Al Jazirah NewsPaper Friday  20/07/2007 G Issue 12713
رأي الجزيرة
الجمعة 06 رجب 1428   العدد  12713
مياه لإطفاء نيران دارفور

بين وساطات السلام المتعددة في دارفور إخفاقات ونجاحات جزئية، إذ أعيت المشكلة المستمرة منذ أربعة أعوام الوسطاء من مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك فقد جاءت مؤخراً وساطة تلقائية لم تدلف من باب السياسة هذه المرة وإنما من باب علوم الفضاء وبطلها هو عالم الفضاء المصري فاروق الباز الذي قال في محاضرة له مؤخراً بالخرطوم إن دارفور تملك حلاً للكثير من مشاكلها، وهذا الحل كامن في أعماق أراضيها... إنها بحيرة من المياه العذبة هي من الكبريات من نوعها على مستوى العالم، بل إنها تضاهي في الحجم واحدة من البحيرات العظمى في الولايات المتحدة..

ويرى الكثيرون أن جانباً من المشكلة في دارفور سببه الجفاف الذي ضرب أنحاء من هذه الولاية الشاسعة المترامية الأطراف، وان هذا الجفاف أدى إلى نشوب صراعات حول المراعي بين القبائل الرعوية وتلك التي تمتهن الزراعة، وبعد هذا الاكتشاف الذي نقله الباز والذي حققته ثلاثة أقمار صناعية أمريكية، التقطت الحكومة السودانية المعطى المشجع وأعلنت عن حفر ألف بئر كبداية لاستثمار هذا المخزون المائي الضخم..

ومع ذلك فإن الكثيرين يرون أن مجرد وجود هذا الكنز الثمين لن يكفي، وكما أشرنا فإن المشاكل القبلية هي جانب من المشكلة، وبالطبع هناك مصاعب سياسية بين الحركات المسلحة والمركز، وهناك أيضاً من ينتهز الفوضى المستشرية للصيد في المياه العكرة، ويكفي النظر إلى الخريطة السياسية في دارفور لرؤية أن هناك الآن أكثر من عشرين فصيلاً يحملون السلاح ضد الحكومة وضد القبائل بعضها البعض، ووسط هؤلاء هناك عصابات حقيقية تمتهن السلب والنهب وتستفيد كثيراً من انعدام الأمن.

وفي الجهود السياسية المستمرة تتحقق بعض النجاحات وبعض الإخفاقات، وهناك من يعمل على تجميع الفصائل ذات التوجه السياسي الواضح لتشكيل جبهة موحدة تحتاج إليها عملية السلام التي يتصدى لها كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وعلى هذا الجانب تتركز محاولات دؤوبة..

ونشير إلى أن الحكومة توصلت العام قبل الماضي إلى اتفاق مع واحد من أكبر الفصائل فيما يُعرف باتفاقية أبوجا، وقبل أيام جرى التوقيع مع فصيل آخر انشق من حركة كبرى هي حركة العدل والمساواة، ويبقى الشيء المهم والأساس أن تنجح الجهود الرامية إلى تجميع الحركات المسلحة تحت مسمى واحد لإنجاز ربما الخطوة المهمة لإنجاز السلام الشامل.

وستظل مسألة البحيرة عاملاً مساعداً في إطفاء النيران باعتبار أنها توفر مورداً مضموناً وكبيراً لترسيخ السلام والحد من الصراعات الناشئة حول الأراضي الصالحة للمرعى والزراعة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد