Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/07/2007 G Issue 12721
رأي الجزيرة
السبت 14 رجب 1428   العدد  12721
أمنيات السّلام في الشرق الأوسط

أن يقول الرئيس الأمريكي إنه يريد اتفاقاً فلسطينياً إسرائيلياً قبل نهاية العام هذا شيء جميل وأن تقول كوندليزا رايس وزيرة خارجيته إن الدولة الفلسطينية أصبحت واجبة القيام أيضاً شيء جيد، وموقف مرجو من الأمريكان من الحيث المبدأ، إلا أن هذه الأقوال تحتاج إلى مواقف والتزامات على أرض الواقع تنطلق من الريادة الأمريكية للمجتمع الدولي وقيادتها للعالم الحر ولعل من أهم هذه المواقف المطلوبة من الأمريكيين في هذا الشأن، حماية رغبات وجهود السلام من تلكؤ إسرائيل ومماطلتها وخططها وتهميشاتها ومناوراتها التي لا تنتهي، وأضحت السبب الرئيس لإيقاف عربة جهود السلام في الشرق الأوسط، ولعل في العرض الأخير الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت إلى رئيس السلطة الفلسطينية والذي يقضي بمبادلة أراضي المستوطنات المقامة على الضفة بأراضٍ أخرى، وربط عضوي بين غزة والضفة وإعلان القدس الشرقية تحت مسؤولية الفلسطينين، والذي يتجاهل مواضيع القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية واللاجئين والحدود دون تحديد مصير اللاجئين الفلسطينيين وتركها للمستقبل يضعنا أمام العقلية الإسرائيلية السياسية المناورة التي هي بعيدة كل البعد عن جدية الالتزام والسعي الصادق للسلام، والتي لا زالت عالقة بذهنية حرب 1948 والتعامل مع الأعداء المزعومين على وتيرة واحدة وبنفس تفاوضي واحد لم يتغير نهج تفكيره منذ أكثر من خمسين عاماً، ولا يزال يعتمد على مبدأ (راوغ أكثر وماطل أكثر تكسب أكثر) وكأن الإسرائيليين قد غاب عنهم أن تعريض الشعوب لمحاولات التجويع والتيئيس وإطالة أمد الصراع عليها لن يحملها على التنازل عن حقوقها التاريخية ومقداساتها الدينية وهو الأمر الذي أصبح واضحاً لمفاوضي تل أبيب الذين يسعون إليه بشكل واضح وجلي للعيان.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد