Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/07/2007 G Issue 12719
الريـاضيـة
الخميس 12 رجب 1428   العدد  12719
الوطن يزهو بنجومه
محمد العبدي

عايشت عملية التطوير لحظة بلحظة وكنت أختلف مع بعض إجراءاتها وأتفق مع الكثير منها، وقبيل بطولة أمم آسيا التي تدور رحاها حالياً بشرق القارة وحين أعلنت تشكيلة الأخضر وما أعقب ذلك الإعلان من آراء أغلبها انفعالية وجزء منها اصطبغ بألوان الأندية، كان معدل الثقة لديّ يرتفع، فالمسوؤل عن المنتخبات سمو الأمير نواف بن فيصل يدعم كل إجراءات المدرب الذي حضر من أجل بناء اسم لنفسه أولاً وهذا البناء لن يتم دون النجاح مع المنتخب الذي ظل لفترة غير قصيرة يظهر مرة ويختفي في أخرى، والمسؤول الأول عن الرياضية في الوطن وضع ثقته بنائبه؛ وبالتالي فالقرار أصبح فنياً صرفاً لا دور فيه لا للعواطف ولا للتدخلات الإدارية. تلك الإجراءات دفعت اللاعبين لتقديم كل ما لديهم، فالاختبار سيكون فنياً والأفضلية لمن يخدم المجموعة، فكانت هذه التوليفة الرائعة التي أعادت الثقة بالكرة السعودية وحققت كل ما يتمناه المتابع والمهتم بكرة القدم؛ فالإمتاع والإبداع والمهارة والانتصار كلها توفرت في هذا الفريق المثير للإعجاب.. هذا الفريق الذي حمل على عاتقه تمثيل غرب القارة وعربها خير تمثيل، فاستعاد الهيبة وأعاد الوهج للاعب السعودي وللرياضة السعودية التي نراها تسير في الطريق الصحيح في الوقت الحالي بالذات.

هذا الفريق بلونه الأخضر وبروحه العالية وتجانسه يحتاج لمواصلة الدعم والمؤازرة لتبقى الكرة السعودية في الواجهة.. هذا الفريق بنجومه الواعدين أثبت أنه يفرق بين الصدق والكذب ويفرق بين النقد والتصيد ويفرق بين الآراء المتسطحة والأخرى العقلانية، فلم يأبه لكل رأي غير رشيد ولا نزيه واكتفى بالتعامل مع الآراء العقلانية والواقعية.. وهذا الفريق الذي لم يلتفت نجومه لآراء أولئك الذين يعانون عقداً كثيرة، ولا لآراء من يعانون عقدة المؤامرة، فالنجم نجم لا يحتاج لوصاية ولم يصل لما وصل إليه إلا ولديه الحصانة والقدرة على معرفة كل ما يدور حوله..

شكراً لفريقنا الوطني بنجومه الكبار وأكبر الكبار رئيس البعثة بمتابعته ووعيه وتعامله وفهمه وبقدرته على التعامل مع الظروف المحيطة بأكبر قدر من الإيجابية، فكان أن قدم نفسه لمن لا يعرفونه كرجل مهم في منظومة العمل الإداري السعودي، ويكفيه فخراً أنه راهن على ما يشبه المستحيل، فكانت الحقيقة نجاحاً مبهراً، ولا أبالغ ولا أجامل إذا ما قلت إن مكسبنا لنواف بن فيصل كإداري محنك يفوق كسبنا لهذا الفريق الرائع.. لِمَ لا.. أليس هو من رعاه وراهن عليه ودعمه ووقف بجانبه وتحمل كل الانتقادات والآراء التي راهنت على سقوطه في الدور التمهيدي؟!

فشكراً للجهازين الفني والإداري.. شكراً لنجومنا الذين أعادوا الابتسامة لشعب المملكة العربية السعودية بأداء مبهر لم نشهده أبداً.. أبداً..

وهذه حقيقة يدركها من يتابع المنتخب الذي لم يستطع أن يهزم اليابان آسيوياً إلا مع هذا الفريق وبأداء مذهل.. مثير يدعو للإعجاب والفرح والانتشاء..

نقول ذلك ليس لأننا وصلنا للنهائي، فقد وصلنا قبل ذلك مراراً خسرنا وكسبنا ولكن نذكر ذلك لأن هذا الوصول مختلف أداء واسماً ونوعية، وقد ذكرت ذلك منذ اللقاء الأول أمام كوريا، فيكفي هذا الفريق في هذه البطولة أنه أثبت أن الكرة السعودية لديها الكثير مما لم تقدمه، فقط تحتاج للفكر الإداري الذي يستطيع تسخير هذه الإمكانات المتوفرة إلى نجاحات وانتصارات كما يحدث الآن..

شكراً لفريقنا الوطني بنجومه الحقيقيين المفيدين، وهنيئاً للرياضة بهؤلاء النجوم الذين سيكونون ملء السمع والبصر حتى لو لم يحققوا الكأس فكأسنا وبطولتنا الحقيقية هذا الفريق الشاب الرائع الذي سيجعلنا ننتظر كل بطولة قادمة لنستمتع ونشاهد كرة القدم على حقيقتها كعلم وفن يؤديه من يملك هذا الفن والعلم ويصدره كحضارة سعودية للعالم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد