضية الملعب يونس في خطف الكرة، وكادت تكون خطرة لولا أن عكسية الكرة كانت سهلة بيد الحارس المسيليم.
كان واضحاً تعاطف المشجعين الإندونيسيين مع لاعبي العراق في الدقائق العشرين الأولى، وقبل الإنذار الذي حصل عليه جاسم كرار حول كامل الموسى كرة عرضية جميلة خلصها الدفاع العراقي قبل وصولها إلى ياسر.
وأجاد العراقيون إقفال منطقتهم الدفاعية وفرض الرقابة اللصيقة على مالك وياسر؛ مما اضطر الأخير إلى الرجوع إلى الوراء لأخذ الكرة والهروب من الرقابة. وبعد الدقيقة العشرين تحسن الأداء السعودي وأخذ يبادل العراقيين الهجوم، خصوصاً من الجهة اليسرى بوجود عبدالرحمن وموسى، حيث كان يضم عبدالرحمن إلى الداخل، وينفرد كامل في الطرف منتظراً الكرة ثم يحولها إلى منطقة الجزاء للثنائي ياسر ومالك.
المسيليم ينقذها
في الدقيقة 28 يتلاعب جاسم كرار بالثنائي البحري وعزيز ويتوغل في منطقة الجزاء ويسدد بالقرب من المرمى بقوة ويبعدها ببراعة الحارس ياسر المسيليم ليحولها إلى الكورنر. رد عبدالرحمن بكرة انطلق بها بمهارة، لكن المدافع العراقي أوقفه دون قرار تحكيمي. وفي الدقيقة 31 حاول مالك معاذ التسديد بقوة بيمينه، لكن الكرة ارتطمت بالمدافع العراقي.
تفوق التنظيم الدفاعي العراقي بانضباطيته وتخليصه الكرة أولاً بأول (تنظيف المنطقة)، واعتماد اللعب العنيف أحياناً. وسدد كريري في الدقيقة 35 كرة من ركلة حرة مباشرة، لكن تسديدته ذهبت عالية عن المرمى.
كريري ينصح عبد ربه
في الدقيقة 36 كاد وليد عبد ربه (يورط) منتخبنا لسوء تصرفه وقلة خبرته في احتكاك لم يكن له داع مع المهاجم يونس محمود الذي أجاد التمثيل بالسقوط داخل منطقة الجزاء؛ لتنتهي المسألة بتوجيه إنذارين أصفرين للاعبين. وقد استغل كريري فترة توقف اللعب خلال السقوط التمثيلي ليونس بتوجيه جملة أو حزمة من النصائح السريعة بعدم الاقتراب أو الاحتكاك بالمهاجم بصورة كهذه داخل منطقة الجزاء والكرة في اللعب؛ لأن الحكم قد يصدق المهاجم ويحتسب ركلة جزاء!
لم يظهر هوار ولا نشأت، وكذلك الحال للثنائي السعودي مالك وياسر ومعهما تيسير بمستوياتهم المعهودة، وربما كان للرقابة اللصيقة دور في ذلك. وكان يونس وكرار أخطر لاعبي العراق بتهديد المرمى السعودي من خلال التسديد، فيما لم تكن تمريرات لاعبي الوسط والدفاع السعودي دقيقة كما ينبغي. وكان عبدالرحمن القحطاني أنشط لاعبي الأخضر السعودي.
وفي التغطية الدفاعية العراقية اعتمد العراقيون طريقة (الزق زاق) بمعنى أنه عندما يتخطى اللاعب السعودي لاعباً عراقياً يظهر آخر من ورائه على الفور. وفي الدقيقة 43 ظهر النجم ياسر القحطاني حينما منحه العراقيون المساحة، واستثمر المساحة وسدد بقوة، لكن الكرة اعتلت العارضة.
ومنح الحكم الأسترالي ثلاث دقائق وقتاً بدل ضائع، حصل فيها جاسم كرار على ركلة حرة مباشرة بعد أن تلاعب بالبحري، وتدخل خالد عزيز بقوة لإيقافه، لكن نشأت أكرم أخرجها برعونة إلى ركلة مرمى؛ لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
بدأ العراق الشوط الثاني بتسديدة عالية غير مركزة من نشأت أكرم اعتلت العارضة، بينما لم يجر فييرا تغييراً في صفوف العراقي، على عكس أنجوس الذي أخرج أنشط لاعبيه في الشوط الأول وأشرك النشط أحمد الموسى.
في الدقيقة الرابعة يرتكب كامل الموسى خطأ نفذه هوار جيداً طار لها المسيليم ببراعة وأمسكها. ويعود قصي منير للتسديد في الدقيقة السادسة لكن كرته مرت بعيدة عن المرمى. وسقط على الأرض البحري بعد اشتراك مع باسل عباس في وسط الميدان، وتوقف اللعب لعلاجه. وفي الدقيقة التاسعة يسدد نشأت أكرم من كرة ثابتة يبعدها ياسر برأسه إلى الكورنر.
وجاءت بداية الشوط الثاني هادئة على عكس بداية الشوط الأول. وواصل المدرب العراقي اعتماد اللعب على الأطراف السعودية لتجميد ثنائي الجنب من التقدم للأمام في صناعة الهجمة السعودية. وفي الدقيقة 12 عاد العراق لتهديد المرمى السعودي بمثلث هوار ونشأت ويونس، لكن الكرة خرجت للكورنر؛ ليمارس العراق الهجوم من الأطراف والعمق. وتحرك هوار ملا ونشأت أكرم بفاعلية مع بداية الشوط الثاني على عكس الشوط الأول.
طلة تيسير
في الدقيقة 16 صحا واستيقظ الصقر تيسير الجاسم وسدد كرة قوية أبعدها نور صبري بصعوبة إلى الكورنر. وكانت طلة فنية رائعة من تيسير بتسديدته الرائعة، وقد أفلح أحمد الموسى في تجهيز الكرة له.
المسيليم يبدع
جاء الردّ العراقي قوياً للغاية بواسطة يونس ونشأت أكرم بتسديدتين ولا أقوى ولا أروع أبعدهما بفدائية وبراعة الحارس المتألق ياسر المسيليم الذي كان تحت الضغط، لكنه وقف بالمرصاد.. جاء الرد العراقي مضاعفاً على تسديدة تيسير! وفي الدقيقة 19 يضيع كرار فرصة التسجيل بعد تحويلة مهدي على خلفية كورنر عراقي.
(السعودي تحت الضغط) العبارة الأنسب للدقائق الـ20 الأولى من الشوط الثاني؛ فقد تلقى المرمى السعودي وحارسه هجوماً من كل الجهات والأطراف بواسطة هوار ويونس وكرار ونشأت. لكن مالك قدم في لمحة فاصلاً مهارياً راقياً في الدقيقة 22 مستثمراً تمريرة الموسى الذي جهز الكرة له من فوق رأس المدافع العراقي، وسدد بيمينه، لكن كرته مرت جوار القائم الأيسر. وفي الدقيقة 25 كاد أحمد الموسى يستغل خطأ رحيمة لولا أن الحارس صبري أبعد الكرة إلى الكورنر.
نهاية طبيعية
في الدقيقة 27 تولد الانفجار الذي جاء بعد (كم كبير) من الضغط والهجوم؛ فقد سجل رأس الحربة العراقي والهداف يونس محمود برأسية كالرصاصة على أثر عكسية من ركنية هوار التي أرسلها بالمقاس على رأس الكابتن وسط سلبية من المدافعين وخروج غير موفق من المسيليم؛ ليتقدم العراق بهدف. سدد نشأت أكرم بعدها كرة قوية.
تبديل موفق
أشرك أنجوس عبده عطيف بديلاً للغائب تيسير الجاسم الذي لم نلحظه سوى في التسديدة القوية في الشوط الثاني، وهو تغيير موفق، لكنه جاء متأخراً!
وتدخل المسيليم لإنقاذ مرمى الأخضر السعودي مرة أخرى من هدف محقق مرتين في لعبة واحدة حيث وقف بالمرصاد لانفرادية يونس محمود. وعلى الأرجح أن الأسترالي أغفل ركلة جزاء لخالد عزيز في الدقيقة 36 بعد تعرضه لعرقلة داخل منطقة الجزاء.
تغييران
أشرك فييرا، أحمد منجد بديلاً لجاسم كرار، واستعان أنجوس بالمهاجم سعد الحارثي بديلاً للمدافع أحمد البحري (!!)، في وقت يتواصل فيه الضغط العراقي في الجهة السعودية اليمنى، وكأنه يسلم دفاعات الأخضر للهجوم العراقي. صحيح أننا بحاجة إلى الحارثي، لكن ليس على حساب المدافع البحري، خاصة أن إخراجه لعبدالرحمن القحطاني كان خطأ واضحاً. وأشرك فييرا علي عباس بديلاً لباسل عباس في تغيير ثان.
وفي الدقائق الخمس الأخيرة تراجع العراقيون إلى الوراء واعتمدوا على المرتدات، وأهدر يونس محمود فرصة العمر العراقية لقتل آمال العودة السعودية للمباراة.
*****
بطاقة المباراة
- المناسبة: نهائي كأس أمم آسيا 2007
- اليوم: 29-7-2007
- اللقاء يجمع بين منتخبي السعودية والعراق لأول مرة في تاريخهما على نهائي كأس آسيا.
- التوقيت: 3.35 عصراً.
- الملعب: جليفورا بونغ كارنو - جاكرتا - العاصمة الإندونيسية.
- الاتحاد السعودي لكرة القدم تأسس عام 1959م.
- الاتحاد العراقي لكرة القدم تأسس عام 1948م.
- الأخضر السعودي حصل على اللقب 3 مرات أعوام 84 (سنغافورة)، و88 (الدوحة)، و96 (أبو ظبي).
- الأخضر السعودي خسر اللقب مرتين في النهائي، وكلاهما أمام الساموراي الياباني 92 هيروشيما و2000 بيروت.
- الأخضر السعودي وصل إلى النهائي الآسيوي 5 مرات.
- المنتخب العراقي يصل لأول مرة في تاريخه للعب في نهائي كأس آسيا.
- الأخضر السعودي حقق اللقب مع المدربين: خليل الزياني، كارلوس ألبرتو باريرا، ونيليو فينغادا البرتغالي.
- جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كانا في مقدمة الحضور، وصافحا لاعبي المنتخبين قبيل بدء المباراة، وقبل عزف نشيدي البلدين.
- عزف السلام الجمهوري العراقي قبل السلام الملكي السعودي على اعتبار أن المنتخب العراقي سبق الأخضر في الوصول إلى النهائي كطرف أول.
- مدربا المنتخبين برازيليان: أنجوس للأخضر السعودي، وفييرا للعراقي، ومن جلبهما للاتحادين السعودي والعراقي هو الوسيط السعودي أحمد حمد القرون.
- درجة الحرارة في الملعب كانت 30 درجة مئوية.