Al Jazirah NewsPaper Monday  23/07/2007 G Issue 12716
الريـاضيـة
الأثنين 09 رجب 1428   العدد  12716
استعاد أمجاده وفرض هيبته ووصل إلى نصف النهائي
منتخبنا تجاوز أوزبكستان ووصل لليابان

موفدا «الجزيرة» لنهائيات كأس الأمم الآسيوية - نبيل العبودي - أحمد العجلان

حينما قال الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس البعثة السعودية في كأس آسيا 2007: (نتمنى أن نوفق في مواجهة الأوزبك، لكن أنا مرتاح، سأبارك للجميع الفوز والتأهل، أو سأبارك بمنتخب المستقبل).

فقد أصاب كبد الحقيقة, وها نحن نبارك لكافة السعوديين بعد أن حلق الصقور السعوديون عالياً بروح الشباب والانتماء للوطن واللعب بروح جماعية لافتة إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس آسيا بعد أن تجاوزوا المنتخب الأوزبكي بهدفين مقابل هدف في مباراة بل ملحمة لا تُنسى أبداً سطرها النجوم السعوديون عصر أمس.. وحق لنا أن نهنئ الجميع على النتيجة والوصول لنصف نهائي هذه البطولة وبمنتخب شاب يبعث على الطمأنينة والارتياح حول مستقبل منتخبنا السعودي.. وكان المهاجم السعودي البارز ياسر القحطاني قد ترجم جهود بقية زملائه بتسجيله للهدف الأول عند الدقيقة الثانية من المباراة بينما انتظر السعوديون طويلاً حتى الدقيقة الرابعة والسبعين حينما زف لهم الشاب أحمد الموسى بقية الفرح بتسجيله الهدف الثاني والحاسم.

البداية

الشوط الأول كانت مربكة جداً للمنتخب الأوزبكي بسبب المد الأخضر الهادر الذي كان عليه السعودي مع اللحظات الأولى لهذا الشوط ووسط هجمات متنوعة وبخاصة من الطرف الأيسر التي أشعلها عبدالرحمن القحطاني..

ياسر يقدم الأخضر..!!

ولم تمض سوى دقيقتين فقط لينطلق الشاب عبدالرحمن القحطاني من الطرف ويتجاوز الظهير الأوزبكي بأناقة وبمهارة ويعرضها خطيرة جداً حاول من خلالها مالك معاذ التسجيل لترتد الكرة من الحارس إلى حيث المتحفز والقناص ياسر القحطاني الذي عالجها في وسط المرمى مسجلاً الهدف الأول للمنتخب السعودي في توقيت أكثر من رائع لتهدئة النفوس وإراحة الأعصاب وفي المقابل الضغط على أعصاب لاعبي المنتخب الأوزبكي الذين حاولوا إعادة الأمور إلى البداية لكن التسديدة التي أطلقها قادرووف خادعت المسيليم ولكنها ارتطمت بالقائم وخرجت وذلك عند الدقيقة الخامسة.. ودائماً يخشى المدربون من الحالة التي تعقب التبكير بتسجيل الأهداف وتصيب اللاعبين بشيء من التراخي والنشوة ولكن لاعبي المنتخب السعودي استطاعوا تجاوز ذلك بسرعة، فرفع عبدالرحمن القحطاني كرة ممتازة قابلها سعود كريري برأسه إلى الزاوية لكن الحارس الأوزبكي تعملق وتمكن من إنقاذها وذلك في الدقيقة الحادية عشرة..

التحول في المباراة..!

ونتيجة لمحاولات المدرب السعودي التحول إلى الدفاع المتقدم للسيطرة على وسط العمليات لكن ذلك ترك فراغات على الجوانب وأمام متوسطي الدفاع بسبب تقدم تيسير الجاسم وعبدالرحمن القحطاني إلى الأطراف مما منح لاعبي منتخب أوزبكستان حرية أكبر ومساحات واسعة أمام المناطق الخطيرة للمنتخب السعودي، فشهدت الدقائق سيطرة كبيرة للأوزبك بقيادة الخبير ماكسيم الذي سدد كرة ماكرة عند الدقيقة الثامنة عشرة لكن القائم تصدى لها أيضاً.. لتستمر السيطرة على وسط الميدان وتشكيل خطورة متناهية على مرمى المسيليم وبصورة متناهية مما أجبر لاعبي الوسط السعوديين للتراجع لإقفال الممرات أمام الهجمات الأوزبكية، واستطاع اللاعب الأوزبكي الخطير ماكسيم من متابعة تسديدة قوية ارتدت من المسيليم وسددها إلى المرمى السعودي مسجلاً هدفاً لكن راية رجل الخطوط ألغت الهدف نظراً لتسلل ماكسيم وذلك عند الدقيقة السابعة والعشرين.. وأمام الضغط الكبير على المرمى الأخضر فقد تحول الأداء السعودي إلى الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة سواء عن طريق مالك معاذ أو ياسر القحطاني.. التي كاد ياسر من إحداها أن يضاعف النتيجة حينما انفرد بالحارس الأوزبكي لكنه استعجل كثيراً وسدد من على حدود خط الثمانية عشرة إلى جوار القائم عند الدقيقة الحادية والثلاثين..

غياب أحمد الموسى عن تشكيلة أنجوس كان مؤثرا في الوسط السعودي في كثير من دقائق هذا الشوط..

وتمضي الدقائق سريعة جداً وسط أداء مثير جداً في ظل هجوم المنتخب الأوزبكستاني وتنويع غاراتهم وإن كانت الأكثرية تتم عن طريق الأطراف فشكل الظهير الأوزبكي الأيسر فيتالي خطورة كبرى على المرمى السعودي بالانطلاقات السريعة التي يشنها وتعريض الكرات أمام المرمى مما زاد من الحمل على الدفاع السعودي وأمامهما عزيز وكريري ومساندة الجاسم والقحطاني وذلك لتخفيف الضغط.. وكثرت البطاقات الصفراء نتيجة الأوضاع المثيرة التي جرت بها دقائق هذا الشوط، فتحصل قافارووف من المنتخب الأوزبكي وعبدالرحمن القحطاني وياسر القحطاني على كروت صفراء.. ولم يهدأ المنتخب الأوزبكي إلا مع الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط الذي ذهبت خلاله المبادرة للمنتخب السعودي مما هدأ الأوضاع قليلاً إلى أن انتهت أحداثه بتقدم المنتخب السعودي بهدف دون مقابل.

الشوط الثاني

على الجانب الآخر التزم مدرب المنتخب السعودي بذات الأسماء التي بدأ بها المباراة.. وتهيأت فرصة خطرة جداً أمام المرمى السعودي عند الدقيقة التاسعة والأربعين حينما سدد برأسه ارتطمت بالعارضة والقائم وتنتهي خطورتها إلى أحضان المسيليم..

وغض الحكم الكوري الطرف عن المخاشنة الخطيرة التي ارتكبها المدافع الأوزبكي كريموف ضد المهاجم السعودي عبدالرحمن القحطاني واكتفى بإنذاره بالكرت الأصفر وسط احتجاجات سعودية حصل بموجبها خالد عزيز على كرت أصفر.. لتشتد المباراة وتزداد معها الأعصاب توتراً فتحصل سعود كريري على كرت أصفر أيضاً.. كما تحصل وليد عبدربه على كرت أصفر.. ويحاول السعوديون التماسك والسيطرة على استمرار الفورة الأوزبكية بشتى الطرق ومحاولة المبادلة بالهجمات لتخفيف الضغط على المرمى السعودي..

التغيير السعودي الأول..!!

ولأن لدى مدرب المنتخب السعودي بدائل مؤثرة إلى جواره على دكة الاحتياط فلم يحتر كثيراً حينما ظهرت الإصابة تؤثر على أداء وحركة عبدالرحمن القحطاني فسحبه ودفع بزميله أحمد الموسى إلى المعترك عند الدقيقة الثالثة والستين، وهذا التغيير خفف قليلاً من الضغط الأوزبكي على الجهة السعودية اليسرى مما حول الهجمات الأوزبكية إلى الجهة الأخرى في ظل تحرك دينوزوف تارة وإلى محاولة الاختراق من العمق في مرات عدة لكن الدفاع السعودي تعملق كثيراً في مواجهة هجمات لاعبي منتخب أوزبكستان..

التغيير الذي أجراه انجوس بالفعل كان مؤثراً جداً في إعطاء توازن ملحوظ على أدائية المنتخب وكبح جماح الأوزبك كثيراً في ظل خوفهم من الهجمات السعودية المرتدة التي كاد عن طريقها تيسير الجاسم يحسم أمور المواجهة لصالح الأخضر حينما تلقى تمريرة ذكية وسددها قوية إلى جوار القائم عند الدقيقة الثامنة والستين.. واتبعه أحمد الموسى بفرصة سعودية ذهبية حينما تلقى تمريرة من تيسير الجاسم لينفرد بالحارس ويسددها لكن ترتطم بالحارس وتخرج وذلك عند الدقيقة الثالثة والسبعين..

بعد جمل تكتيكية.. الموسى يؤكدها سعودية..!

ومع الدقيقة الرابعة والسبعين كانت لحظة الفرح والفرج حينما تناقل النجوم السعوديون هجمة مرتدة وبجمل تكتيكية برازيلية ولا أروع - وربما تكون أجمل لقطة في البطولة الحالية ? بدءاً من مالك معاذ إلى ياسر القحطاني الذي مررها بدهاء إلى المندفع أحمد الموسى الذي أطلق رصاصة الرحمة التي نشرت الفرح والسعادة بالهدف السعودي الثاني الذي أعطى ثقة كبيرة للسعوديين في السيطرة على أجواء المباراة..

وبخبرته العريضة حاول البديل الكسندر أن يفعل شيئاً لتقريب النتيجة بعد أن ابتعد السعوديون بالنتيجة بعيداً، وحاول المدرب الأوزبكي أن يكثف من عدد مهاجميه فدفع بمهاجمه الآخر سلومين لزيادة الضغط..

سلومين.. قربها للأوزبك في وقت حساس..!!

وعند الدقيقة الحادية والثمانين تهيأت كرة خطرة للأوزبك حاول اإبعادها المسيليم لكنها تجاوزته إلى رأس الكسندر الذي عرضها أمام المندفع سلومين ولم يجد صعوبة في إيداعها المرمى مسجلاً هدف أوزبكستان الأول والوحيد في المباراة.. وكان من الطبيعي أن يهيج الأوزبك كثيراً لإدراك التعادل لكن الأسود السعوديون كانوا عند الموعد وكالعادة فقضوا على مكامن الخطورة الأوزبكية في مهدها، وتدخل انجوس بإجراء تغييرات تكتيكية بإدخال عمر الغامدي وإخراج سعود كريري وكذلك أخرج نجم المباراة ياسر القحطاني وأدخل سعد الحارثي.. لتمضي دقائق المباراة في مواصلة لملحمة سعودية أخرى حتى انتهت أحداثها المثيرة بفوز سعودي مستحق.. ليغادر المنتخب السعودي إلى فيتنام لمواجهة المنتخب الياباني هناك في النصف النهائي لكأس آسيا بينما غادر منتخب أوزبكستان وصاحب أقوى خط هجوم وأقوى دفاع إلى بلاده بعد أن استطاع الصقور الخضر من هزيمته في مباراة تاريخية لاتُنسى.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد