على الرغم من تأكيد وفد الجامعة العربية المتمثل في وزيري خارجية مصر والأردن أن هناك تعليقات إيجابية من الإسرائيليين حول المبادرة العربية التي طرحتها الدول العربية من أجل إنهاء الصراع مع إسرائيل، وإرساء قواعد السلام في الشرق الأوسط.. فعلى الرغم من ذلك كله تبقى إسرائيل بهواجسها الأمنية وتلكؤاتها ومناوراتها السياسية التي لا تعرف لوناً لحمرة الخجل سواء كان ذلك الخجل من شعبها المضطرب الذي أضحى أمنه المزعوم سلعة رخيصة في سوق المزايدات السياسية الداخلية وبورصتها في تل أبيب، أو من المجتمع الدولي الذي أسقط هذه المبادرة ورقة التوت عن كل من كان يتباكى على دولة إسرائيل من خلال جمع التبرعات أو الدفاع عنها في الهيئة الأممية ضارباً بعرض الحائط كل مفاهيم الحقوق المشروعة والعقل وثوابتهما.
أكثر ما يخشى على المبادرة الآن بعد أن أنجحها العرب باتباع دبلوماسية نشطة أطلقت على ترويجها هو القراءة العكسية للأمور من قبل الإسرائيليين الذي يريدون دائماً الأخذ من دون العطاء. فساسة تل أبيب يريدون التطبيع قبل إنهاء الصراع، ومن حين إلى آخر يطرحون تعديلات وتهميشات على المبادرة بطريقة وعقلية بعيدة كل البعد عن فلسفة السلام وقناعاته التي لا تحتاج لكل هذا التلكؤ والمماطلة.
الآن الكرة في ملعب الإسرائيليين ومن قبلهم المجتمع الدولي ورعاة السلام المعنيين الذين تحتم عليهم المبادئ الإنسانية والدولية لجم جماح التطرف والتعنت الذي أصبح حتى السعي إلى السلام بمطال يده وتحت طائلة تأثيره.
لقد أسقط العرب بتبنيهم المبادرة العربية للسلام التي تنص على إعادة الأرض والانسحاب إلى حدود 67 ورقة التوت عن إسرائيل وأدعيائها، وبات الأمر أكثر من كونه قضية محصورة بين إسرائيل والعرب، بل تجاوز إلى أكثر من ذلك ليرسو على كفتي ميزان العدالة الدولية والإنسانية وقناعات السلام وجهوده والعيش المشترك.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244