Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/07/2007 G Issue 12712
الريـاضيـة
الخميس 05 رجب 1428   العدد  12712
التغطية الإعلامية أشكال وألوان
محمد السالم

خلال الماراثون الآسيوي الذي تدور رحاه هذه الأيام في أربع دول للظفر بكأس القارة الفضي بدا واضحاً أن التنافس المحموم لم يكن محصوراً بين المنتخبات المشاركة في البطولة فحسب بل تجاوزه إلى الفضائيات الناقلة للعرس الآسيوي الكبير، فبادرت كل قناة منذ وقت مبكر إلى الإعلان عن أجندتها واستقطاب المحللين وتجهيز فرق التغطية ونشرهم داخل الدول الأربع في الملاعب والمدرجات ومقرات سكن الوفود والشوارع والميادين كل ذلك لأجل كسب أكبر نسبة من المشاهدين.

وأعتقد أن المتابع قد أخذ وقتاً كافياً للحكم على مصداقية وعود تلك القنوات قبل بدء البطولة، واسمحوا لي أن أستعرض هنا بعض المرئيات حول تغطية بعض الفضائيات، ولعلي أستفتح بقناة العربية لأحيي المتألق بتال القوس الذي استطاع جمع نخبة مميزة من المحللين ليرافقوه (في المرمى) كل مساء ضيوفاً أعزاء على المشاهدين بتاريخهم الحافل بالمنجزات وهم: صالح النعيمة كابتن المنتخب السعودي ونادي الهلال سابقاً وكابتن العرب ومنتخب المشرق العربي في وقت مضى والعربي الوحيد الذي حمل كأس أمم آسيا مرتين متتاليتين يوسف الثنيان كابتن المنتخب السعودي ونادي الهلال سابقاً وصاحب الرقم القياسي في الصعود للمنصات وحمل كؤوس البطولات التي من ضمنها كأس أمم آسيا 96 خالد إسماعيل أحد أبرز نجوم المنتخب الإماراتي الشقيق الذي مثل الخليج في مونديال ايطاليا 90 وصاحب الهدف التاريخي في مرمى ألمانيا الغربية - آنذاك - وأخيرا بشار عبد الله كابتن المنتخب الكويتي الشقيق سابقاً ونادي السالمية حالياً واللاعب المخضرم المعروف، إذن كان المتابع لقناة العربية على موعد مع وجبة تحليلية دسمة تنطلق من رؤى خبيرة بالإضافة إلى التقارير الطازجة التي تأتي على الهواء مباشرة من موقع الحدث عبر المتألق دوماً الأستاذ أحمد العجلان، أما في قناة دبي الرياضية فأعتقد أن الاستاذ يعقوب السعدي قد تفوق على نفسه من خلال تغطية البطولة والبرامج المصاحبة للحدث، وإن كان يؤخذ عليه عدم الدقة في اختيار بعض الضيوف الذين أحرجوه شخصياً على الهواء بأطروحاتهم (السطحية وضحالة مستوى تفكيرهم) لكن هذا لا يخفي تفوق قناة دبي الرياضية التي تكاد تكون الأبرز من حيث حجم المواد المقدمة للمشاهد، وفي قناتنا الرياضية السعودية فأعتقد أن القائمين عليها قدموا كل ما لديهم في حدود الميزانية المحددة والامكانات الموجودة فظهرت البرامج معقولة جداً لمن يعرف تجهيزات القناة لكنها بالتأكيد لا ترقى لمستوى منافسة الفضائيات الأخرى غير أني أستثني الاستديو التحليلي الذي ظهر قبيل مباراة منتخبنا مع إندونيسيا فقد فوجئت بالديكور الجميل والإضاءة وفرحت كثيراً عندما علمت بأنه من تصميم المخرج المتألق فيصل العرفج، أما أستاذ التقديم سلمان المطيويع فهو علامة فارقة في هذه البطولة، وقد استطاع المطيويع باحترافيته المعهودة قيادة الاستديو التحليلي مع كوكبة النجوم الذين بصحبته بكل اقتدار، وشخصياً أطرب كثيراً عند مشاهدة أبو مشعل عقب أي انتصار للأخضر وهو يتحدث بكل عفوية وتلقائية ويحشد العبارات المليئة بالحب والصدق والمشاعر الوطنية، وأخيراً قناة الدوري والكأس القطرية التي هي بحق تحفة في المجال الرياضي، والتجهيزات والإمكانات الهائلة المواكبة لبرنامج (المجلس) تستحق الاحترام والتقدير لكن عتبي على (الزلات) الدائمة التي يتم تداولها في المجلس ضد الأخضر، ولست أدري إن كانت تلك الإساءات الموجهة للمنتخب السعودي هي امتداد للإساءات المماثلة التي ترعاها قناة الجزيرة الاخبارية أم لا؟! إن ما يجمع الشعب السعودي والقطري من أواصر المحبة والقرابة والمصاهرة من الظلم أن تنسق بآراء سطحية ليس لهم تاريخ لكنهم ظهروا فجأة تحت مسمى (محلل رياضي)، ماذا يعني متابعة كل حركة وسكنة في المنتخب السعودي من قبل قناة الجزيرة الرياضية وقناة الدوري والكأس في حين أن المنتخب القطري الذي يشارك في نفس البطولة لا يحظى بنفس القدر من المتابعة؟! هل هو إحساس من القناتين بأن العنابي ليس هو عنابي الأمس الذي أخرج نجوم الكرة القطرية أمثال منصور مفتاح وإبراهيم خلفان ومحمود صوفي ومبارك مصطفى وغيرهم، وأن العنابي اليوم بات (ممسوخاً) يعج بالجنسيات المزدوجة حتى أصبح القطريون (أقلية) في منتخب بلادهم! إنه باستطاعة القناة الرياضية السعودية ان تجاري قناتي الكأس والجزيرة في تبادل الإساءات... فما الذي يمنع خروج سلمان المطيويع مثلاً مع زملائه في الاستديو التحليلي ليقوموا بعملية تشريح للمنتخب القطري الذي خرج من الدور الأول وهو في مؤخرة مجموعته بنقطتين جاءتا من هدفين للأرجواني سباستيان رغم أن أكثر من نصف لاعبيه من قارة إفريقيا!! لا أعتقد أن هذا أمر صعب على القناة الرياضية السعودية، لكن ما النتيجة التي سنستفيد منها؟! لا شيء!! إذن يتحتم على كل قناة أن تكون راقية في طرحها وتحترم عقلية المشاهدين وتؤازر منتخب بلادها دون الإساءة للآخرين.. فالإساءة للناجحين خيار العاجزين الفاشلين الذين لا يملكون إصلاح أنفسهم أو منتخباتهم فيلجئون لتغطية ذلك الخلل بمحاربة المنتخبات الكبيرة الضاربة بجذورها في أعماق البطولات، كل التوفيق أتمناه للأخضر في مشواره الصعب ودمتم سالمين.

بالمختصر المفيد

* (مداد في التعصب) لم يراع المسؤولية الوطنية وهو يثير قضايا جدلية سطحية في الوقت الذي يخوض فيه الأخضر منافسات أمم آسيا!

* إن كان ثمة فائدة من هذا البرنامج فهي أن الإنسان يحمد ربه على نعمة العقل!

* أجمل ما قرأته في المنتديات الإلكترونية عقب مباراة منتخبنا مع إندونيسيا ان (ياسر القحطاني) و(سعد الحارثي) عينان في رأس.

* كم نحن بحاجة إلى تعميق هذا المعنى بأن كل الأندية هي حجر الزاوية لوطن واحد.

* حتى على الصعيد الملموس عندما تمزج اللون الأزرق مع اللون الأصفر يصبح لونهما (أخضر)!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد