Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/07/2007 G Issue 12711
الريـاضيـة
الاربعاء 04 رجب 1428   العدد  12711
السهل الممتنع
إيران أو الصين
صالح السليمان

يواصل منتخبنا بنتائجه الجيدة في البطولة الآسيوية الرد على المتشائمين وأنا أحدهم.. ونأمل أن يواصل ردوده القاسية علينا ويكشف تعجلنا في الحكم عليه وعلى مدربه الجديد.. ما يحصل الآن هو أن المنتخب كان أفضل مما توقعنا والمنتخبات المنافسة أقل مما انتظرنا.. والمنتخب ينتظره مباراة هامة أمام منتخب البحرين ينبغي عدم الاستهانة بها.. وفي حال تجاوزها بإذن الله للدور ربع النهائي فسيلاقي إيران أو الصين.. ومع الثقل الفني الكبير لهذين المنتخبين إلا أن المراجعة التاريخية لمباريات المنتخب مع هذين المنتخبين تبعث على التفاؤل.. ففي البطولات الآسيوية التي كسبها المنتخب مرَّ قطار الأخضر على سكة هذين المنتخبين وكانا جسور عبور له نحو البطولة.. فلعل التاريخ يعيد نفسه..

** ما يقلق هو المنتخب الياباني المرشح الأول للبطولة.. يكفي أنه الوحيد الذي هزم المنتخب على النهائي مرتين.. اليابان تتجه لأن تصبح برازيل آسيا.. منتخبها صار له هيبته واسمه، يلعب كرة مدروسة وألعاباً تكتيكية متقنة، منتخب يعرف متى يتحرك وكيف يتحكم باللعب، لاعبون يتحركون بذكاء لا يبعثرون مجهوداتهم دون طائل.. منتخب يعرف كيف يفوز بأقل مجهود ويسجل متى ما أراد.. مسيرته المتصاعدة في البطولة تكرار لمسيرته في البطولة السابقة.. ومع هذا قد يتعرض لمفاجأة ترميه خارج البطولة بسبب الثقة الزائدة.

هكذا أفضل..!!

الفرصة الخيالية التي ضاعت من مهاجم منتخبنا اللاعب الواعد سعد الحارثي أمام المنتخب الكوري في الوقت بدل الضائع للمباراة وجدت ردود فعل أعلامية كبيرة من الإعلام المكتوب والفضائيات لسهولة الفرصة وبسبب توقيتها الحساس وأيضاً تعاطفاً مع اللاعب الذي أبدى أسفاً وحسرة كبيرة على ضياعها.

** من الناحية الفنية فإضاعة الفرصة أمام الكوري لم يكن بسبب قصور تهديفي لدى اللاعب بل بسبب التسرع والاستعجال ليس إلا.. وهذا الاستعجال سبق أن حرم اللاعب من تدوين اسمه في القائمة الذهبية لأصحاب الأهداف المونديالية.. عندما تسرع في كرة سهلة أمام المرمى الإسباني وضاعت منه.. ولكن هي الكرة تجارب وخبرات.

** الإعلام بمختلف وسائله ومشاربه وزملاء اللاعب وقبلهم المسؤولون عن المنتخب قدموا انموذجاً جميلاً في الشد من أزر اللاعب ورفع معنوياته وإعادة الثقة إليه.. وإزالة الاحباط الذي خلفه ضياع مثل هذه الفرصة الهامة.

** هذه المؤازرة والدعم المعنوي أثمر عن عودة اللاعب بحماس وبثقة كبيرة أثمرت عن هدف ثمين أمام المنتخب الإندونيسي عوض به تلك الفرصة الضائعة.. ولم يكن الكسب فقط لهذا الهدف.. ولكن الأهم المحافظة على معنويات لاعب سيكون له في المستقبل دور كبير في مسيرة المنتخب ويسجل اسمه ضمن المساهمين في إنجازاته وبطولاته.

** هذه الأنموذج في المؤازرة والدعم هو تطور جيد ينبغي التمسك به بعيداً عن ما حدث سابقاً في مواقف أدت إلى خسارة لاعبين أو احباطهم بسبب إخفاق أو هبوط مستوى أو خطأ عفوي.

** ولعلنا نستحضر سالفة ايقاف سامي الجابر وعبدالرحمن التخيفي (ستة أشهر) ومحمد الدعيع وعبدالرحمن الرومي (ثلاثة أشهر) بسبب خسارة المنتخب الأولمبي لإحدى المباريات!.. فأوقف التخيفي لأنه أخطأ بكرة ذهبت لمهاجم الخصم وأوقف الدعيع لأنه كان متقدماً عن المرمى..! والرومي لأنه أضاع ضربة جزاء كسبها الجابر.. وسامي أوقف بتوصية من الأستاذ الفاضل علي داود! هذه مقارنة تاريخية بين سياستين مختلفتين تماماً في معالجة أخطاء وعثرات اللاعبين.

في الآسيوية الدفاع يكسب!!

في مراجعة فنية ورقمية سريعة لمسيرة منتخبنا في البطولات الآسيوية التي كسبها في السابق.. يتضح أن سر الفوز كان لدى الدفاع وليس الهجوم كما اعتاد الإعلام أن يظهره.. الدفاع القوي كان هو سلاح المنتخب خصوصاً في بطولتي عام 84م في سنغافورة وعام 88م في الدوحة.

** فشباك منتخبنا في البطولتين لم تهتز سوى (ثلاث مرات) في 11 مباراة هدفين في 84م وهدف في بطولة 88م.. وهذا رقم قياسي عوض فيه الشح التهديفي والضعف الهجومي للمنتخب.

** ففي مقابل هذه المتانة الدفاعية لم يكن الهجوم مواكباً لتفوق الدفاع.. بدليل أن (هداف المنتخب) في وقته لم يسجل سوى (ثلاثة أهداف) في البطولتين (11 مباراة) وللإنصاف وحفظ الحقوق نشير للعناصر الثابتة في دفاع المنتخب خلال البطولتين.. صالح النعيمة (قائد المنتخب وقلب الدفاع) والظهير محمد عبدالجواد والحارس عبدالله الدعيع.

مباراة من ذاكرة التاريخ

لو أردنا استعراض أهم المباريات التي خاضها المنتخب آسيوياً وأكثرها إثارة فستكون مباراة منتخبنا مع الصين في بطولة 96م بالإمارات في مقدمتها.. الغريب أن هذه المباراة وأهدافها ولحظاتها المثيرة لقيت تجاهلاً كبيراً من القناة الرياضية.. الذهبية!! وكأنها لا تعترف بهذه البطولة السعودية القارية!.. ومقابل التعتيم عليها فضلت تقديم أهداف للمنتخب الأولمبي قبل ربع قرن.

** مباراة الصين كانت هي المنعرج والمنعطف الأهم في مسيرة المنتخب لكأس البطولة.. فبعد أن أيقن الجميع بخروج المنتخب من البطولة عقب تقدم الصين بهدفين في دور ربع النهائي تحولت الأمور بقدرة قادر رأساً على عقب وبشكل درامي يندر تكراره.. عندما دفع المدرب فينجاد بعبقري الكرة ونمر آسيا يوسف الثنيان الذي سجل هدفين وصنع هدفين آخرين لسامي الجابر وفهد المهلل.. وفاز المنتخب بالأربعة ليندفع متجاوزاً إيران ثم الإمارات ويكسب الكأس بالترجيح.

(الهدامة) تطارد المنتخب ولاعبيه!!

عندما يأتي الإرجاف والحرب الإعلامية والآراء الهدامة! ضد منتخبنا الوطني من إعلام منتخب منافس أو حاسد فهذا شيء طبيعي وليس مستغرباً.. ولكن عندما تطعن في الظهر من إعلام وطني محسوب فهذه وقعها أشد لأنه يأتي على هيئة الوطنية والبحث عن مصلحة المنتخب.. ما يذكرنا بمقولة اللهم اكفني شر أصدقائي قبل أعدائي.. وهؤلاء يرغبون بتفوق المنتخب ولكن ليس أي منتخب بل منتخب يشكل على مزاجهم وحسب ميولهم وأهوائهم.

** الآن وقع المنتخب بين السندان والمطرقة سندان المنتشري ومطرقة نور.. ولا ذنب لهذين اللاعبين المتميزين بهذا.. ولكن هكذا هما يستخدمان لطعن المنتخب.. المنتخب في معمعة المنافسة وهم لماذا لم يضم هذا ولماذا يستبعد الآخر!!.. وقلوب الدفاع ليسوا أفضل من المنتشري وتكر وهكذا.. ولو وجد نور والمنتشري لكسب المنتخب الآسيوية.. بمعنى لو لم يكسب الكأس فبسبب غياب الاثنين.. حتى والمنتخب لم يسبق أن كسب الآسيوية بوجودهم.. ويسوقون (المانشتات) المرجفة والمحبطة وينسبونها للجماهير.. لزيادة التفرقة بين المنتخب وجماهيره.

** ويصرون على الايقاع بين مهاجمي المنتخب ياسر ومالك.. ولا يملون من المطالبة باستبعاد ياسر لمصلحة الحارثي!.. ويقللون من قيمة التعادل مع كوريا بحجة أنه فريق ضعيف.. ويستكثرون الفرحة بها ويصفونها بالهستيرية وأنها تقلل من قيمة المنتخب.. في حين لا زالوا يطبلون للفوز بالبطولة المحلية.. ويظهرون الغيرة على المنتخب وينقدون بعض القنوات الخليجية لأنها ضد المنتخب وهم يفعلون ما هو أبشع منها.. وصدق من قال عدو عاقل خير من صديق جاهل.

ضربات حرة

* عبده عطيف (معلم وسط) حقيقي.. ولو شارك أساسياً سيتغير أداء المنتخب في وسط الميدان.

* قلبا الدفاع أسامة هوساوي ووليد عبد ربه كانا على مستوى الثقة.. فاختفت من دفاع المنتخب الانبراشات والتجليات والأخطاء المضحكة.

* الاحتجاج الإندونيسي على الحكم ناتج من صدمة الخسارة.. وإلا فالحكم جاملهم باحتساب هدف من هجمة في أساسها هي خطأ لمصلحة المنتخب السعودي.

* ياسر قاد هجمة خرافية وتجاوز أربعة من مدافعي إندونيسيا.. ووضع الكرة لمالك على خط الستة.. ولكن تسرع مالك وسددها عالية.

* مالك لم يقدم نفس مستواه مع كوريا بسبب الاجهاد والرقابة والألعاب الخشنة ضده..

* رأسية ياسر في المرمى الإندونيسي لم تكن ضربة رأس تقليدية.. بل لعبها بحرفنة وعنف كما لو سددها بقدمه.. وعلى طريقة جاسم يعقوب.

* يا صاحب تصريح (المخباة).. طالعنا (مخباتك) ما لقينا فيها إلا (الضعوي) لا بطولات ولا إنجازات على مستوى منتخب ولا حتى الأندية.. فعلى ماذا هذا الغرور!.

* يا ترى لماذا قناتنا من دون القنوات الخليجية حافلة بكل هذا الضجيج والضوضاء والأغاني والكليبات!.. ورسائل يومية عن مجموعات مشجعين أشبه بالمهرجين وأشكال غريبة ورقص وحركات غير لائقة.. ألا يعطي هذا انطباعاً سلبياً عن الشباب السعودي وعن القناة؟!!

* بلغ وفد القناة لتغطية فعاليات البطولة الآسيوية (30) فرداً بما قد يفوق عند بعثة المنتخب نفسه.. ونشاطهم رسائل عن المشجعين هناك ولقطات من حفل ومقابلة مملة..

* كثيراً ما اشتكى مسؤولو القناة الرياضية من ضعف الميزانية والشح المالي.. ولكن مع هذا العدد المهول من موفديها المنتدبين لشرق آسيا يبدو أنها صارت تتمتع بكرم وبذخ لا حدود له!

* كأن البرازيل لم يكفها السيطرة على كرة القدم عالمياً فتتبعها الآن بالسيطرة على لعبة الكرة الطائرة..!!

* عودته لا تتجاوز اجترار معلومات ومواقف رياضية قديمة يستحق عليها لقب (الكاتب المجتر).

* لم يكتف بالاجترار بل استغل جهل الكثيرين بالأحداث القديمة ليعمد إلى تزوير الحقائق والكذب والتلاعب بالتاريخ!!.. فهو يعلم أن من يعرف أكاذيبه لا يرغب في الرد عليه ومنحه قيمة وأهمية يبحث عنها!.

* تحدث عن المهاجم القديم لفريقه وامتدح تسجيله للأهداف في المنافس الذي هو معيار نجاح لاعبي فريقه.. وذكر أن هذا الهداف تم تكريمه بطباعة كتاب عن سيرته!

* ولكنه نسي أن (يجتر) لنا معلومة أن هذا الهداف المسكين دخل السجن بسبب أقساط سيارة لا تتجاوز قيمتها الـ(70 ألف) ريال وبقي ثلاثة أشهر وسط عدم مبالاة ناديه.. حتى تدخل سمو الأمير سلطان بن فهد وسدد كامل المبلغ ليخرج للحرية ولعائلته المسكينة.

* بعد انسحاب الهلال من صفقة ظهير القادسية الطريدي عقب تدخل النصر والاتحاد ومزايدات القادسية.. أين ذهب هؤلاء المزايدون على الصفقة؟ لقد انسحبوا بعد انسحاب الهلال!!.. هدفهم فقط التخريب وإفساد الصفقة الهلالية!.. ولعل في هذا درساً لإدارة القادسية.

* تدشين الموسم بالإبعاد والإيقاف برأيي أنها سياسة عقيمة!.. فمتى يتم التعامل مع المحترفين كما يعامل الموظفون بالحسم المادي الصارم بعيداً عن سياسة الإيقاف والإبعاد؟!

* عيسى الجوكم مسؤول (وكالة الأنباء الفرنسية) (ا ف ب).. لا بد أن يخفف من تقاريره عن سعد الحارثي لأنها ستقتله قبل أن يبدأ.. فمن الحب ما قتل فإمكانات الحارثي أكبر من هدف في مرمى إندونيسيا.. وينتظر منه أكثر من هذا.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6210 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد