قد تكون مفاجأة سارة وقد تكون غير ذلك .. هذا ما كنت أفكر فيه وأنا التقي بأحد براعمنا في الرباط عاصمة المغرب الذي وُلد من أب سعودي وأم سعودية مغربية، وقد تنقلب المفاجأة المبهمة إلى حزن وقوده الإحباط .. فالموهبة متوفرة، ولكن النبتة قد تموت إذا لم تجد رعاية، وفارسنا هذا لا تختلف ظروفه عن الشاب الذي وردتْ قصته يوم أمس، ينبض بالحيوية والطاقة والطموح وهو فوق فرسه .. فماذا يقول ضيفنا اليوم؟
* ماذا تقول بطاقتك الشخصية؟
- اسمي عمر سامي باسهل، عمري (17) سنة سعودي الجنسية فوالدي سعودي وأمي سعودية، وُلدت في مدينة جدة وتربّيت فيها وعشت على ترابها حتى بلغت سن الحادية عشرة لأعود أنا وأختي مع والدتي إلى المغرب حيث تسكن أسرة والدتي.
* هواياتك؟
- أحب الفروسية وأعشق ميادينها، وتستهويني الخيول منذ نعومة أظافري، ولا أذكر أول مرة امتطيت فيها جواداً ولكن في سن السابعة تعلّقت بها أكثر.
* أين تمارس هوايتك؟
- اشتركت في النادي الملكي للفروسية بدار السلام بالرباط، وأشكر جميع مسؤوليه على الرعاية والاهتمام.
* ما نوع الرياضة التي تمارسها؟
- تفوّقت في قفز الحواجز ولله الحمد.
* هل حصلت على بطولات؟
- قد لا أبالغ إن قلت لك إنّ أغلب المشاركات والمسابقات التي دخلت منافساتها حصلت فيها على المركز الأول، والمشاركات هذه فقط كانت محلية (مغربية).
* وماذا عن المشاركات الخارجية؟
- ليست لدي القدرة المالية على ذلك، ثم كيف أشارك وأنا سعودي يعيش خارج وطنه، ومن سيتحمّل تكاليف مشاركاتي، كما أنني لا أعرف الجهة التي ألجأ إليها في السعودية لتزيل العقبات عن طريق مشاركاتي.
* ما هي أبرز معوّقات المشاركات الخارجية؟
- القائمة طويلة ولكنها كلها تتجمّع في التكاليف المادية، فرياضة الفروسية مكلفة مادياً في كل دول العالم، وهذا أمر معروف للجميع، فمن أين لشاب مثلي الحصول على جواد خاص يستطيع به الدخول إلى المسابقات التي تقام باستمرار، كما أنّ الملابس وأدوات الجواد وتغذيته والعناية به ... وغيرها تحتاج أيضاً لكثير من الأموال التي لا أستطيع تحمُّلها، وكل الفرسان في مشاركاتهم يحصلون على دعم رسمي، وأنا أفتقد هذا الشيء لأنني سعودي أعيش خارج وطني بغير إرادتي.
* يقال إنك تجد اهتماماً خاصاً من مسؤولي الفروسية بالمغرب؟
- أفخر بهذا الأمر وخاصة من قِبل سمو الأميرة للا أمينة (الفارسة الأولى بالمغرب) فسموها على رأس المسؤولين بالمغرب الذين يرعون رياضة الفروسية ويدعمونها، وقد شاهدتني وسألت عني واهتمت بموهبتي ورأت أنّ أمامي مستقبل مشرق في هذه الرياضة.
* هل تعرّضت لإغراء بالحصول على الجنسية المغربية؟
- لا أنكر ذلك خاصة أنّ كل الأمور تصب في هذا الاتجاه، فبالإضافة إلى موهبتي وأعيش بالمغرب ولكنني أفخر بسعوديتي في كل مكان أذهب إليه وأسأل الله التوفيق.
* وماذا عن دراستك؟
- لا أعاني - ولله الحمد - مشكلة من هذه الناحية، ورياضة الفروسية لا تعيقني عن دراستي، فقد استطعت بمساعدة والدتي تنظيم وقتي، إلاّ أنّ هناك مشكلة قد أواجهها مستقبلاً، فأنا في الصف الثاني ثانوي وأهوى العلوم، وقد تخصصت فيها إلاّ أنّ المشكلة تتمثّل في حتمية تغيير تخصصي إلى (حقوق) لأنّ الجامعات هنا - بصفتي لا أحمل الجنسية المغربية - لن تقبلني في تخصصاتها المختلفة، وإذا لم أعد إلى موطني فليس أمامي إلاّ دراسة الحقوق في جامعة الملك محمد الخامس.
* هل تتابع الرياضة السعودية؟
- طبعاً وبكل فخر فأنا أتابعها باستمرار وأعرف أبطال الفروسية واحداً واحداً ... سمو الأمير عبدالله بن متعب ورمزي الدهامي وخالد العبد وباحمدان والشعلان وغيرهم، كما انني تابعت الدورة الآسيوية التي أقيمت في الدوحة وفرحت بتحقيق أبطال المملكة لإحدى ميدالياتها الذهبية، أما في كرة القدم فأنا أشجع فريق الاتحاد بجدة.
* كلمة أخيرة ..
- الحمد لله أن قيّض لنا في المملكة رجلاً يجمع بين العدل والتواضع والحكمة ويهوى رياضة الفروسية ألا وهو خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وكل أملي أن أشارك بموهبتي باسم بلادي.