Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/07/2007 G Issue 12711
رأي الجزيرة
الاربعاء 04 رجب 1428   العدد  12711
الطريق إلى السلام

في البحث المضني عن السلام في المنطقة تبرز العوائق الإسرائيلية دوماً أمام هذه الجهود، وتتزايد الحاجة إلى مواجهة هذه العوائق بما تستحقه من حسم يمكن أن ينتقل بالجهود من مرحلة الأماني إلى ساحة التطبيق الفعلي الذي يتيح تفاوضاً جدياً على أسس معترف بها من قبل جميع الساعين إلى السلام وفي مقدمة تلك الأسس العملية والواقعية في المبادرة العربية للسلام التي تلقى اجماعاً عربياً ودولياً.

التحرك الأمريكي الجديد الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي والمتمثل في عقد مؤتمر دولي الخريف المقبل سيكون مجرد محاولة أخرى غير مضمونة النتائج إذا لم تصاحبه إجراءات عملية تحذّر إسرائيل من خطورة ما تقوم به من عرقلة لمساعي السلام، فمن المؤكد أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، كما أن من المؤكد أن البناء على قواعد ثابتة ومبادرات مطروحة أصلاً على الساحة من شأنه أن يحقق الانطلاقة المأمولة والمرجوة، خصوصاً وأن المبادرة العربية للسلام، التي تنص على سلام شامل مع إسرائيل مقابل انسحابها من جميع الأراضي المحتلة منذ 1967م، تنسجم مع ما هو مطروح دولياً فيما يتصل بقيام دولتين؛ فلسطينية وإسرائيلية مثلما تنادي بذلك الإدارة الأمريكية.

وسيكون من المفيد أن تتوجه المساعي الجديدة لتصب في ذات المسار الذي يتبلور في المبادرة العربية باعتبار أنها تستقطب اعترافاً دولياً ما يعني إمكانية توفير الغطاء اللازم لها والذي يتحقق من هذا الاجماع الدولي.

لقد نبهت المملكة دائماً إلى خطورة ما تتسبب فيه سياسات التسويف الإسرائيلية وآثارها الوخيمة على الأوضاع في المنطقة، إلى الدرجة التي باتت معها هذه الحالة السلبية تتجاوز بآثارها مجرد المحيط الشرق أوسطي إلى العالم بأسره، ومن هنا تتضح ضرورة تنبيه العالم إلى الانتباه تقوم به إسرائيل من تهديدات مباشرة لأمنه واستقراره.

ومع استمرار هذا التجاهل اللامسؤول فإن المنطقة تظل تتحمل كل الأخطار الناجمة عن سياسات إسرائيل، بينما تبقى الدول التي تعينها على تنفيذ سياساتها القميعة وكأن الأمر لا يعنيها بل إنها توجه انتقاداتها للجانب الفلسطيني وتتهمه بمختلف النعوت ما يشجع إسرائيل على مضاعفة القمع والتنكيل بالفلسطينيين وارتكاب المجازر بحقهم.

إن وقفة أمينة مع النفس ورؤية واقعية للمصالح ينبغي أن تنبه داعمي إسرائيل إلى ضرورة إعادة النظر في دعم مثل هذا الكيان الخارج على القانون وعلى كل عرف دولي، فهدف الوصول إلى عالم خال من هذه السقطات الكبرى، المتمثلة في سياسات إسرائيل، يقتضي مراجعة السياسات المؤيدة لإسرائيل، حتى يستطيع العالم التفرغ للمشكلات الكبرى التي تتعرض لها الإنسانية.

****


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد