جاءت خلاصة الدراسات التي نشرتها (الجزيرة) يوم أمس الأول السبت والتي تتعلق بهموم وسلوكيات ومشكلات الشباب في المملكة؛ لتضعنا أمام خطوة تاريخية مهمة تجسد الواقع وتتعامل معه بموضوعية وبمنهجية نحن بأمسّ الحاجة إليها، وخصوصاً مع القطاع الشبابي الأكثر عدداً وتأثيراً وتفاعلاً مع ما يجري في محيطه سواء في المدن الكبيرة أو في الأرياف والقرى الصغيرة النائية.
هي دراسات تتحدث بوضوح عن البطالة وعن الدوافع الإجرامية والانحرافية، عن انتشار الظواهر والسلوكيات الخاطئة وأسباب التسرب من التعليم الجامعي، وعن تأثير وجود نسبة كبيرة من الوافدين في المملكة، وهي في المقابل توصي بتوفير الفرص الوظيفية للشباب من كلا الجنسين، وإيجاد الحوافز اللازمة للاستمرار في العملية التعليمية بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وكذلك تفعيل وتنشيط البرامج الرياضية والثقافية الشبابية المشتركة مع الدول الأخرى، والعمل على معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية التي تعاني منها قطاعات عريضة في بعض المجتمعات القروية والريفية في المملكة، وأدت إلى البطالة والمرض والأمية والجريمة، كما أوصت بدعوة وزارة المالية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى التفكير في تخصيص معاشات للفئات العاطلة عن العمل وضرورة اتباع سياسات وخطط تنموية للنشء الجديد.
ومثلما ذكرت ستبقى في مضامينها وتوقيتها ومعانيها وتوصياتها وأهدافها خطوة رائعة ورائدة، وسوف يكون لها بإذن الله مردود حضاري وإيجابي على الوطن والمواطن متى ما أخذت طريقها للتنفيذ، ومتى ما تحملت الأجهزة الحكومية والأهلية مسؤولياتها، وقامت بأدوارها الوطنية في دعمها والاهتمام بها؛ نظراً لما تمثله هذه الدراسات من قيمة معرفية هائلة لا غنى عنها في سائر المجالات التنموية وليست الشبابية فحسب..!
المكسب (أنجوس)
بعيداً عن الاحتمالات وحسابات التأهل للدور الثاني وعن نتيجة المباراة المقبلة أمام البحرين، سيكون منصفاً وضرورياً أن نمنح الأخضر حقه من الإشادة، والمدرب (أنجوس) نصيبه من الإطراء والثناء على نجاحه وبراعة أسلوبه ومنطقية تغييراته وصحة قراءاته أمام كوريا ثم إندونيسيا وخير من يقود الأخضر في المرحلة الانتقالية المقبلة بغض النظر عن نتائج منتخبنا في البطولة الحالية.
برأيي أن المدرب (أنجوس) هو الإنجاز الحقيقي للكرة السعودية في هذا التوقيت الصعب، وهو القرار الحكيم والاختيار الموفق لاتحاد الكرة، لا أقول ذلك حباً فيه أو لمجرد التعاطف معه، ولكن لأن الكرة لدينا في حاجة للاستقرار والاستمرار مع مدرب جريء ومتمكن وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة وأهمها شخصيته القوية وعدم اعترافه بالأسماء التي لا تملك من الإمكانات سوى الضجيج الإعلامي.
لنجرب ولو لمرة واحدة، ولنجعل من (أنجوس) المدرب المناسب للأخضر حتى تصفيات أو نهائيات مونديال 2010م.
تشويه لا يليق ب(الإخبارية)
بقيادة الإعلامي الموهوب والمتمرس الأستاذ محمد التونسي، قدمت (الإخبارية) نفسها للمشاهد كقناة مرموقة وقادرة على منافسة مثيلاتها داخل الوطن وخارجه، وحققت في السنوات القليلة الماضية نجاحات لافتة زادت من شعبيتها وحجم انتشارها وبالذات في البرامج الاجتماعية والحوارية التي تألقت فيها المذيعة البارعة ريما الشامخ شفاها الله.. كل ذلك يحدث في البرامج والمواد والفقرات والمنوعات بمختلف اهتماماتها وعناوينها باستثناء الرياضية منها، التي تسيء لشهرة القناة وتشوه صورتها أمام مشاهديها وتجعل تألقها ينقلب إلى فوضى وتخبط وفشل ذريع لا يليق بمكانة واحترافية القناة.
في الأسبوع الماضي وفي الليلة التي سبقت لقاء منتخبنا الافتتاحي في بطولة قارية أمام المنتخب الكوري، كانت البرامج الرياضية في الإخبارية تمارس كعادتها في المناسبات الوطنية الحساسة أسلوب الإثارة المبتذلة ومناقشة قضية تافهة هي للعبث والغوغائية أقرب من أي شيء آخر، وإلا بماذا نفسر انشغال برنامج (مداد في الرياضة) في تلك الأمسية المخجلة بموضوع نادي الوطن، في الوقت الذي كانت فيه الجماهير السعودية بل والمشاهدون عموماً يتطلعون إلى تقديم حلقة تتحدث وتناقش وتدعم وتوحد الجميع مع منتخب الوطن؟!
والأسوأ من اختيار موضوعات البرامج الرياضية هو استضافة أسماء هامشية غير معروفة تقلل من قيمة القناة وتؤثر على سمعتها وعلى مصداقيتها وسلامة مواقفها، كما تؤكد أن هنالك ضعفا واضحا في الإعداد وارتجالية مكشوفة وعدم احترام لمشاعر وعقليات وأذواق المشاهدين الذين باتوا يتألمون من المستوى الهابط الذي وصلت إليه البرامج الرياضية في (الإخبارية).
من أجل أن تستعيد القناة وهجها وجماهيرها ونجاحاتها، وحتى لا يضيع جهد وتعب وتخطيط المخلصين فيها، نتمنى أن ترتقي البرامج الرياضية إلى المستوى اللائق بالإخبارية وبما تمثله الرياضة السعودية وتتطلع إليه جماهيرها العريضة.
الطائي في خبر كان
لم تكن إجابات عضو شرف الطائي الأستاذ فهد الجراد في حواره مع الجزيرة مجرد آراء أو وجهات نظر شخصية يمكن رفضها أو قبولها، وإنما عبارة عن اتهامات صريحة ومباشرة لمجلس الإدارة، ولم يكن المتحدث شخصا عاديا أو بعيدا عن النادي لا يدري ماذا يدور داخله، وإنما رجل مهم ومطلع ويتولى منصب نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف؛ لذلك وحتى لا تزداد الأمور غموضاً وتعقيداً وتتفاقم المشكلات وتتسع دائرة الخلافات بين الإدارة وأعضاء الشرف فإن إدارة الطائي مطالبة بسرعة إيضاح موقفها، والتعليق والرد على الاتهامات التي ذكرها؛ لأن سكوتها يعني إثبات صحة كلامه، وأن الطائي يمر فعلا بكارثة ستهدم بناءه وتقضي على تاريخه ومكتسباته.
عموماً ما تحدث به الجراد وقبله الصادر وما يتردد من جدل واسع على صعيد أعضاء الشرف والجماهير، هو نتاج خطأ التعامل مع أعضاء الشرف ووسائل الإعلام، والإنصات للآراء والتدخلات التي لا تهدف إلى مصلحة الطائي بقدر ما تبحث عن تحقيق رغباتها الشخصية وتصفية حساباتها، والمتضرر الأول والأخير هو الطائي الكيان والجماهير والحاضر والمستقبل.
* * *
- نجحت (العربية) بالمذيع المتألق وصاحب الحضور القوي بتال القوس وبالتغطية الميدانية للزميل النشط أحمد العجلان على الرغم من المدة القصيرة لبث برنامجها الرياضي اليومي.
- من المفترض أن يكون الهدف الثمين لسعد الحارثي في مرمى إندونيسيا سبباً في دعمه ومواصلة نجوميته، وليس التراجع والتعالي كما فعل بعد هدفه في الكويت قبل سنتين.
- الإرادة القوية تغلبت على جراح ومآسي وأوجاع العراقيين، مثلما تفوقوا بروحهم وعطائهم على غطرسة وقوة ودعاية وإمكانيات المنتخب الأسترالي.
- أجاد الاتحاد العراقي في اختيار المدرب الداهية (فييرا)، بينما فشلت الأندية السعودية في اكتشافه والتعاقد معه رغم نجاحه وخسارة الطائي لخدماته في منتصف الدوري..!
- رحم الله الفقيد خالد الدحيلان، وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com