وأخيراً وصل الأخضر للمواجهة الحاسمة مع المنتخب الياباني.. مواجهة من العيار الثقيل أمام أفضل منتخب آسيوي.. المنتخب الذي لم يخسر في نهائيات أمم آسيا منذ العام 1996م وحامل اللقب في آخر نسختين آسيويتين..
في حين قدَّم الأخضر في هذه البطولة مباريات رائعة ونجوماً مبدعة وعناصر شابة أسعدت الجميع.
شخصياً وغيري كثيرون لم نتوقع أن يصل منتخبنا إلى هذه المرحلة المتقدمة.. وذلك لأسباب عديدة أبرزها حداثة تشكيله وعناصره واستعداده وجهازه الفني.. لكن أبطالنا عكسوا التوقعات وشرفوا الوطن بأداء بطولي أعاد ذكريات سنغافورة التي لا تُنسى.
مباريات الأخضر في جاكرتا كانت ممتعة ومثيرة وفي كل مباراة كان هناك جديد.. إما على صعيد الأداء أو النجومية أو الأهداف.. ليجبر الصقور الخضر الجميع على التصفيق لهم والتعلق بهم أكثر وأكثر.
لقاء اليابان لا شك أنه محك حقيقي ومأزق فعلي لنجومنا الشباب.. لكن الثقة موجودة والأمل كبير في نجوم المستقبل لإلحاق الهزيمة الأولى باليابان آسيوياً منذ سنوات.. وإذا ما نجحنا في فعل ذلك رغم صعوبته.. فإن الكأس ستكون مستحقة وثمناً لهذا الإنجاز السعودي الكبير، فالمنتخب الياباني هو البطل والأقوى في القارة الصفراء وعلى من يريد الكأس أن يهزم اليابان أولاً وإذا فعل ذلك فهو جدير باللقب.
مباريات اليابان السابقة في البطولة كشفت القوة اليابانية بكل تأكيد.. لكنها كشفت عجز اليابانيين عن تجاوز المتاريس الدفاعية التي تُبنى أمامهم.
فأمام قطر فشلوا في تحقيق الفوز وخرجوا بالتعادل.. وكذلك فعلوا أمام أستراليا رغم النقص.. وكلا المنتخبين لعب بطريقة دفاعية صارمة أعيت اليابانيين وقللت من خطورتهم، وإذا فعلنا الشيء نفسه مع الهجوم السريع والضارب الذي نملكه فإننا قد نحقق الفوز الذي لن يكون مستبعداً.
ولذلك يجب تحسين الأداء الدفاعي لمنتخبنا قبل اللقاء مع إغلاق كل المنافذ أمام السرعة اليابانية أولاً: ثم التفكير بالهجوم بعد ذلك حيث يجب أن نتخلى عن أسلوب اللعب الذي قدمناه في المباريات الماضية، الذي يتيح للخصم اللعب بحرية والوصول لمناطق الخطر بسهولة.. وإذا كانت البحرين وبعدها أوزبكستان قد أهدرتا العديد من الفرص أمامنا فإن حدوث هذه الفرص مجدداً أمام اليابان قد يتسبب بكارثة ونتيجة كبيرة.. تماماً كما حدث عندما لعبنا في اليابان في التصفيات التأهيلية وعندها خسرنا بالثلاثة مع إهدار ضربة جزاء في الوقت البديل كان يمكن أن ترفع النتيجة لأربعة.
إذاً أمام اليابان الدفاع أولاً ثم الهجوم خصوصاً ونحن نملك هجوماً ووسطاً مخيفين بقدرتهم على التسجيل والوصول وبناء الهجمات.
وعلى أي حال وأياً كانت النتيجة فإننا يجب أن نبدأ من هذه اللحظة في إعداد هذا المنتخب الرائع لكأس العالم المقبلة عبر برنامج إعداد دولي يتيح للاعبينا مواجهة الأقوياء وتطوير أنفسهم والانتقال لمرحلة المنافسة الفعلية على المستوى الدولي - بإذن الله -.
ناديسون والثلاثة ملايين دولار!
** لا أدري ما هو السر وراء ركض الهلاليين خلف المهاجم البرازيلي ناديسون صاحب التجربة الكورية.. فالأخبار تقول إن ناديسون بات الاسم الأكثر طرحاً أمام الهلاليين كلاعب أجنبي ثالث لهذا الموسم.
شخصياً تابعت هذا اللاعب مع ناديه سون الكوري حيث يُعد لاعباً عادياً جداً لا يملك المهارة البرازيلية ولا الإضافة التي ينتظرها الهلاليون وببساطة هو نسخة مطورة من المهاجم الهلالي السابق حسين العلي.. بمعنى أنه مهاجم صندوق ونهاية هجمة.. في حين أن المدرب الهلالي الجديد وحسب ما شاهدنا مع نادي ستيوا بوخارست يلعب بطريقة 4-2-3-1 وهي الطريقة الأحدث في العالم حالياً وحقق الهلال بها مع باكيتا ست بطولات وهي تعتمد على مهاجم صريح وحيد وخلفه ثلاثة لاعبي وسط هجوميين.. وفي الهلال عدد كبير من المهاجمين الجيدين يصل عددهم إلى خمسة في حين أن هناك نقصاً كبيراً في لاعبي الأطراف والمساحات سواء في الجهة اليمنى أو اليسرى.. بمعنى أن الفريق بحاجة لإنجاح طريقة المدرب للاعب (5 و 9) وهو اللاعب المساعد للمهاجم الذي يلعب على الأطراف ويعود للوسط ويتحرك كثيراً وهذا لا يتوفر في ناديسون.
أما النقطة الأهم فهي توفير الهلاليين لحوالي ثلاثة ملايين دولار أو يورو للتعاقد مع لاعب أجنبي شهير.. وهذا إن حدث فسيكون هدراً للأموال وتبذيراً لا يحقق الغرض.. فبمثل هذا المبلغ يمكن شراء بطاقة لاعب شاب في الثالثة أو الرابعة والعشرين من العمر لمدة خمس سنوات يخدم الفريق لسنوات طويلة وتخيلوا لو أن الهلاليين اشتروا (مثلاً) عقد كماتشو أو تفاريس عند التعاقد معهما لأول مرة لو حدث ذلك لكان الهلاليون كسبوا كثيراً من الأموال والوقت وحققوا الفائدة المرجوة.. من هنا أعتقد أن البحث عن لاعب بمواصفاتهما أفضل وأجدى وكم كانت ستكون خطوة موفقة لو تمت صفقة الأكوادوري بنتينز لكانت إضافة فنية للفريق وعلى المدى الطويل ولكن..!
لمسات
** المنتخب الكوري ظهر أمام إيران بشكل قوي ومختلف تماماً عن مستواه في الأدوار التمهيدية للمجموعة.. ليذهب الإيراني القوي ضحية لذلك.
** في المنتخب السعودي مجموعة رائعة من اللاعبين يتبادلون أدوار التألق والنجومية من مباراة لأخرى.. فهنيئاً لنا هذا المنتخب المدهش.
** بإمكان الهلاليين تطبيق تجربة المنتخب الناجحة في تجديد صفوفه وعناصره وإتاحة الفرصة للمواهب العديدة الموجودة لكن هذا الأمر يتطلب شجاعة وفكراً متميزاً قد يكون موجوداً لدى أولاريو.
** وضع المهاجم الهلالي عبد الله الجمعان على لائحة الانتقال خطوة هلالية شجاعة وصحيحة يجب أن تتلوها خطوات أخرى.. ولينظر الهلاليون للمنافسين كيف تخلصوا من المستهلكين وخصوصاً الأهلي الذي تخلى عن الزهراني والمشعل والقاضي والخيبري وغيرهم من المحنطين.
** ما زال لدى فريق الشباب الهلالي العديد من الواعدين الذين يجب الاستفادة منهم وعلى رأسهم سلطان البيشي وعبد العزيز الدوسري والفريدي وغيرهم.
** كثير من الهلاليين أبدوا استياءهم من الأوضاع الإدارية في النادي.. حيث تسير الأمور بشكل عشوائي ولا وجود لأي خطط على الورق أو برامج تنفذها إدارة النادي سواء فيما يخص فريق الكرة أو النادي عموماً.
** البطولة الآسيوية على وشك أن تختتم وهناك من يتحدث عن نور والمنتشري وشارة القيادة.. بالمناسبة الكاسر ياسر القحطاني حقق الرقم التاريخي لأفضل هداف سعودي في كأس آسيا.. وما زال لدى نجمنا الكبير الكثير - بإذن الله - لوطنه وكرة بلاده.
** أحمد الموسى اكتشاف رائع لأنجوس في كأس آسيا.. أحمد سيكون نجماً من نجوم الكرة السعودية - بإذن الله - بما يمتلكه من موهبة وجهد وإمكانات عالية.
** بغياب تكر والمنتشري غابت خطورة ومشكلة الكرات العرضية التي عانينا منها طويلاً وآخرها في كأس العالم وكأس الخليج.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم أرسلها إلى الكود 82244