الظهران - حسين بالحارث:
أعلنت كل من أرامكو السعودية، أكبر شركة بترول في العالم، و(شلمبرجير) أكبر الشركات العالمية في مجال خدمات حقول الزيت أمس (الثلاثاء) عن توقيع اتفاقية للتطوير المشترك لمجموعة من التقنيات الخاصة بتعزيز التحكم فيما يسمى (بحقول الإنتاج الذكية) التي ستقود إلى تشغيل صمامات التحكم في قاع البئر كهربائيا، ومن ثم تسهل عملية التحكم في العدد اللا محدود نظريا من التفرعات الذكية لكل بئر.
وصرح نائب رئيس أرامكو السعودية لهندسة البترول والتطوير الأستاذ أمين الناصر بأن مشروع التطوير المشترك هذا يعد جزءاً من الرؤية الشاملة لأرامكو السعودية لتحقيق أقصى درجات التماس مع المكمن، مشيراً إلى أن الآبار التي تحقق أقصى درجات التماس مع المكمن هي آبار ذكية متعددة الجوانب لا تحتاج إلى خطوط تحكم فردية من فوهة البئر إلى كل تفرع أو منطقة، وبذلك فإنها تسمح من الناحية النظرية بوجود عدد لا محدود من التفرعات.
كما أعرب كبير إداريي التقنية في شلمبرجير، الأستاذ عشوق بيلاني، عن سعادته بتوسيع آفاق التعاون التقني مع أرامكو السعودية، مشيراً إلى التطور الذي طرأ على تاريخ التعاون الطويل بين الشركتين ليشمل مشاريع طموحة في مجال التقنية، وإلى الدعم الكبير لصناعة الزيت نتيجة تبادل المعرفة والخبرات بين الشركتين.
وتعد أرامكو السعودية من الشركات الرائدة في مجال حفر الآبار الذكية التي تحقق أقصى درجات التماس مع المكمن، حيث تحقق ما يزيد على خمسة كيلومترات من التماس مع المكمن من خلال تفرعات ذكية من ثقب البئر يمكن فتحها وإغلاقها بصورة جزئية أو كلية من السطح.
وقد قامت أرامكو السعودية، مؤخراً، بتطوير المرحلة الثالثة لزيادة الإنتاج في حقل حرض، بطاقة قدرها 300 ألف برميل في اليوم، اعتماداً على 32 بئراً من الآبار الذكية التي تحقق أقصى درجات التماس مع المكمن.
من جانبه أوضح مدير مركز الأبحاث المتقدمة في أرامكو السعودية، الدكتور محمد السقاف، أن الآبار الذكية الآن لا تتضمن سوى عدد محدود من التفرعات (أربعة إلى خمسة تفرعات)، نظراً لأن كل صمام تحكم في قاع البئر يحتاج إلى خط تحكم ميكانيكي يصل إلى فوهة البئر، غير أنه عندما يتم استبدال هذه الخطوط بآلية كهربائية للتحكم، سيمكن عند ذلك إنجاز آبار ذكية بتفرعات تتراوح بين خمسين ومائة تفرع يمكنها استخراج محتويات المكمن بكفاءة وبالتالي ستحد من تكلفة الاستخلاص إلى أقصى درجة.
وأضاف السقاف: (إن هذا المشروع دليل على مواصلة أرامكو السعودية لمبادرات البحث والتطوير التي تشمل التطوير التعاوني في مجال التقنية لإنجاز الجيل الثاني من الآبار الذكية). وسوف يتم تنفيذ مشروع التطوير عن طريق فريق فني يضم باحثين من مركز الأبحاث المتقدمة التابع لمركز الأبحاث المتقدمة في أرامكو السعودية، ومراكز البحث والتقنية التابعة (لشلمبرجير)، بما في ذلك مركز البحث التابع لشلمبرجير في الظهران.