Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/07/2007 G Issue 12710
رأي الجزيرة
الثلاثاء 03 رجب 1428   العدد  12710
لبنان.. انتفاضة من أجل البقاء

على الرغم من أجواء التكتم التي أحاطت بلقاء الفرقاء اللبنانيين في ضاحية باريسية فإن القدر اليسير من المعلومات التي تسربت تفيد بنوع من التفاؤل ظهر في تصريحات الجهات المتابعة للقاء داخل لبنان ذاته، مع إفصاح تلك الجهات عن إرادة قوية لإحداث هزة أو قل انتفاضة، على حد تعبير سياسي لبناني، من أجل بقاء لبنان، معربة تلك الأطراف عن الأمل في تجاوز المعضلات القائمة من خلال توافق وطني يضع مصلحة لبنان في الصدارة..

وبالطبع فإن بالإمكان إنجاز الكثير، كما أن من المؤكد أن هذه اللقاءات على الأرض الفرنسية أسهمت في إزالة بعضٍ من الجليد، فقد أشار مشاركون في اللقاء إلى هذا الأمر منوهين بأن مجرد جلوسهم مع بعضهم هو أمر إيجابي باعتبار أنهم كانوا يفتقرون إلى أي نوعٍ من التواصل كأطراف في الأزمة، حتى ولو عن طريق الاتصالات الهاتفية..

ومن المهم الإشارة إلى نقاط التوافق المتحققة وأولها عدم اللجوء إلى العنف ومنع الفوضى وعدم تعطيل الاستحقاق الرئاسي مع عدم السماح للتدخلات الخارجية بإفساد الشأن الداخلي، وهذه شكلت العناوين البارزة لما تم في فرنسا، وتلمس هذه النقاط في الصميم عمق المشاكل، ويبقى من المهم أن تتواصل مجالات الحوار بالطريقة التي تحافظ على تلك الروح المتحققة في فرنسا، وان تلتقط الأطراف اللبنانية المعطيات الإيجابية للبناء عليها، فالعمل المثمر يعتمد على مدى جدية الأطراف اللبنانية ذاتها التي لقيت دفعة للتحرك من خلال هذه المبادرة الفرنسية التي تؤازرها أطراف عربية فاعلة..

التأكيدات على هذه العناصر تنبع من إرادة لبنانية مخلصة وواعية بظروف البلد واحتمالات الانزلاق إلى فوضى لا تحمد عقباها في ظل الوضعية اللبنانية المسكونة بمهددات التدخل الأجنبي وتأثيراته الوخيمة على التركيبة السياسية والطائفية والاجتماعية..

ويحمد للمبادرة الفرنسية أنها أفلحت في تحريك الحالة الراكدة واستنهاضها للإرادات الكامنة دافعة بها إلى ساحة الحركة والفاعلية، ويتعين رؤية قدرٍ ما من التجاوب مع ما أحدثته هذه الروح الجديدة، مع التركيز على الإيجابيات ومع الإقرار بأن كل شيءٍ لن يتحقق ما بين يوم وليلة، ومع الإقرار أيضاً بأن التنازلات هي أمرٌ لا بد منه إذا كان لا بد من تحقيق مصلحة الوطن ككل.. لقد كانت الذكرى الأولى لحرب الصيف المنصرم مناسبة توالت فيها عبارات التصميم من قِبل الأطراف المصطرعة على ضرورة إنقاذ لبنان مع تأكيد على دور الجيش في تأمين البلاد، خصوصاً أن هذا الجيش يخوض اليوم معركة شرسة ضد فئة تهدد بإعادة البلاد إلى سنوات الحرب الأهلية بكل مآسيها التي لم تبرح الذاكرة، والتي تجعل اللبناني أكثر تصميماً على عدم السماح بنبذها وإلى الأبد.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد