المنتخب السعودي في جاكرتا يسير بشكل جيد حتى الآن.. قدم مباراتين على مستوى ممتاز نفسياً وتنافسياً وتضحية وروحاً.. ومستوى جيداً على الصعيد الفني والتقني توجهما بأربع نقاط ثمينة قربته كثيراً من إحدى بطاقتي التأهل.. الأداء السعودي جاء في مستوى الحماس والمتابعة الجماهيرية... حيث قدم اللاعبون أقصى ما لديهم وخصوصاً أمام إندونيسيا.. حيث انتزعوا فوزاً صعباً أمام منتخب مخيف بروح لاعبيه واندفاعهم ودعم جماهيرهم.. فلا يمكن مطلقاً التقليل من الفوز السعودي كونه جاء أمام منتخب إندونيسيا الذي كان متواضعاً فيما مضى على عكسه في هذه البطولة حيث ظهر الإندونيسي بشكل قوي من حيث السرعة والجماعية والرغبة الحقيقية في الفوز.. وهذه الأمور إذا ما دعمتها الأمور الفنية كما حدث لكوريا مثلاً في كأس العالم 2002م فإنها كافية لتحقيق أعظم الإنجازات وهذا ما يدعونا للتفاؤل بنجومنا الذين كانوا عند حسن الظن وبذلوا وقدموا جهداً مشكوراً متجاوزين العديد من العقبات سواء نقص الخبرة أو حداثة معظم اللاعبين ومعهم الجهاز الفني.

ورغم عدم اتفاق البعض مع السيد أنجوس حول بعض الأسماء إلا أن الطابع العام والتشكيل السعودي يؤكد أن الأخضر لديه الكثير ليقدمه في البطولة وهو يتقدم مباراة عن الأخرى.. حيث إن الارتفاع التدريجي في الأداء هو الفارق بين المنتخبات المشاركة.. فالمنتخب القادر على التطور والارتفاع بمستواه يكون أوفر حظاً ممن يقدم كل ما لديه في الأدوار الأولى وربما يخرج مبكراً..

** الإعداد النفسي للاعبين وغياب الضغوط الإعلامية والجماهيرية حررت اللاعبين وجعلتهم يركزون على تقديم أفضل ما لديهم.. وتشاء الأقدار أن تكون مباراتنا القادمة أمام البحرين هي الفيصل في التأهل بعد أن هزم البحرينيون كوريا وحققوا نتيجة مفاجئة قد تطيح بالكوريين خارج البطولة.. ولذلك فالمباراة القادمة للأخضر السعودي هامة جداً، لكن النقطة الأهم في اللقاء هي أن الفوز سيكون المطلب الأول للبحرين، وهو ما يجعل اللقاء يختلف عن اللقاءات السعودية البحرينية السابقة من حيث الشكل والمضمون وهي اللقاءات التي تكون عادة عبارة عن دفاع بحريني وهجوم سعودي مما يعني أهمية أن نستفيد من هذه النقطة في أسلوب اللعب حتى تسهل المباراة للاعبينا حين يفتح البحرينيون اللعب بحثاً عن الفوز.. ولذلك فالسيد أنجوس سيكون المعني الأول بهذا الأمر للاستفادة من الاندفاع البحريني المتوقع ليبني إستراتيجيته على ذلك.. وعلى أية حال فالثقة بحول الله في لاعبي المنتخب السعودي كبيرة في التأهل والفوز بعيداً عن أي حسابات أخرى وعند ذلك سيكون أمام الأخضر مهمة أصعب وأشد بلقاء إما إيران أو الصين وكلاهما في أفضل حالاته حالياً.. لكن نجومنا عند مستوى الثقة والتحدي - بإذن الله -.

معسكر تونس

** لن يكون للمعسكر الهلالي في تونس أي جدوى إذا لم يحسن الهلاليون اختيار عناصره ويحددوا من الآن القائمة التي سيتم إعدادها للموسم المقبل.. فالفريق الأزرق لديه العديد من العناصر الشابة التي يمكن أن تدخل التشكيل الرئيس متى تمَّ منحهم الفرصة وتمَّ إبعاد العناصر المستهلكة التي أثبتت الأيام والتجارب عدم إمكانية تطورهم أو إفادتهم للفريق بالشكل المطلوب.. ولعل المتابع للخطوات الهلالية يجد التركيز الكبير على عناصر مستهلكة ومنتهية وعلى رأسهم المهاجم عبد الله الجمعان الذي ما زال الهلاليون يمنحونه الفرصة تلو الأخرى.. في الوقت الذي ثبت عملياً عدم الحاجة له في ظل وجود عناصر أفضل وأكثر شباباً في خط الهجوم.. والحديث يجرنا أيضاً للبحث الهلالي المتواصل عن مهاجم رغم الحاجة الماسة لمراكز أخرى أهم وأكثر حاجة للتدعيم.. وعلى سبيل المثال فإن الوسط الأيسر بحاجة للاعب كبير يساعد الشلهوب الذي لم يقدم مستواه المعهود في الموسم الماضي إما بسبب الإصابة أو الإجهاد وانخفاض المستوى أو الانضمام للمنتخب ما يعني عدم وجود البديل في حالة غيابه الفني أو البدني.. وفي تصوري أن البحث عن أجنبي في الجهة اليسرى أفضل وأسهل وأضمن نجاحاً.. وقد يكون البحث عن مهاجم مقبولاً عندما كان الصويلح والعنبر مع المنتخب الأولمبي لكن الأمور تغيرت الآن باستبعادهما وعلى الإستراتيجية الهلالية أن تتغير تبعاً لذلك.. فوجود مهاجم بجوار ياسر رغم وجودهما وغيرهما من العناصر الشابة وعلى رأسهم مشعل الموري في الجهة اليمنى والآخرون سيجعل الاستفادة الهلالية من العناصر الأكثر جاهزية أقل فمن طبيعة الأمور أن تبحث عن البدلاء وتنظر في إمكانية تواجدهم كأحد الحلول.. وفي الهجوم البدلاء عديدون لكن الوسط الهجومي والأطراف فإن بدلاءهما معدومون أو أقل مستوى وبمراحل عن الأساسيين، ولذلك فوجود الأجنبي يكون مطلباً ملحاً لكنه ليس كذلك في الهجوم.. ويكفي أن يعرف الهلاليون أنهم حققوا ست بطولات بمهاجميهم الحاليين من دون ياسر القحطاني الذي بوجوده يجب أن يغلق ملف الهجوم تماماً.. لكن هل من مجيب؟!

لمسات

** من مصلحة الهلال والحارس حسن العتيبي أن يتم التخلي عنه لأندية أخرى.. وكذلك الجمعان والمفرج.. ومن مصلحة الهلال إعطاء الفرصة للمدافعين الشباب ومنحهم الثقة لأنه لا يُوجد خارج الهلال من يمكن الاستفادة منه لأسباب عديدة.. في حين أن الحلول موجودة، لكنها تريد الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار!

***

** ليفترض الهلاليون غياب الشلهوب عن الفريق لأي سبب من الأسباب.. هل تظل الجهة اليسرى معطلة وهي أصلاً تفتقد للفاعلية بانخفاض مستوى الخثران وعدم وجود البديل؟!

** جميل جداً أن يسير الأخضر بثبات متجاوزاً أصوات النشاز التي تتحدث عن نور والمنتشري وشارة القيادة وصغائر الأمور.. ليكتشف نجوم الأخضر أن لا تأثير لأولئك مهما فعلوا!

***

** يوسف الثنيان نجم مبدع في تحليلاته ورؤيته الفنية محللاً لكأس آسيا.. وشخصياً لم أتوقع أن يكون لدى الفيلسوف هذه الرؤية الفنية والحضور الجيد بالشكل الذي شاهدناه.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم أرسلها إلى الكود 82244