ربما أن حسابات البرازيلي أنجوس.. قد تبدلت تماماً عن ذي قبل.. فالمنتخب الذي وصل جاكرتا لخوض غمار البطولة الآسيوية.. لم يكن حينها مطالباً من المتابعين بشكل عام والشارع السعودي بصورة خاصة.. بتحقيق اللقب الآسيوي.. لاعتبارات مهمة.. أكبرها لاتفاقنا أن المنتخب يعيش مرحلة انتقالية.. تغيير جلد.. وأننا نبحث عن بناء منتخب المستقبل.. أما الآن فربما أن النظرية اختلفت بعض الشيء بعد أن بلغنا المباراة النهائية..!

وبعيداً عن كل تلك الحسابات الجديدة.. يجب ألا يلغي وصولنا للنهائي.. أو حتى تحقيق كأس البطولة.. أهدافنا الحقيقية.. التي نبحث عنها.. وننشدها.. ويسعى إلى تحقيقها الأمير سلطان والأمير نواف.. الرامية إلى بناء منتخب جديد.. يرتكز في بنائه على قاعدة صلبة من العناصر الموهوبة.. والمؤهلة لحمل شعار المنتخب..!

منتخبنا اختصر المسافات.. وظهر في البطولة الحالية من الناحية الفنية والتنظيم والانسجام كأفضل المنتخبات.. وظهرت كل لقاءات المنتخب كأجمل مباريات البطولة.. وأكثرها إثارة.. وقدم منتخبنا نفسه في كأس أمم آسيا كفريق كبير.. شد إليه الأنظار.. وكسب احترام كل المتابعين..!

وإذا كان المنتخب ظهر بهذه الصورة المشرقة.. فلا بد هنا أن نشيد بالحضور المشرف للأمير نواف بن فيصل.. الذي ظهر رزيناً.. مثالياً.. تفكيره منصب فقط في إعادة بناء المنتخب.. ولم يلقِ بالاً لكل الأصوات النشاز التي كانت تبحث عن زعزعة المنتخب.. وتلغي حضوره وتفوقه.. وسرعة بنائه.. حاملة معها شعارات الأندية.. لا شعار المنتخب.. فجاء الحضور المبهر والمشرف للمنتخب..!

وقبل اللقاء.. قبل لقاء الحسم غداً.. يفترض أن نتعامل بأكثر ثقة من الترشيحات التي نصبت المنتخب بطلاً قبل الختام.. هذه الترشيحات التي يكون في ظاهرها الإعجاب.. وفي باطنها تخدير لاعبي المنتخب بأن البطولة أصبحت مسألة وقت.. أتمنى أن يعي لاعبو المنتخب تلك الترشيحات وحقيقتها.. ومثلما أشرنا في وقت سابق.. أننا كسبنا منتخباً جديداً.. حققنا من خلاله جملة من المكاسب.. والكأس الآسيوية حققناها في الغد أم نالها المنتخب العراقي الشقيق.. هي يجب أن تكون استمراراً لبناء منتخب الأحلام..!

نحن.. أكبر منهم..!

أستغرب كثيراً من تهويل البعض لما يطرحه بعض الإعلام وتحديداً في القنوات الفضائية.. من محاولة انتقاص حق المنتخب السعودي.. وإحباط جهوده.. والتقليل من نجومه.. ومن إنجازاته..!

ومصدر استغرابي.. ليس بسبب أننا لا يحق لنا الدفاع عن منتخبنا.. وحفظ حقوقه من العبث.. والوقوف أمام كل من يتطاول عليه بالقول أو الفعل.. فهذا حق مشروع أمام الجميع.. للدفاع والوقوف مع المنتخب.. والوقوف أمام كل من يبدل الحقائق.. ويزيفها.. ويحاول إثارة الفتن..!

ولكن الغرابة تكمن حول أننا نعطي هؤلاء الفرصة للظهور على حسابنا.. وعلى سمعتنا.. وعلى إنجازاتنا.. نعم نحن نمنحهم الشهرة.. ونمنحهم أكبر من حجمهم.. إن تناولنا ما يطرحون.. وما يرددون..!

تجارب السنين الماضية.. علمتنا ألا نلتفت للغوغائية.. والباحثين عن الشهرة على حسابنا.. تجارب السنين الماضية علمتنا أنه لو أن مثل هؤلاء سيؤثرون علينا.. لما وصلنا إلى نهائي كأس أكبر القارات اليوم.. ولما حققناها من قبل.. ولو كانوا سيؤثرون علينا لما وصلنا إلى نهائي كأس العالم أربع مرات.. ولما حقق منتخبنا كل تلك الإنجازات.. وكل هذا التفوق.. وكل هذه النجوم والروعة في الأداء..!

نحن أكبر منهم.. نعم أكبر من هؤلاء.. وأكبر من الرد عليهم.. ويفترض ألا نفعل مثلما فعلت قناة الإخبارية.. وهي قناة رسمية.. خصصت حلقة كاملة عن هؤلاء الغوغائيين.. بإعطائهم أكبر من حجمهم.. ومنحهم الشهرة على حسابنا.. ليت قناتنا انصرفت تماماً عن هذا الاتجاه.. ولكنه استمرار لفشل برامجها الرياضية..!

ويتكرر الخطأ في التعاون..!

ظاهرة استمرار عدم تكامل لاعبي التعاون في تدريبات فريقهم عند انطلاقتها في بداية الموسم.. ظاهرة أصبحت مألوفة لدى اللاعبين.. وأصبحت مألوفة لدى الجماهير التعاونية.. في كل المواسم السابقة.. وليس في هذا الموسم الحالي فقط..!

يقابل هذه الحالات.. حالات مخالفة.. تبعث في ثناياها راحة تطمئن بعض عشاق التعاون.. والنوعية هذه.. يجبرونك على احترامهم.. ويقنعونك من جديد.. بأن هناك لاعبين مازالوا.. يلعبون بإخلاص.. وانتماء صادق لناديهم.. وأن ظاهرة زملائهم (المشاهير) ليست سوى حالات عارضة وشاذة.. تمثل نوعية من اللاعبين الذين منحهم الله الموهبة.. غير أنهم لا يقدرونها..!

في التعاون.. هناك لاعبون منضبطون.. يشعرون جماهيرهم.. بتصرفاتهم أنهم يقدرون المسؤولية التي على عاتقهم بالصورة الصحيحة.. من خلال التزامهم.. وحضورهم.. وسلوكياتهم.. وإخلاصهم.. وعلى نقيض هؤلاء تجد تصرفات بعض اللاعبين.. بغيابهم.. وعدم مبالاتهم.. أمر يدعوك للاستغراب.. ويدعوك لأن تتساءل: كيف يحقق فريق طموحات جماهيره.. ولاعبوه لم يحضروا لتدريبات فريقهم حتى الآن..!

مشكلة التعاون هذه.. ليست وليدة اليوم.. فهي أخطاء تتكرر عند بداية كل موسم.. وأخشى أن يخرج بعض (المنظرون) ليقولوا إن هذه مسألة إدارية.. هي بالفعل مسألة إدارية.. ويجب الوقوف معها بكل حزم.. ولكنها عادة موسمية.. والخصومات والعقوبات.. التي لحقت باللاعبين طوال المواسم الماضية لم تجدِ معهم في الالتزام.. والانتظام بالتدريبات.. ولو أوقف لاعب.. فإن أول المعارضين سيكونون هم أولئك المنظرون..!

الحل بيد اللاعبين أنفسهم.. لأنه في رأيي مهما.. أصدر بحقهم من عقوبات.. وتهديدات.. فإنه لن يجدي معهم.. ما لم يكن اللاعب نفسه لديه الانتماء الصادق.. في الانضباط.. والالتزام.. واحترام الآخرين.. نعم اللاعب أولاً وثانياً وعاشراً.. هو من يشعرك بتصرفاته.. أنه لاعب ملتزم.. مهما تكن المعوقات.. واللاعب عبدالرحمن البحيري.. مثال للاعب المنضبط.. الملتزم.. الذي يجبرك على احترامه.. وتقديره..!

لست هنا.. من لا يطالب إدارة التعاون بالموقف الحازم.. والجاد مع لاعبيها.. بل العكس.. يفترض أن يكون هناك موقف (شجاع) مع كل من لا يقدر ناديه.. ولا يحترم مواعيده.. ولكن بكل تأكيد لست مع هؤلاء اللاعبين الذين تتكرر أخطاؤهم.. والضحية ناديهم وجماهيره الكبيرة..!

آخر الكلام

المستويات الفنية الكبيرة.. التي قدمها لاعبونا في البطولة الآسيوية.. ستفتح لهم أبواب الاحتراف خارجياً.. وتأكيد الأمير نواف بأن الاتحاد السعودي سيسهل المهمة أمام لاعبينا في الاحتراف خارجياً.. سيجعلنا ننتظر تحقيق هذا الحلم..!