كتب الشاعر علي حافظ سنة 1383هـ قصيدة بعنوان (المليحة في الشوال)، الذي أصبح زياً شائعاً بين النساء السافرات آنذاك، وهو عبارة عن فستان يشكّله الخياط وفق حدود الكيس، مع ملاحظة أن يكون مجسداً للأجسام (الديوان ص 314) يقول:
|
قل للمليحة في الشُّوال الأحمر |
أغريتني، وأسرْتِ كلُّ مسوَّدِ |
لونُ الشوال، ولون خدِّك أشعلا |
في القلب شوقا جمرُه لم يخمد |
هل أنت في هذا الشوال حلاوة |
أو غصنُ بانٍ قد تأوَّد في يدي |
إن شاعرنا يركز في قوة تأثيره على لون الشوال، فهذا أحمر والحمرة من أهم الألوان المثيرة للغرائز، كما يعتمد على شكل الشوال، وفيما بين اللون الأحمر الماثل في الشوال، واللون الأحمر الماثل في خد صاحبة الشوال، تكتمل اللوحة ويتساءل الشاعر عن الحلاوة المتمثلة في الشوال، وبالخصر المائج بالإثارة:
|
إن الملاحة والحلاوة قالتا: |
هذا الجمال مبلور في عسجد |
ونلحظ أنه كرر ذكر الشوال ثلاث مرات، ليوحي إلينا بمدى تعلقه بهذا الزي والموضة، ثم أظهر تعلقه بالقديم، فهو رجل يكتم حبه، ولكن علاماته تفضحه، وهو يسأل عزّة أن تبل ظمأه، وهو يطلب الراحة بعيونه التي انطلقت منها الدموع، ويقرر مشقة يوم الوداع، ويقترح أن يسمى (يوم الدموع).
|
إني كتمتُ، وما نطقت، وحاجتي |
يا عزَّ لا تخفى، فهل من موعدِ؟ |
يا عزَّ هل من لحظة أطفئ بها |
ظمأ النوى، والبُعدِ للمتودد |
رحماكِ ما هذي الدموع؟ أكلها |
خوف التفرقِ، أم لكيد الحسد |
يوم الوداع أقوله في مذهبي |
يوم الدموع يُرى بأروع مشهد. |
|