يطرح الرياضيون في مجالسهم ومنتدياتهم وصحفهم مشكلة (التعصب الصحفي) سواء كان من الكُتاب الرياضيين أو من الصحفيين في أطروحات متفاوتة وتشخيص متباين تجاه التعصب الرياضي في جزء من الصحافة المحسوبة علينا ونحن منها براء.. فهناك تشخيص تضليلي يطرحه البعض لجعل ذلك التشخيص ستاراً لتعصبهم وضيق أفقهم وبسلوك ممقوت ينظرون من خلاله، مع أنهم هم أنفسهم من أدوات التعصب وموطنه في الصحافة المحلية.. وإذا أردنا أن نكون منصفين فلنبدأ من حيث منبت الداء.. وهم بعض من قُدر لهم أن يكونوا مسؤولين في الأندية.. فبعض رؤساء الأندية هم الذين زرعوا التعصب في الأوساط الرياضية.. بينما الكُتّاب والصحفيون ينقسمون إلى قسمين، قسم نزيه ونظيف وحر، وآخر يسبح في محيط (الريس)، ويتسابقون على فتات الموائد وعلى الإكراميات والهبات فأصبحوا ملوثين ليس لآرائهم أي قيمة حقيقية، وقد فقدوا احترام الآخرين بعد أن فقدوا الحدود الدنيا من الكرامة، رغم أن الله تعالى أكرم بني آدم لكن هؤلاء تمسكوا بالدونية فضربت عليهم المسكنة والذل والانكسار. وهؤلاء أخذوا قبيل بدء بطولة كأس أمم آسيا في التشكيك بلاعبي المنتخب الوطني ومدربه وإدارييه من أجل استبعاد لاعب أو تنسيق آخر من منسوبي نادي ذلك (الريس) الذي أصبح عميداً مقيتاً للتعصب، أرادوا به الشوشرة على أداء المنتخب ونتائجه، لكن شباب المنتخب السعودي قد قطعوا قول كل خطيب بتجليهم في المباراتين السابقتين أمام كل من منتخب كوريا الجنوبية وإندونيسيا، فظهر قلبا الدفاع وليد عبد ربه وأسامة هوساوي بمستوى رائع وفرضا نفسيهما على خارطة الكرة السعودية لأعوام قادمة - بإذن الله - الذي جعل من تلك الحملة (الغبية) عليهما برداً وسلاماً.
وبتمحيص المباراتين السابقتين يتضح جلياً علو كعب الصقر الطائر ياسر القحطاني، وكان خطؤه الأوحد مطالبته بتهدئة اللعب بعد تحقيق هدفه السينمائي في إندونيسيا، بينما برز مالك في مباراة كوريا، لكنه اختفى خلف خشونة لاعبي إندونيسيا في المباراة الثانية، وفي مباراتنا والمنتخب الإندونيسي سيطر منتخبنا على ربع الساعة الأول وربع الساعة الأخير، ويستغرب الجميع بقاء تيسير الجاسم في دكة الاحتياط وقد بدأ أثره واضحاً حال نزوله أرض الملعب، وإن ننسى فلن ننسى السبع سعد الحارثي وهو يفترس شباك المنتخب الإندونيسي بهدف لا أروع ولا أثمن وقد وضعنا قدمنا في المرحلة التالية من هذه البطولة المشتعلة، ودوماً كبير يا الأخضر، ونقطة الضعف الواضحة والصارخة اللاعب أحمد البحري ففي الحالة الدفاعية يكون مستواه ضعيفاً رغم أنه هو الذي رفع الكرة التي طار لها ياسر ووضعها في المرمى الإندونيسي.
وبهذا التأهل للأدوار النهائية الذي أصبح قريباً - بإذن الله - ماذا يقول من أرجفوا من أجل لاعب لم يضم أو آخر نسق.. ولا نقول غير موتوا بغيظكم، والله الموفق.
التجنيس.. قرار سيادي!!
كان المنتخب الفرنسي يتأهل للمونديال حيناً ويتعثر أحياناً، لكنه كان يعجز عن تحقيق البطولات رغم وجود جيل اللاعب الفذ ميشيل بلاتيني (من أصول إيطالية).. وحين يتأهل للمونديال لم يكن يحصل على أكثر من المركز الثالث أو الرابع ولم يحقق ذلك الجيل وما قبله أية بطولات في المونديال، عندها اضطرت فرنسا إلى اللجوء للتجنيس ووجدت ضالتها في الأفارقة الموجودين داخل التراب الفرنسي فاستطاع زيدان وجيله تحقيق بطولة كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية فصعدت بالتجنيس إلى مصاف المنتخبات الكبيرة الحاصلة على كأس العالم.
ومن المنتخب الفرنسي ننتقل إلى منطقة الخليج، فقد لجأت كل من عمان وقطر والبحرين للتجنيس في كرة القدم للرفع من قدرة منتخباتها الوطنية أسوة بدول كبرى كفرنسا، رغم أن بعض لاعبي بقية المنتخبات الخليجية لم ينبتوا من الأرض نباتا مباركاً، بل هم من بلدان وقارات شتى، وشخصياً أوافق على تلك التركيبة موافقتي على التجنيس في حدوده الدنيا، فهو مطلب في ألعاب القوى، فإذا كان اللاعب سيحقق لبلدي ميدالية ذهبية ويرفع رايته عالية خفاقة في الأولمبياد فلماذا لا أجنسه؟.. أما غير ذلك من الجدل والمزايدات الرخيصة والدوافع المغرضة فليس لها موقع في خارطة عولمة الرياضة، والتدخل في انتقاد الآخرين في هذا الصدد إنما هو تدخل في سيادة الدول المجنسة وهذا عمل مرفوض جملة وتفصيلاً، وليتنا نهتم بما يعنينا وأن نطرق أبواب النجاح والفلاح في كرة القدم خصوصاً وفي كل الألعاب الرياضية بما يتفق ومسمى بلادنا الكبير المملكة العربية السعودية.
التانجو بطلة كوبا أمريكا!!
أُقيمت هذا الصباح المباراة المنتظرة بين منتخبي البرازيل والأرجنتين في مدينة كاركيبو بفنزويلا في نهائي كأس أمم أمريكا الجنوبية 2007 (كوبا أمريكا)، وكتوقع شخصي أتوقع حصول الأرجنتين على كأس البطولة وانتزاعه من إمبراطور الكرة العالمية المنتخب البرازيلي، هذا ما أتوقعه، أما ما أتمناه فهو بالتأكيد فوز المنتخب البرازيلي على المنتخب الأرجنتيني وقد يفعلها حقيقة، فالمنتخب البرازيلي دخل البطولة وهو يعاني من انعدام الهوية وعدم انسجام لاعبيه ثم أخذ في الارتقاء مباراة تلو الأخرى حتى وصل للمباراة النهائية على كأس كوبا أمريكا هو وغريمه الأرجنتيني، ولأن المباراة ستقام بعد أن دفعت بهذا المقال للمطبعة، لذا أتوقع فوز الأرجنتين وأتمنى فوز فرقة (دونجا البرازيل).
وبطولة كوبا أمريكا هي من أبرز البطولات الدولية، بل هي مزار وملجأ لمحبي الكرة التي تعتمد على المهارات المذهلة وعلى النجوم برتبة مهيب.
وسواء فازت الأرجنتين أو البرازيل فكلاهما يستحق، المهم أن نشاهد مباراة ممتعة تخلد في ذاكرة التاريخ الكروي أزمنة طويلة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244