هانوي -موفد «الجزيرة»:
فرض منتخبنا الوطني مباراة نهائية عربية مئة بالمئة مع العراق للمرة الثانية في تاريخ كأس آسيا لكرة القدم بفوزه على اليابان بطل النسختين الماضيتين 3 -2 في نصف نهائي الدورة الرابعة عشرة يوم أمس في هانوي.
وسجل ياسر القحطاني (35) ومالك معاذ (47 و57) أهداف السعودية، ويوجي ناكازاوا (37) ويوكي آبي (53) هدفي اليابان. وتلتقي السعودية مع العراق في مباراة القمة في جاكرتا الأحد المقبل. وكان العراق أخرج كوريا الجنوبية بفوزها عليها في مباراة نصف النهائي الثانية 4 -3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي صفر/صفر.
الشوط الأول وبداية يابانية
لعب المنتخب الياباني ضربة البداية، وقد بدأ المدير الفني للأخضر المدرب البرازيلي أنجوس المباراة بذات التشكيل الذي بدأ فيه مباراة أوزبكستان الفائتة. وفي الدقيقة الثانية يخلص الحارس المسيليم تسديدة يابانية من كرة ثابتة في تأكيد على البداية الهجومية اليابانية من على الأطراف. وحتى الدقيقة الرابعة واصل اليابان الضغط من على الأطراف وإرسال الكرات العكسية داخل الصندوق السعودي وكسب الأخضر أول ركلة مرمى في الدقيقة ذاتها. ومع الوصول إلى الدقيقة الخامسة يكسب السعودي أول خطأ بالقرب من خط المنتصف في دليل أكيد على السيطرة اليابانية. يمر الجاسم بكرة مرتدة لم يكتب لها النجاح وخرجت الكرة إلى ركلة مرمى يابانية. في الدقيقة السابعة محاولة للتسديد لليابانيين تمر بعيدة عن المرمى.
في الدقيقة الثامنة حظي اليابان بأول ركلة زاوية من جهة البحري، واضطر ياسر القحطاني للعودة إلى منطقة الستة ياردات لتخليص الكرة، وحتى الدقيقة العاشرة واصل اليابان اللعب في نصف الملعب السعودي ونقل الكرة بانضباطية وتنظيم جيدين على الأطراف وسط تراجع سعودي بالذات من المدافعين للعب في الثلث الأخير في تكرار لسلبية الأداء أمام أوزبكستان!، ومع دخول الدقيقة (11) سدد ياسر كرة غير دقيقة اعتلت المرمى الياباني.
استنزاف ياباني
الانتشار، السيطرة والاستحواذ على الكرة، تنويع اللعب على الأطراف وتغيير المراكز وكذلك التسديد، وتمرير الكرات البينية الأرضية، تفوق فيه اليابانيون ببراعة في الربع ساعة الأولى بانضباطية وتنظيم جيدين بلمسة أو لمستين للكرة وبأقل مجهود. وهذا ما يسمى ب(الاستنزاف) الياباني للجهد واللياقة السعودية.
وفي قمة الدقيقة (15) شهد اللقاء أخطر الفرص اليابانية داخل منطقة الجزاء أبعدها ببراعة المسيليم من على منطقة الستة ياردات. رد عبدالرحمن القحطاني على الضغط الياباني بهجمة مرتدة سريعة بالغ فيها بالاحتفاظ بالكرة حتى تم تغطيته وابتعاد الكرة. ثم رد عبدالرحمن بكرة عكسية عرضية اصطادها الحارس الياباني.
كان ناكامورا مفتاح اللعب الياباني وصناعة الهجمة الخطرة لمنتخب بلاده. طيلة الـ(20) دقيقة الضغط والسيطرة والأكثر استحواذاً للكرة ومن كسب الأخطاء المنتخب الياباني! لكن ياسر القحطاني اقتنص كرة جهزها لنفسه وسدد بيمينه بقوة اصطدمت كرته بقدم المدافع الياباني لتخرج إلى أول ركنية سعودية في الدقيقة (25)، لم يتم الاستفادة منها.
في الدقيقة (27) حول عبدالرحمن القحطاني من كرة ثابتة على رأس معاذ الذي ارتقى للكرة وحولها بدوره للمرمى لكن كرته مرت بجوار القائم الأيمن دون خطورة.
سهم القناص
قبل اكتمال الدقيقة (36) يستيقظ الصقر السعودي وقناص الأخضر الكابتن ياسر القحطاني ليلدغ الشباك اليابانية بيمينه هذه المرة مستفيداً من كرة عرضية من كرة ثابتة نفذها ببراعة عبدالرحمن القحطاني. ليتقدم الأخضر في توقيت مهم مؤكداً خطورة هجومه واعتماده الاستفادة من تبعيات الكرات الثابتة والأخطاء القريبة من منطقة الجزاء.
الرد السريع
لم تكتمل عقارب الساعة الدقيقة الكاملة، إلا وجاء الرد الياباني سريعاً وقاتلاً للفرحة السعودية برأسية من ناكازاوا على إثر ركنية لم يكن فيها المدافعون يقظين بما فيه الكفاية في فرض الرقابة والانتشار، وتجمد الحارس المسيليم في مرماه ولم يخرج لإبعاد الكرة ليعود الياباني باكراً للمباراة.
وقد كرر الياباني نفس لغة الرد السريع التي فعلها في لقاء أستراليا عندما تقدم المنتخب الأسترالي بهدف فجاء رد الساموراي سريعاً.
بعدها تحسن أداء الأخضر وسدد مالك معاذ بيمينه كرة أرضية أمسك بها الحارس الياباني في الدقيقة الأربعين، قبل أن يعود ليسدد بقوة أيضاً اصطدمت كرته برأس مدافع ياباني بعدها بدقيقتين.
أضاف حكم المباراة الأسترالي دقيقة واحدة فقط كوقتٍ بدل ضائع، تحصل فيها اليابان على ضربة حرة مباشرة، تصدى لها ببراعة ناكامورا وخروج خاطئ للحارس المسيليم لكن الكرة خرجت إلى ركلة مرمى. ليطلق بعدها الحكم صافرة النهاية للشوط الأول بالتعادل الإيجابي (1-1).
وسجل مالك معاذ
لم يجر مدربا المنتخبين أية تغييرات مع بداية الشوط الثاني، ومع البداية يرسل عبدالرحمن كرة عالية من ركلة زاوية نحو معاذ الذي ارتقى لها لكنه لم يصبها ومرت.
لكن معاذ أبى إلا أن يتجلى برأسية ولا أروع عندما غمز عكسية وعرضية البحري الرائعة في الدقيقة الثالثة ليهز الشباك اليابانية بهدف سعودي ثانٍ وغالٍ، وينفك النحس الذي لازمه في البطولة بهدف ولا أغلى، ليتقدم الأخضر2-1
كالعادة .. الرد السريع ياباني!
لم تدم الفرحة السعودية طويلاً وتدخلت قوة التدخل أو الرد السريع للمنتخب الياباني وأيضاً من كرة ثابتة من ركنية، أرسلت على رأس تاكاهارا الذي حولها للمتمركز جداً بلا رقابة أو تغطية يوكي أبي الذي يسدد بيمينه بقوة على يسار المسيليم مسجلاً التعادل لتصبح النتيجة (2-2).
يا له من مالك .. ويا له من هدف!
ولأن الفرق الكبيرة لا تنجب إلا لاعبين كباراً، ولأن اللاعبين الكبار لا يظهرون إلا في المباريات الكبيرة، فقد عاد النجم مالك معاذ ليظهر من جديد ببصمة ولا أروع مرة أخرى حيث قدم فاصلاً مهارياً رائعاً وخالداً حيث أجهز على مدافعين يابانيين بعد ما نجح في التوغل في منطقة الجزاء، راوغ ثم استدار وسدد يمينية قوية وهز الشباك اليابانية معلناً حضوره اللافت والتاريخي بهدف عزيز على قلوب السعوديين مسجلاً الهدف الثالث.
ويتقدم الأخضر (3-2)، حاول تاكاهارا إرجاع اليابان للمباراة بهدف ثالث بتسديدة مرت بجوار المرمى السعودي ( سلامات).
تغيير سعودي أول
استنفد عبدالرحمن القحطاني كل ما لديه من لياقة وجهد فاضطر انجوس إلى استبداله بالنجم القادم بقوة أحمد الموسى في محاولة لتنشيط الوسط السعودي.
لكن هذا التغيير لم يجعل الموسى أن يتخلى عن فرديته الطاغية أو (أنانيته) في كرة انفرادية في الدقيقة (20) وسدد كرة عالية غير مركزة برعونة بينما كان يفترض أن يمرر لواحد من زميليه ياسر أو مالك!
ورغم التغيير لم يتخل اليابانيون عن سيطرتهم ونزعتهم الهجومية وسط تماسك دفاعي سعودي واعتماد على الارتداد السريع وإرسال الكرات الطولية للثنائي ياسر ومعاذ.
وتحمل الدفاع السعودي عبء المباراة في ظل الضغط الياباني، وأشرك المدرب أوسيم اللاعب ساتو بديلاً للاعب ماكي لتنشيط الوسط.
أوصد الأبواب وأغلق لاعبو الأخضر المساحات بروح قتالية في وجه لاعبي اليابان مع الانتشار السريع والتسارع بنقل الكرة من على الأطراف في حال الهجمة المرتدة. أجرى أوسيم التغيير الثاني بإخراج اندو مشركاً اللاعب رقم (8) في الجهة اليسرى.
أول مشاركة لرضا تكر
وفي تغيير دفاعي بحت أشرك البرازيلي أنجوس المدافع الخبير رضا تكر بديلاً للمدافع الشاب وليد عبدربه الذي أبلى بلاءً حسناً حتى لحظة خروجه.
مال لاعبو الأخضر إلى إبطاء رتم المباراة والاحتفاظ بالكرة لقتل الاندفاع والضغط الياباني.
في الدقيقة (36) تدخلت العارضة في انقاذ مرمى الأخضر من تسديدة هانوي القوية، رد عليها مالك معاذ من تمريرة ذكية من ياسر انفرد بها الأول وحاول التوغل والتسديد ومرر بعد ذلك للموسى لكنها ضاعت. ركز اليابانيون على التسديد من خارج منطقة الجزاء بكثرة في ظل التكتل والانكماش الدفاعي السعودي كواحد من أبرز الحلول اليابانية.
وفي الدقائق الـ(5) الأخيرة أشرك أنجوس الكابتن صاحب الخبرة والتجربة عمر الغامدي بديلاً للمصاب سعود كريري.
ومثله فعل أوسيم بإشراك كوشي بديلاً لناكامورا، وسدد الغامدي من كرة ثابتة أمسك بها الحارس الياباني.
وفي الدقيقة (43) سقط الحارس المسيليم بعد اشتراك داخل المنطقة وتم علاجه.