فرضت السعودية مباراة نهائية عربية 100 في المائة مع العراق للمرة الثانية في تاريخ كأس آسيا لكرة القدم بفوزها على اليابان بطلة النسختين الماضيتين 3-2 في نصف نهائي الدورة الرابعة عشرة أمس الأربعاء في هانوي.
وسجل ياسر القحطاني (35) ومالك معاذ (47 و57) أهداف السعودية، ويوجي ناكازاوا (37 ) ويوكي آبي (53) هدفي اليابان.
وتلتقي السعودية مع العراق في مباراة القمة في جاكرتا الأحد المقبل. وستلعب اليابان مع كوريا الجنوبية السبت في مدينة بالامبانغ الإندونيسية أيضاً لتحديد صاحب المركز الثالث. وضمن العراق والسعودية تأهلهما إلى نهائيات النسخة المقبلة بحسب قرار الاتحاد الآسيوي القاضي بتأهل الثلاثة الأوائل إلى نهائيات الدورة المقبلة.
وكانت السعودية أيضاً طرفا في النهائي العربي الأول للبطولة في الدورة الحادية عشرة في أبو ظبي عام 1996 عندما تغلبت على أصحاب الأرض 4 -2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر/صفر.
وهي المرة السادسة التي تبلغ فيها السعودية المباراة النهائية للبطولة، فتوجت بطلة ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، وخسرت فيها مرتين أمام اليابان بالذات بنتيجة واحدة صفر-1 عامي 1992 و2000م.
وجاءت المباراة أفضل من سابقتها من الناحية الفنية وقدم خلالها لاعبو المنتخبين بعد الفواصل الفنية والمهارات الفردية. وكانت البداية ضاغطة من اليابانيين تسجيل هدف مبكر بالاعتماد على الهجمات السريعة والكرات العرضية تعامل معها الدفاع السعودي بالطريقة المناسبة في ثلث الساعة الأول. ولم يغامر السعوديون بالهجوم مبكرا مفضلين عدم ترك مساحات واسعة أمام لاعبين يمتلكون سرعة عالية، فكانت انطلاقاتهم عبر الهجمات المرتدة من خلال ياسر القحطاني وعبد الرحمن القحطاني ومالك معاذ.
وتخلى المنتخب السعودي عن حذره الهجومي تدريجيا بعد ان احتوى البداية السريعة لليابانيين، فتكافأت الدفة، وتبادل الطرفان المحاولات فاهتزت الشباك في غضون دقيقتين. وخطف القناص ياسر القحطاني هدف التقدم للسعودية في الدقيقة 35 حين رفع اللاعب الأنيق عبد الرحمن القحطاني كرة من ركلة حرة حاول هيروكي ميزوموتو إبعاد الكرة برأسه فتهيأت أمام ياسر الذي تابعها بأسلوب المهاجمين الكبار على يسار الحارس. وهو الهدف الرابع لياسر في النهائيات فلحق بمهاجم اليابان ناوهيرو تاكاهارا إلى صدارة لائحة الهدافين.
وجاء الرد الياباني سريعا جدا وبعد اقل من دقيقتين فقط، فانبرى ياسوهيتو ايندو
لتنفيذ كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى قابلها يوجي ناكازاوا برأسه مستغلا
خروجا خاطئا للحارس ياسر المسيليم.
وكانت بداية الشوط الثاني مثيرة بهدف مبكر للسعودية اثر هجمة من الجهة اليمنى مرر منها أحمد البحري كرة عالية طار لها مالك معاذ من فوق يوكي آبي على الرغم من فارق الطول بينهما ووضع الكرة في الزاوية اليسرى. والهدف هو الأول لمعاذ في البطولة على الرغم من انه كان خطيرا جدا في المباريات التي خاضها وكان يشارك فيها أساسيا، وجاء الرد الياباني مرة ثانية بعد ست دقائق من آبي نفسه الذي عوض عدم نجاحه في منع معاذ من التسجيل، فمن ركلة ركنية من الجهة اليسرى تابع آبي الكرة من علامة نقطة الجزاء بطريقة اكروباتية في الزاوية اليسرى لمرمى المسيليم.
وسبق الهدف الياباني بدقيقة فرصة لكينغو ناكامورا من كرة قوية أبعدها المسيليم قبل ان تستقر في الزاوية اليمنى. وتواصل الكر والفر بتسجيل السعودية هدفا ثالثا رائعا حين مرر عبد الرحمن القحطاني كرة إلى مالك معاذ في الجهة اليسرى فاخترق المنطقة وحاور مدافعا وسدد كرة قوية في الشباك (57).
وكاد المشهد يتكرر مجددا حين وصلت كرة داخل المنطقة إلى الخطير ناوهيرو تاكاهارا فحضرها لنفسه وسددها فلامست القائم الأيسر (60). واضطر مدرب السعودية البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس إلى إخراج عبد الرحمن القحطاني الذي عانى من الإصابة فدخل أحمد الموسى بدلا منه كما حصل أمام اوزبكستان في ربع النهائي.
وتراجع السعوديون للحفاظ على تقدمهم وتركوا المجال لليابانيين للتحرك في معظم أرجاء الملعب، فكانوا خطيرين في التمريرات العرضية التي تحمل معها الدفاع عبئا ثقيلا.
وردت العارضة السعودية كرة صاروخية لناوتاكي هانيو بديل ياسوهيتو ايندو (81)، اتبعها شونسوكي ناكأمورا بواحدة عالية قليلا عن المرمى (86). وحاول اليابانيون مرارا وتكرارا في الدقائق المتبقية خصوصا ان الحكم احتسب خمس دقائق كوقت بدلل ضائع لكن المنتخب السعودي صمد حتى الصافرة النهائية.