تبدو الفرصة متاحة أمام العراق لفك عقدة الدور ربع النهائي الذي سقط على أعتابه في النسخات الثلاث الماضية على التوالي عندما يواجه فيتنام في هذا الدور من بطولة آسيا 2007 في كرة القدم في بانكوك اليوم السبت، في حين تلتقي اليابان حاملة اللقب مع استراليا في مواجهة ثأرية غداً أيضا في هانوي.
في المباراة الأولى سيكون المنتخب العراقي مرشحاً لبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1976 على حساب المنتخب الفيتنامي الذي لن يتمتع بمؤازرة جماهيرية كبرى كما كانت الحال في الدور الأول على أرضه.
وكان المنتخب العراقي قد سقط في ربع نهائي عام 1996 أمام الإمارات صفر-1، وفي نسخة عام 2000 في لبنان أمام اليابان 1-4، وعام 2004 أمام الصين صفر-3، لكنه مصمم على الذهاب بعيدا في هذه البطولة.
وقدم المنتخب العراقي بقيادة الثلاثي صانع الألعاب المتألق نشأت أكرم والمهاجمين يونس محمود وهوار ملا محمد عروضا جيدة في الدور الأول توجها بفوز كبير على استراليا 3-1 وبتصدر المجموعة الذي كفل له البقاء في بانكوك حيث تأقلم على الأجواء ما جعله يتحاشى تكبد مشقة السفر إلى كوالالمبور، والاهم من ذلك أن احتلاله المركز الأول جعله يتحاشى مواجهة اليابان القوية في ربع النهائي تاركا ذلك إلى استراليا.
وبالإضافة إلى الفنيات العالية التي يتمتع بها اللاعبون العراقيون، فان الروح القتالية في الملعب ساهمت في تخطيهم المصاعب التي واجهتهم وهم يستعدون لهذه البطولة نظرا لصعوبة تجمعهم.
وبدا التفاؤل كبيراً في المعسكر العراقي حول حظوظ المنتخب في تخطي فيتنام خصوصا ما جاء على لسان رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد الذي قال: (اعتقد ابن حظوظنا في الوصول إلى نصف النهائي أصبحت كبيرة وسقف الآمال بدأ يرتفع رغم الحاجز الفيتنامي الذي كان عصيا على البعض في الدور الأول).
وأضاف: (الفيتناميون يراهنون في البطولة على استنزاف الخصوم من اجل مجاراتهم لما يتميزون به من سرعة فائقة فضلا عن الظهور المتطور واللافت له في هذه النسخة).
وحذر مدرب منتخب العراق البرازيلي جورفان فييرا لاعبيه من مغبة الاستهتار بالمنتخب الفيتنامي وقال: (نكن كل احترام للمنتخب الفيتنامي، فهو فريق قوي ويتمتع لاعبوه بالسرعة، ونحن سعداء لمواجهته هنا في بانكوك وليس في هانوي حيث يحظى بدعم جماهيري هائل).
وسيغيب عن صفوف المنتخب العراقي لاعبه النشيط صالح سدير المصاب في ركبته والذي قد يضطر إلى الخضوع لعملية جراحية، بالإضافة إلى قصي منير الحاصل على بطاقتين صفراوين في الدور الأول.
في المقابل، أكد الجهاز الطبي للمنتخب العراقي جاهزية اللاعبين هوار ملا محمد وحيدر عبد الأمير لخوض المباراة، وأوضح الطبيب الخاص للمنتخب كريم الصفار ان (اللاعبين أصبحا في جاهزية مناسبة لخوض اللقاء المرتقب أمام فيتنام وهما يستكملان شفائهما الكامل تدريجيا).
وأضاف: (انتظم اللاعبان في تدريبات خاصة وجميع المؤشرات تؤكد مشاركتهما في المباراة المقبلة).
وكان صانع العاب المنتخب العراقي هوار ملا محمد الذي خضع إلى فحوصات طبية كاملة أول من أمس الثلاثاء في احد مستشفيات بانكوك تعرض إلى إصابة لم يستطع بسببها إكمال مباراة عمان في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول التي انتهت سلبا.
من جانبها، تدين فيتنام وهي الدولة الوحيدة بين الأربع المضيفة التي نجح منتخبها في بلوغ ربع النهائي، بوصولها إلى هذا الدور إلى الحظ الذي وقف إلى جانبها في مباراتها أولى أمام الإمارات برغم فوزها 2-صفر، ذلك إن الحكم لم يحتسب ركلتي جزاء واضحتين للمنتخب الخليجي، ثم قدمت أداء عاديا جدا أمام قطر وخرجت بالتعادل 1-1، قبل أن تسقط سقوطا كبيرا أمام اليابان 1-4، لكنها استغلت خسارة قطر أمام الإمارات 1-2 لتحجز مكانها بين الكبار.
ويأمل مدرب فيتنام النمساوي الفريد ريدل بان يتابع فريقه مفاجأته على حساب العراق وقال في هذا الصدد: (لم يكن احد يتوقع بلوغنا ربع النهائي وأتمنى أن يقف الحظ إلى جانبنا هذه المرة أيضا ونتابع مفاجأتنا في هذه البطولة).
اليابان*استراليا
يرفع المنتخب الياباني شعار الثأر عندما يواجه نظيره الاسترالي الذي هزمه بطريقة دراماتيكية 3-1 في مونديال ألمانيا الصيف الماضي. وكان المنتخب الياباني تقدم بهدف في المباراة التي أقيمت في كايزرسلوترن، لكن المنتخب الاسترالي سجل ثلاثة أهداف في الدقائق التسع الأخيرة منها ثنائية لتيم كاهيل.
واجمع لاعبو منتخب اليابان على الثأر لخسارتهم وقال المدافع يوجي ناكازاوا: (لا يمكن أن نخسر أمام المنتخب ذاته مرتين، مرة واحدة تكفي). وتابع: (نريد أن نلقن استراليا درسا ونجعلها تواجه الضغوط عندما تخوض التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2010).
ويقول حارس مرمى المنتخب الياباني يوشيكاتسو كاواغوتشي الذي يسعى إلى قيادة منتخب بلاده إلى لقب ثالث على التوالي: (الفرصة متاحة أمامنا للثأر من استراليا وهذا هو هدفنا ونحن جاهزون نفسيا وبدنيا لهذه المعركة). وكشف (لقد عززنا جبهتنا الهجومية في الآونة الأخيرة وهذا الأمر يزيد من حظوظنا في التغلب على استراليا). واعتبر الحارس الياباني بان استراليا التي خسرت بصعوبة أمام ايطاليا في الدور الثاني من مونديال ألمانيا بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك لم تتغير كثيرا باشراف المحلي غراهام ارنولد وقال في هذا الصدد (يتمتع اللاعبون الاستراليون بفنيات عالية، كما يجيدون التعامل مع الكرات العالية داخل المنطقة خصوصا بوجود المهاجم العملاق مارك فيدوكا). لكنه أضاف (نحن فريق مختلف ونعتمد أسلوبا جديدا ونتطلع لخوض هذه المباراة).
وعانى المنتخب الاسترالي في البطولة القارية التي يشارك فيها للمرة الأولى فتعادل مع عمان 1-1 وخسر أمام العراق 1-3 قبل أن يستعيد توازنه بفوز كبير على تايلاند 4-صفر كان جواز سفره إلى ربع النهائي.
أما اليابان فقدمت عروضا جيدة وارتقى مستواها من مباراة إلى أخرى منذ تعادلها مع قطر 1-1 في المباراة الأولى، ثم فوزها على الإمارات وعلى فيتنام 3-1 و4-1 على التوالي. واستمرت الحرب النفسية على المنتخب الاسترالي حيث حذر مدرب منتخب اليابان البوسني ايفيكا أوسيم نظيره بان مستوى فريقه يتحسن تدريجيا في بطولة آسيا 2007م. وقال أوسيم (بالطبع لقد رأينا تطورا كبيرا في أداء المنتخب الياباني منذ مباراته الأولى).
وكشف (أصبح اللاعبون أكثر انتباها على كيفية التعامل مع الظروف المناخية بحيث يدركون متى يجب عليهم رفع إيقاع المباراة أو تهدئة الأمور). وأعرب أوسيم عن ثقته بقدرة فريقه على تقديم عروض أفضل اعتبارا من ربع النهائي وقال في هذا الصدد (اعتقد أن الفرصة متاحة أمامنا للارتقاء بالمستوى في المراحل المقبلة).
وردت استراليا على الثقة الكبيرة بالنفس التي أظهرها اليابانيون بان خبرة لاعبيها في المباريات الكبيرة كفيلة بأن تجعل النتيجة تميل لمصلحتها وهذا ما كشفه لاعب وسط المنتخب مارك بريشيانو الذي قال: (اعتاد لاعبو المنتخب الاسترالي على الضغوطات في المباريات الكبرى في البطولات الأوروبية وهم غالبا ما يتألقون عندما يكونون في وضعية صعبة كما حصل ضد تايلاند).
وأضاف: (لدينا خبرة اكبر من اليابانيين في التعامل مع الضغوطات في المباريات الكبيرة).
وتابع: (دائما ما نرتقي بالمستوى في المناسبات الكبيرة كما ان الجمهور سيكون غفيرا في الملعب ما سيضفي إثارة كبيرة ودافعا اكبر لبذل المزيد من الجهود). أما حارس المرمى مارك شفارتسر فقال: (تمثل كأس آسيا أهمية كبرى بالنسبة إلينا وهي الثانية من ناحية الأهمية بعد كأس العالم، وإذا نجحنا في تخطي اليابان فان هذا الأمر سيعطينا ثقة كبيرة بالنفس لإحراز اللقب).
يذكر أن غالبية أفراد المنتخب الاسترالي يلعبون لأندية خارجية، في حين يدافع يحترف يابانيان فقط في أوروبا.